كتّاب

بيروت وذكريات لذيذة:…


بيروت وذكريات لذيذة:
عقود مرت علي أول زيارة لي لبيروت.. الفندق فخيم في ساحل بيروت التي الهبت خيالنا من خلال افلامنا القديمة..وكانت المرة الأولى التي أسافر فيها خارج مصر.. في مؤتمر دولي حول التربية المدنية.. كنت في منتهى السعادة.. وهاهي لبنان التي أحلم منذ سنوات بزيارتها.. ووجدتني أدندن على العشاء برائعة عبد الوهاب وشوقي.. “يا جارة الوادي” ولفتت دندنتي.. الزميلات على مائدتي والموائد المجاورة..ولم يبخلن على ببعض عبارات الاستحسان “الله”.. “شو حلو”.. وطلبن مني مواصلة الحوار بعد العشاء.. وحول مائدة كبيرة تضم العديد من صبايا وحسناوات لبنان والوطن العربي وشبابهم.. أخذتني الجلالة ورحت أتحدث عن تاريخ لبنان وعلاقتها بمصر.. واللبنانيين الرائعين ودورهم في الثقافة والفن المصرى.. وفيلم نهر الحب وأبي فوق الشجرة.. وكلما لمحت نظرات الإعجاب في العيون الجميلة.. تأخذني الجلالة أكثر فأغني لفريد وعبد الوهاب وعبد الحليم.. حتى تقدم بنا الليل وبدأ بعض الزميلات والزملاء يلملموا أغراضهم ويتأهبوا للانصراف.. وإذ بحسناء لبنانية _ عليا النعمة _ أجمل من هيفاء وهبي تقول لي: “تحب تتروق معايا” ساعتها خبط الدمً في نافوخي .. ودق قلبي بقوة وعنف.. وأحمر وجهي خجلا… ففى ثقافتنا الشعبية تشير لفظة “روّقها.. أو روّقته” إلى الفعل الحميم جدا بين عاشق وعاشقة..ورحت أتساءل بيني وبين نفسي عن الفتنة التي أمتلكها والسحر الجبار الذي دفع هذه الحسناء لكي تطلب مني أن “نتروّق معا” هكذا وعلى الملأ..حتى فاجأتني حسناء ثانية بطلبها أن “تتروق معنا” فبرقت عينى وفتحت فمي.. ولم اعرف كيف أرد.. وأعقبتها زميلة ثالثة وزميل.. ومرت لحظات بين دهشتي وذهولي حتى أدركني أحد الزملاء ففسر لي أنها دعوة “للفطور” معا صباح الغد في مطعم الفندق..
بحبك يالبنان.. ورغم الانفجارات والتربص والمصالح الطائفية الضيقة فإن شعبا بهذا القدر من الجمال سيعود أجمل مما كان.. وسيعود صوت فيروز يصدح مع الترويقة.. في كل بيت. . يسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى