كتّاب

امين تاكي | 01/01/2020 . الجزء

امين تاكي:

01/01/2020

. الجزء الأول

إنتهى اليوم الاول من العام الجديد ، هكذا دون العمل بأي خطوة من الأجندة المكتوبة ضمن أهداف عامي الأوروبي الأول. والسبب يعود لِما حدث في ليلة الأمس

فبعد إنتهاء حفلة الترحيب بالسنة الجديدة ، لم أرغب بالعودة إلى السكن مباشرة ، كنت أشعر بأن الليلة مازالت في بدايتها. لِذا ، قررتُ أن أتسلى في مكان آخر قليلاً بعد الحفلة ، بصحبة قنينة المشروب الروحي (روز)

يا إلهي .. حتى إسم المشروب عظيم. روز. يبدو أن مبتكرته كانت إمرأة ، بل كأنه إسم أغنية فرنسية ، او إسم مطربة بريطانية شهيرة ، أو عاهرة هولندية خبيرة

وجدتُ نفسي أغوص في زحام كبير بين الناس ، كنت أنظر إليهم وأرتجِف ، لأنني وسط هذا الجو المشحون بالسكارى. أجلس على المقعد وأعقد حاجبيّ وأفكر في شيء واحد : الإعتداء و الإغتصاب الذي حدث للألمانيات من قِبل المهاجرين عام 2016 في مدينة كولن الألمانية

لطفك ، يارب. كل شيء يهون عدى أن يحدث مثل ذلك الأمر وأنا هُنا ، فأتعرض للموت لكماً ورفساً من أفراد الشرطة وأنا لم أفعل شيء. لابد أن أرحل من هذا المكان ، الآن

انا أكره التعامل مع النساء الغريبات ، لا ألمس المرأة الغريبة أبداً. أتصرف مثل أي مثلي جنس في العالم. لابد أن أهرب من هُنا بسرعة صرصار عدّا ، كي لا أشهد على المأساة البشرية التي قد تنفجر بين لحظة وأُخرى ، لتُدمِر سحر هذه السهرة الخالدة

إبتعدتُ عن المكان ، بعد أن حددتُ مكان السكن على الخريطة في هاتفي ، وحددتُ أماكن محطة القطار والحافلة ومواعيد مغادرتها. لا إستهتار في مواعيد وسائل المواصلات ، والقطار لاينتظر أحد لنص دقيقة ، حتى لو كان وزير المواصلات الألمانية شخصياً

وصلتُ إلى محطة القطار وأنا أترنح ، فإستقليتُ أول قطار دون أن أنتبه لوجهته.! جلستُ على المقعد وكُلي ثقة ، بأن إتجاه القطار يقودني إلى محطة الحافلات. لقد وصلتُ في الوقت الصحيح : أقول. كما لو أنني قمتُ بأبسط فعل مناسب في الدنيا

لكنني بعد المحطة الرابعة ، إكتشفتُ بالصدفة أنني إستقليتُ القطار الخطأ. اللعنة
أنزِل من القطار في المحطة الخامسة ، وأنتقل إلى الجهة الأخرى لإتجاه القطار ، وأجلس على المقعد أنتظر وصول القطار بعد 27 دقيقة

أغمضتُ عيني كي أحاول إستعادة مشاهِد الحفلة ، لكن النوم بمساعدة المشروب تجرأ على إحتقار صحوي. كما في كل مرة. فوصَلَ القطار ، لكنني سمِعته في اللحظة الأخيرة. وهو يغادر المحطة

أتنفس ملئ رئتي ، وأعود لمشاهدة شاشة مواعيد قدوم القطار التالي ، بعد أربعين دقيقة. اللعنة ، اللعنة ، سوف أغادر المحطة وأستقِل سيارة أُجرة : اقول.
لكن المشهد يتغير كلياً

تدخُل شابة في غاية الجمال إلى محطة القطار لتؤدي دور البطولة. تجلس وتضع أصابعها الرقيقة البيضاء على ذراع المقعد. ثم تقول بصوت مخملي يقضي على جيوش من المراهقين والشهوانيين : فُوز نويس ياغ

أتعَذب مثل السجين بسبب عدم فهمي للغة الألمانية ، أبتسم مثل الحمقى ، أتردد وأُناضِل لِفهم ماقالت كالعامل بلا راتب شهري. أبتسم لكنني ما أزال أتالم لأنني لا أستطيع التحدث معها بالألمانية. ولكن بعد ثانيتين ، أصِل إلى نتيجة..


امين تاكي | ناشط حقوقي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى