كتّاب

المأزق الهاشمي.. والضغينة الجمهورية


المأزق الهاشمي والضغينة الجمهورية
مروان الغفوري
——-

أثارت التدوينات التي كتبتها أسرة الوزان، الأم والابن والابنة، موجة احتجاج كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. كانت التدوينات تتحدث عن كيف وجهت الأم وابنتها إهانات، وصلت حد التهديد بالقتل، إلى سائق تاكسي اعترض على الطريقة التي يدير بها الحوثيون البلد، لا على الحوثيين.

حل الحوثيون محل الدولة. في الواقع لا توجد حركة مستقلة اسمها “الحوثيون”، بل تركيب معقد من السلالة الهاشمية، القبائل، ونظام صالح. تحت زي الحوثيين اختبأ الجميع، بما في ذلك الحرس الجمهوري وعشرات الألوية العسكرية، وفي المقدمة منهم: الهاشميون. في المدن التي اقتحمها الحوثيون اقتسم صالح والحوثي السلطة.

دفع الحوثيون بالهاشميين، ودفع صالح ببعض رجال تنظيمه العصابي الكبير. خلال عامين ونصف، منذ سقوط صنعاء، استحوذ الحوثيون على الجزء الأكبر من السلطة المدنية والأمنية، وكان الهاشميون هم أحصنة عبد الملك الحوثي. لم يكتف الهاشميون باجتياح مؤسسة الدولة لمصلحة الحوثي، بل انخرطوا في الجيش وخاضوا به حربهم. فقد كان تعيين رجلين هاشميين كقائدين للجيش والأمن من أولى قرارات عبد الملك الحوثي بعد سقوط صنعاء. مؤخراً عين الحوثي مجلساً للإفتاء يشكل الهاشميون ١٠٠٪ من قوامه. ضرب الحوثي بالهاشميين في كل اتجاه.

هذه الحقيقة الكبيرة، وهي أمر لم يعد يقبل الجدل، وضعت السلالة الهاشمية في مركز الكراهية الجماعية. المولد الرئيسي للكراهية، ويمكن ملاحظتها في آلاف التدوينات اليومية على فيس بوك، هو انصهار الهاشمية في الحوثية، وتصدر الهاشميين للمشهد بوصفهم “سيوف الإسلام” الجُدد. ما إن كتبت الفتاة ندى الوزان القصة حتى كان الوشم “سائق التاكسي يمثلني”، يتجاوز المليون ونصف مشاركة خلال ساعات قليلة.

كانت القصة الهاشمية ذات كثافة رمزية هائلة، فقد نظِر إليها كما لو كانت على هذا النحو: “أميرة تنتمي إلى الأسرة الحاكمة تدهس مواطناً في الشارع العام، ثم تركله بقدميها”. لا يمثل الحوثيون سوى طموحات طائفية لأقلية عرقية، ثم أقلية دينية، داخل مجتمع كبير ومتلاطم، يملك حضارة تعود إلى آلاف السنين. مع اختفاء الدولة وتلاشي جهازها البيروقراطي ملأ الهاشميون الفراغ كله، وأصبحوا الدولة الجديدة. لا توجد استثناءات سوى لدى هاشميي السهل والبحر، أي الهاشمية الشافعية، أو الهاشمية الأدنى.

عملياً صار الهاشمي الفرد ممثلاً حيوياً وحقيقياً للنظام الجديد، ودولته. يقاوم اليمنيون هذا النظام الطائفي بكل الوسائل المتاحة، وكذلك عسكرياً. فقد نجحت المعركة العسكرية في محافظات الجنوب على نحو يثير الدهشة، ولم يبق للغزاة الحوثيين من أثر في مدن الجنوب.

على أكثر من مستوى تُخاض المعركة، ويمثل فيس بوك واحدة من منصات المواجهة المستميتة. مئات آلاف التدوينات هاجمت أسرة الوزان بوصفها ممثلاً رمزياً للهاشمية الحاكمة. بلغ العنف اللفظي والإهانات الجنسية درجة خطرة. كما كان الوعيد بالانتقام موضوعاً مركزياً في مئات التدوينات. انتبه بعض المثقفين اليمنيين إلى الإهانة الجنسية وكتبوا في إدانتها، متجاهلين الوعيد بالاستئصال، وسلب الهوية والمحاكمات الشعبية. لا تزال الأزمة اليمنية تحضر في ذهن كثيرين من صناع الرأي في اليمن بوصفها مسألة فنية أو أخلاقية، بالتعريف البدوي للأخلاق. يحدثنا التاريخ عن أقليات عاونت المستعمر، ثم واجهت وبالاً تاريخياً بعد انحسار موجته العسكرية المظفرة. فقد ألقى الفرنسيون بالمعلم حنا يعقوب، الذي دل جيش نابليون على قرى المقاومين في الصعيد، في البحر. وأطلق عليه الجبرتي لقب “يعقوب الكلب”.

حدثت موجة مضادة، فقد تحدث نشطاء السلالة الهاشمية عن الإهانات الأخلاقية التي لحقتهم، وتجاهلوا ـ كالعادة ـ الموقف الفلسفي خلف اللغة الجنسية، بوصفها مجرد تجل بسيط لنزوع عنفي قيد التشكل، وقد يذهب بعيداً جداً. فالهاشمية التي تُستهدف على مدار الساعة لا يطالها ذلك لأنها سلالة بعينها، أو حتى لوضعها الطبقي أو الديني. صار يُنظر إليها بحسبانها واحدة من الأدوات التي هدمت الدولة ودفعت أمة من ٢٥ مليون إلى حافة الجوع والشتات. وما من سبيل لكبح دوافع الانتقام، أو احتواء إشاراته، سوى بالعودة إلى النقطة صفر: دولة لكل الناس.

تخوف المفكر السياسي ياسين س. نعمان من اقتفاء سلوكيات قد تفضي إلى حرب أهلية، وربما تشق المجتمع على أساس عرقي أو طائفي. في اعتقاد نعمان فإن المعركة التي ستسير في هذا الطريق ستجعل من استعادة مشروع الدولة، الدولة كما نعرفها، أمراً بعيد المنال. فالمجتمع الدولي ينتظر إشارات تقول إن حرباً طائفية، أو عرقية، تجري في اليمن حتى يبادر إلى طرح حل سياسي بناءً على ذلك.

عملياً يخوض صالح والحوثي تحريضاً مذهبياً وعصبوياً على مر الأيام. سبق لنعمان أن وصف ما يجري في اليمن، في حديثه إلى الشرق الأوسط، بالحرب التي يشنها “المركز الطائفي” على اليمن خارج ذلك المركز. تعج المعركة اليمنية بكل عناصر المأساة، وقد خاض الجنوبيون صراعاً ضد الحوثيين بوصفهم شماليين، كما قاتل الحوثيون الإصلاحيين باعتبارهم سنة، وقاتل السلفيون ضد الشيعة الحوثيين، وذكر صالح القبائل المحيطة بصنعاء بحقيقته الزيدية. رغم كل ذلك لا تزال المعركة، في بعدها المركزي، تحتفظ بصيغتها الوطنية. يتوزع الجانبان على حافتيها على الشكل التالي: سلطة شرعية تواجه انقلاباً. لا يولي هذا التعريف الوطني للمعركة، وهو تعريف يبدو أكثر حضوراً في خطاب الجيش الوطني منه لدى سلاسل المقاومة، اهتماماً لطبيعة ذلك الانقلاب، الطبيعة الدينية أو الجغرافية. فكونه انقلاباً يعد سبباً كافياً لمواجهته وهزيمته.

بمعنى ما تبدو تخوفات نعمان خارج سياقها. فموجة العنف اللفظي التي أثارتها تدوينات أسرة الوزان ما كانت لتصنعها أسرة الوزان الهاشمية لو لم تكن قد أصبحت واحدة من وجوه “الأُسر الحاكمة”. راحت التعليقات تنال من “ندى ابنة الحاكم”، لا ندى ابنة مواطن يمني اسمه الوزان. عرض الهاشميون سلالتهم في ملابس الملوك الجدد بعد أن ألغوا الاحتفالات بعيد الجمهورية، وحذفوا أهداف الثورة الأم من ترويسات الصحف الرسمية، وغيروا أسماء الشوارع، وكان عليهم أن يستعدوا لدفع الأثمان كلها.

إن اختطاف الدولة جريمة كبيرة، سبق أن أباحت دماء وأموال الفاعلين. كان الفاعلون على مر التاريخ خارجيين، وأجانب، وأغيار. لكن الجريمة بقيت واحدة، ببشاعتها ومأساويتها، وبقدسية المعاني المناهضة لها. دعا غاندي أتباعه إلى التبول أمام بيوت المُحتل، الرجل الذي سرق دولة الهنود وجلس في مطارحها.

ما كان للحوثي أن يسلب اليمنيين جمهوريتهم، ويزيل ملامحها في المدن التي لا يعرفها، لو لم تكن الهاشمية هي الآلة التي صنعت له فتوحات ما بعد المعركة العسكرية. ينظر اليمنيون إلى الأماكن التي يتوقعون فيها دولتهم فلا يرون سوى السلالة الهاشمية. ويبحثون عن أسباب عميقة أدت إلى انهيار دولتهم على ذلك النحو المأساوي فلا يجدون في الواجهة من تأويل عملي سوى في سيوف الإسلام الجدد.

لا يزال عبد الملك الحوثي مختبئاً في كهفه البعيد. فهي دولة حوثية بلا حوثي، يمثل الهاشميون زبدتها وعقلها السياسي وآلتها الماكرة. العنف اللفظي، والوعيد، تجاه السلالة الهاشمية لا يستهدفها كسلالة إثنية، أو أقليلة دينية، بل كنظام سيطر على دولتهم، ودفعهم إلى حافة الهلاك التاريخي. وما من سبيل لاحتواء هذا العنف المتزايد سوى بالسيطرة على أسبابه. فالإغراق في الشجب الأخلاقي المجاني يحول مشكلة تاريخية إلى شأن أخلاقي بدوي، وبدائي.

المأزق الهاشمي.. والضغينة الجمهورية

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫24 تعليقات

  1. منشور فيه تصبون للهواشم والي جابهم واولادهم ولم يبقي منهم احدا ….
    وهناك كهف مران دوله حوثيه بلا حوثي … الهواشم زبدتها …

  2. النتائج معروفه من معارك الهاشميين السابقه….صراعنا حالياً ليست مع الهاشميين أنفسهم بل مع عدو يتستر بهم وان كان هناك نزغات بسيطه فهم لا يشكلون خطراً حقيقياً كالدول التي تسعى لمحو الحضاره والدين .

  3. سيضل الهاشميين مواجيد سوى في ماتسمونه انقلابا او شرعيه ومن يتخيل اويظن انه يستطيع استاصال طاىفة او سلاله موغلة في القدم وايا كانت هاشميه اوغيرها فهو واهم..

  4. ما ان تسقط سلطة الحوثيين وتذهب أحلام الهاشميين ادراج الرياح ويبدأ الانتقام حتى يقول لهم عبد الملك قول الشيطان (
    وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ۖ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم)

    جنت على نفسها براقش

  5. المرأة الحديدية !!!

    في الطريق السريع الذي يربط بين مدينة إب ومدينة تعز،،، كنت أجلس في المقعد الأمامي بجوار سائق سيارة الأجرة ،،كانت السيارة تتلوى كأفعى على منعطفات طريق السياني ..

    السائق يدخن بشراهه ويلوك أغصان القات،، وصوت المسجلة تصم الآذان،،بينما كانت إمرأة تجلس في المقعد الخلفي،، منشغلة بترتيب القات الشعيبي بأكياس النيلون الملونة ..
    يبدو عليها بأنها إمرأة تحترف بيع القات في الأسواق الشعبية. .

    من ملابسها عرفتها بإنها إمراة صبرية،، تنتمي إلى ذلك الجبل الشاهق والعالي بعلو هامات اليمن،،، أعلى قمة في اليمن وهي قمة جبل صبر ألمشهور في كل الوطن العربي …

    كانت إمرآة نحيفة وبشرتها قمحية تميل الي سمرة خفيفة سببتها وهج الشمس الحارقة ،،مما يدل على طول كفاحها في الاسواق…

    لم أنبس انا بكلمة واحدة ،، ضليت أراقب الطريق متأملاً الخضرة الجميلة التي تكتسي بها جبال السياني في مثل هذه الأوقات من فصل الصيف في كل عام …

    روائح عطرة كثيرة ومتعددة تتداخل مع بعضها البعض ،، تحملها الرياح الآتية من على جنبات الطريق بفعل سرعة السيارة …

    فتأتي من بين أكمام الحشائش والزهور الصغيرة ريحة الأرض والزرع وبقايا المطر من يوم سابق،، مازال بقايا منه تحتضنه تشققات الصخور وبركات الماء ….

    كم تمنيت السائق أن يتوقف للحظات ،،،كي أنزل من السيارة للبحث عن بعض الفراشات الملونة والجميلة ،،التي تحوم حول الزهر ،،فهي نادرة الوجود وتضهر في مثل هذه الأوقات من السنة تحوم حول البراعم الصغيرة والمتوسطة ووريقات الورود الملونة. ..

    لست أدري هل هي مثل النحل تمتص رحيق الزهر ؟؟
    أم أنها تضيف فقط جمالا” على جمال الزهر والندى وروائع الورد …..

    كانت أغنية ياليتني في جباكم عصفري ولا حمامة على المكنة تدور. بسوط الفنان أحمد الحبيشي تدغدغ أصقاع قلبي فأحس إني عاشق ولهان للأرض والزرع والمطر والسماء. .

    ياالهي !!!
    كيف تصنع فيني هذه الأغنية الجميلة من شجن وعشق وكأن صاحبها كتبها بدم قلبه المسكين والمتيم بالعشق والغرام. …

    لدرجة أنني أحس بالعشق معه وإن كنت ليس لي معشوقة غير هذه الأرض الجميلة الذي احسن خالقها صنعها ومدبرها..

    لم تضايقني رائحة السجارة المنبعثة من فم السائق المليء بدخان والقات،، كنت أود أن أسديه نصيحة بأن يستعمل فرشاة خشنة نهاية كل يوم على الاقل ،،،وقليل من الفحم الخشبي لعلى طبقات الجير الصفراء الداكنةو المتراكمة على اسنانه منذو زمن تخف نوعاً ما. .

    ضللت أقلب صفحات جريدة الجمهورية التي أقتنيتها قبل صعودي الي السيارة من بائع صحف متجولا”،،، يطوف حاملاً معه جرائد وبعض من المجلات ..

    فاحيانا” تشعر برغبة في شراء شيء من ذلك البائع لمساعدته فقط… فتشعر بأنك عملت عمل إنساني أكثر مما هو ثقافي. ……………..

    قالت :لي المرأة بلهجتها الصبرية البلدية: بتفذح تشتي قات. .؟؟
    وتعني كلمة( تفذح) أي تريد تمضغ القات قبل الغداء. …

    قلت :لها لا تسلمي يالغالية وأحببت أن أنطق بكلمة الغالية بصوت مرتفع كي تسمعني بوضوح، ،،لست أدري لماذا أردت فعل ذلك ؟؟؟

    بما اني كان من المفروض عليا أن أقول تسلمي يااختي الكريمة. .
    لست أدري فعلاً بما دار في خلدي غير أني أردت فعل ذلك فقط. .

    هل هو سر إعجابي بكرمها ؟؟أم لأنها نالت إعجابي بقوة شخصيتها وصلابتها وكأنها لاتخشى الرجال ،،أم إن ذلك الجمال الريفي قد وقع شيء منه في نفسي. ……؟؟؟!!!

    تسألت في نفسي كيف أستطاعت أن تتغلب على أعراف المجتمع اليمني وعادته الاجتماعية؟؟؟وثقافة العيب الذي نشتهر به نحن في مجتمعنا المحافظ؟ ؟؟

    وتلك القيود الجبارة ألتي تجعل من المرأة كأنها كائن غريب اتي من الفضاء على طبق طائر لا يحق له الاختلاط بالآخرين ابدا”…

    كانت إمرأه تعدت عتبت العقد الرابع تضع مقرمتها البيضاء على رأسها والشقر بجانب خدها الأيمن. . .

    لديها جمال ريفي وقوة شخصية تفرض عليك إحترامها قالت بصوت قوي ولهجة صبرية لسائق السيارة طفي صوت المسجلة تطفى نفسك الان قده وقت أذآن الظهر….

    فسارع السائق بخفض صوت المسجلة فوراً…

    فعرفت بأن السيارة ملكها،، السائق مجرد عامل يعمل معها فقط ،،عدت بنظري الى صفحات الجريدة،، أقلبها متظاهراً بإنشغالي في قرأة الأخبار الرياضية في ملحق الجريدة ،،،رغم أنني اعرف بأني لست مهتم بالرياضة البته ولا تروقني متابعة أخبارها. ……

    لكنني كنت أتصرف كشخص مختلف للغاية،،،،، لست أدري متى طراء عليا ذلك الاختلاف أو التغير؟؟؟؟
    الذي أصابني عند صعودي لتلك السيارة ……

    ……………………………………….
    يتبع. …..
    ……….

    ملاحظة
    القصة من وحي الخيال و الصورة تعبيرية. .

    ع.ط

  6. لسان حال الشعب اليمني في هذه التدوينة
    يجب أن يفهموا أن اليمنيين ضد هاشميتهم اللامعه في كل مفاصل السيطرة الحوثية
    وماتبدى للناس هو سرعة تحول الاذرع الهاشمية في كل مناطق اليمن للانخراط والولاء لمذهبهم
    وعليه فلا مجال لقبولهم لدى غالبية الشعب ومهما طال تسيدهم للموقف سينهار المركز وتنهار الهاشمية

  7. قد يجد البعض صعوبة في فهم الفكرة التي يتحدث عنها الغفوري في هذا المقال،،ولكن في حقيقتها وبعيدا عن التراكيب اللغوية ،يمكن اختصارها بصيغة اكثر بساطة ،فمايحاول الغفوري هذه المرة قوله هو ان مايحدث في اليمن هي حرب طائفية من طرف وحرب ضد الطائفية من الطرف الاخر…….
    لانستغرب التحول والانقلاب في موقف الغفوري ،،،فليست المرة الاولى التي يفاجئنا بنظرة جديدة عن واقع الحرب،،،فقبل عامين كانت الحرب في نظر الغفوري تتركز على انتقام عفاش من الذين اطاحوا بنظام حكمه،ثم تحولت تلك القناعة الى جماعة مسلحة تفرض شروطها بقوة السلاح،وتطورت بعد ذلك لتصبح جماعة تتبع ايران تنفذ اجندة خارجية لزعزعة امن المنطقة،ثم تطورت نظرة الغفوري لتتحول الى حرب مناطقية وثقافة الهضبة لسيطرة على ثقافة الدولة،،،وغيرها من الفرضيات التي تضع الغفوري في كل مرة عاجزا عن استيعاب حقيقة الواقع ،،،اليوم اصبحت حرب عنصرية مدفوعة بالسلالة في نظر الغفوري،،،،،الملفت للنظر ان كل اطروحات الغفوري هي امتداد لما تطرحة المكينة الاعلامية للعدون في كل مرحلة زمنية معينة…..ولا نستبعد ان تكون كل تلك الاطروحات مجرد محاولة لانتزاع مسوغ قانوني لادامة زمن الحرب وشرعنتها في المحافل الدولية…..
    خلال سنتين واكثر فشلت السعودية وحلفائها في ايجاد طريقة ناجحة لتحقيق النصر،والسبب في ذلك هو فشلهم في تعريف حقيقة الحرب،،وكما يقول المثل فهم السؤال هو نصف الاجابة…….

  8. الاحتقان تجاه الهاشمية ، ليس و ليد اللحظة ، بل له امتدادات تاريخية ، متى تبدأ لحظة هذا الامتدادات بحث آخر
    محاولة الحديث عن هذا الاحتقان كأنه و ليد اللحظة غير صحيح

    فقضية هاشمي و غير هاشمي نسمعها من زمن ، و كان يتم الحديث عنها غالبا مع احتفاءات الثورة

    ثورة 62 جاءت لتلغي الطبقات الا ان شيئا من ذلك لم يحدث ، فقد ظل الهاشمي هاشمي و القبيلي قبيلي و المزين مزين ، و لم يتم احتواء القضية ، بل نشأت مع الأيام أنواع آخر من الطبقية و التمايز

    لم يتم احتوء الهاشمية كسلالة و الزيدية كفكر بعد الثورة ، بل استمر الإقصاء و التهميش و الانتقام -بتعبير أحد المعلقين – و لذلك كان من الطبيعي حدوث مثل هذه السياقات، فمن يتم استضعافه سيتمحور أكثر حول ذاته لينتج نفسه بالشكل المناسب متى أمكن ذلك وهي سنة إلهية (وتلك الأيام تداولها )

    الهجوم على الهاشمية يزيد من ترسخها و حضورها و فعالية أصحابها داخل المجتمع -و هذا ما تنبه له بعض المعلقين ففصل بين الصراع السياسي القائم و الهاشمية – فالشعور المستمر بالتهديد و الكراهية الصفراء ، يخلق الكثير من بواعث التحرك و التضحية ، هذا درس نستفيده من أحداث ما بعد الثورة ، و الذي استهدت الهاشمية كسلالة-رغم حضورهم فيها كثائرين- و أقصت الزيدية كفكر ، فخلقت بعد زمن المبرر الكافي و القاعدة الشعبية الواسعة من الهاشميين و غيرهم لحركة أنصار الله

    أقول كما قال أحد المعلقين ، من يحاول إقصاء طائفة أو مكون هو واهم ، وهو يضر بقضيته مهما زخرف القول
    فالناس ليسوا أغبياء و يستشعرون مغازي الكلام مهما حاولت تلك المغازي أن تختفي في العبارات المنمقة و الفضفاضة ….

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى