كتّاب

العالم المفتوح، الإنترنت والفضائيات ووسائط التواصل، تقدم للمشاهد العربي هذه الصو…


العالم المفتوح، الإنترنت والفضائيات ووسائط التواصل، تقدم للمشاهد العربي هذه الصورة باستمرار:

هناك حياة حرة ورائعة في كل العالم خارج أرضك، أما أنت فبائس ومحطم ومقهور. تلك الحياة الرائعة يديرها نظام سياسي ديموقراطي ويشارك في صناعة تلك الروعة، وفي بلدك تذهب الثروة والرفاه إلى حوزة فئة صغيرة، في كل بلد بائس ثم نظام مافوي بائس وذلك يكفي لشرح أسباب بؤسك.

هذه الإثارة المستمرة للإنسان العربي هي أهم عوامل اللااستقرار، الاحتجاجات، والثورة. في 2011 كتبت إن المسلسلات التركية، الڨيديو كليب الحديث، وإم بي سي 2 ساهمت بإسقاط النظام العربي. يجلس العربي بائسا وهو يشاهد شابا أنيقا ينتظر حبيبته الشقراء في سيارة بورشه مكشوفة السقف، ويطلب من ذلك العربي أن لا يسائل بؤسه، ولا يخرج في الغد غاضبا.

لا يبدو أن النظام العربي استوعب ما يجري. لاحظوا ما يحدث في السودان: العسكرتاريا أزاحت البشير وقررت أن تحكم الشعب بمزيد من العسكرة. كنت شاهدا على انتعاش الحياة السياسية وحرية التعبير في السنوات الأخيرة من عهد مبارك. برغم كل الانفتاح الذي شهدته تلك السنوات إلا أنه لم يكن كافيا. وعندما قرر جمال مبارك إغلاق الحياة السياسية لصالح جماعته، وفاز ب 95٪ من أصوات الناخبي، وكان والده قد هجر تلك الطريقة الفجة، انفجرت الثورة بعد ثلاثة أشهر. خلفه نظام عسكري أعاد السياسة إلى خمسينات القرن الماضي، كأنه لم يتعلم شيئا.. وفي يوم وشيك سيصطدم بشعبه..

إن حياتنا أخطر من أن تترك للعسكر.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫13 تعليقات

  1. أرأيت حين يدخل لاعب أرضية الملعب وقتما يفتر حماس اللاعبين ويفقدون حماسهم، ليعيد لهم اللياقة والحماس أضعافا ويقلب النتيجة بغضون دقائق؟

    هذه قصّة الشابة السودانية آلاء صلاح 22 عامًا الطالبة في كلية الهندسة، دخلت ساحة الثورة أو ملعب الثورة ذات مساء واعتلت سقف سيارة واشعلت الثوار كما لو أنها زيت صُب على نارٍ أوشكت أن تُخمد، لتصبح في لحظات رمزًا ثوريًا سيخلده التاريخ، لم تمض ليلة ونصف نهار حتّى سقط البشير كورقة خريف، الأمر الذي جعل الثوار يطلقون عليها ثلاثة ألقاب في آن:
    أيقونة الثورة؛ نظرًا لتأثيرها على الثوار، وتمثال حرّية السودان؛ وذلك لوقوفها وقفة تمثال الحرية تهتف للثورة بكل شجاعة، والكنداكة السودانيّة، وهذا الأخير لقب كان يُطلق على الملكات النوبيات في السودان قديمًا.
    ختام الثورة السودانيّة على هذا النحو دفع البعض للقول “إن الثورة أنثى”.
    .
    محمد الصناعي

  2. دكتور لوسمحت أستمع لهذا الشاب ولكلماته لتعرف حجم الحزن والقهر في أوساط الشاب العربي والسوداني على وجه الخصوص
    يبكي القلب قبل العين.

  3. الدور الأكبر كان لقناة الجزيرة خلقت وعي سياسي ومهنيه واستطاعت بمصداقيتها ان تجعل الخبر حقيقه ..وكلنا يعرف ان اي احد يريد أن ياكد صدق ما يقول من معلوم اوخبر يلصقها بالجزيرة والبي بي سي.

  4. طالما وهم معاهم جيش وامن اذا مارضى يسلم الحكم للمدني طواعيه ويرضى بحكم ديموقراطي محدش بيقدر ينازعه لانه لو نازعته بيحصل فرض اراده انا معي جيش وسلاح وانت ولا معك حاجه واذا معك سلاح او بتكون عميل للخارج عشان يعطوك سلاح بتحصل حرب اهليه زى اللي حاصل في البلدان العربيه مايشتوش يسلمو والا منو خاورهم .. مثال على بلدان انتقلت من العسكرتاريا الى المدني البرازيل خرجو مظاهرات واقتنع الجيش انه يسلم السلطه للمدنيين .. يعني الموضوع كله برضى وطواعيه من الجيش اذا مارضو نعود ونقول يحصل فرض اراده قد تنتهي الى حرب .. والمسأله كل راجع لنضج الشعوب تعليميا وفكريا وثقافيا يعني العمليه تكامليه بين الحاكم والمحكوم مثلا اليمن ٤٠ بالميه اميين وواحد منهم حكم اليمن اكثر من ٣٠ سنه ولقبل ٥٠ سنه حمله البكالوريوس لايتجاوز مئات الاشخاص .. ديفيد كاميرون حاكم بريطانيا قال جلسنا مئات السنين عشان نوصل للنظام الديموقراطي .. الموضوع ليس تقليد وانما نابع من ذات الشعوب التي تقدر على التحول .. كه قول لعبدربه او علي محسن او طارق سلمونا السلطه بيقولولك ونحنا على ايش جالسين نتحارب عشان واحد ياخذ الحكم تجي انت واحد عادي مدني تقول لي اخليك تحكم مكاني .. الان اليمن تراجعت من حكم العسكر الى حكم الجماعات الارهابيه والرجعيه والمليشيا .. يعني رجعنا خطوه للورا .. ذلحين لازم نرجع للخطوه الاولى اللي هى حكم العسكر وبعد حكم العسكر لو ربنا هداهم وماعديشتوش يحكمو ننتقل للطور اللي بعده المدني الديموقراطي ..

  5. لا العسكري و لا الديني في العملية السياسية النظيفة، هذا ما توصل إليه البشر بعد دهور من الخبرة و الخراب .. حدثنا عن العلمانية يا دكتور مروان و ضرورتها لما نسميه الديمقراطية . العلمانية مجرد أداة TOOL . لماذا يضعون في عقولنا مفاهيم كاذبة و مضللة عن العلمانية و الديمقراطية والتعدد … و إلخ ؟؟؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى