كتّاب

الشيخ كشك رأس الحربة الوهابية للهجوم على الثقافة والوجدان…


الشيخ كشك رأس الحربة الوهابية للهجوم على الثقافة والوجدان المصرى:
عرف المصريين الغناء والموسيقى منذ بدؤا فى تكوين مجتمعهم وتأسيس حضارتهم، وفى بعض المقابر التى تعود للعصور الحجرية عثر العلماء على آلات الناي وآلات الايقاع، ومع تطور المجتمع وبداية الدولة القديمة أخصى علماء الحملة الفرنسية فى كتابهم عشرات الآلات الموسيقية، كما أصبحت الموسيقى تعزف مع الغناء والرقص الفردى والجماعى ولمختلف أغراض الحياة، فهناك الغناء فى المعابد وهدهدة الأطفال والعمل والزواج، حتى عديد الموتى هو لون من ألوان الغناء الخزين
وجاء بعد الفراعنة البطالمة والرومان والعرب ورغم تغير الثقافة والعقيدة واللغة ونظم الحكم فإن الموسيقى والغناء لم تختف أبدا، ودخلوا إلى الكنيسة فى الترانيم والطقوس وقرئ القرآن فى مصر بطريقة مصرية خالصة تتبع المقامات الموسيقية، ووضع المصريون للمدائع النبوية إنشادا شجيا، وللصوفية انشادهم وموسيقاهم، ولم يختف الغناء ولا الموسيقى من حياة الناس بمختلف اغراضهم ومناسباتهم التى ذكرناها، وحتى نداءات الباعة تعد لونا من الغناء، وظهر الغناء كسمسمية القناة، ومواويل وكانات الصعيد وغناء النوبة
وفى القرن العشرين خطت الموسيقى والغناء خطوة هائلة وخاصة مع ظهور المسرح الغنائى وجهاز التسجيل عبر الاسطوانات، ثم السينما والراديو والتليفزيون، ولعب الغناء فى القرن العشرين دورا عظيما فى تحقيق المواطنة، وفى حشد المواطنين لتحقيق أهدافهم الوطنية، بل المعارضة السياسية كما فى حالة الشيخ أمام
ولعبت الموسيقى والغناء دورا فى تشكيل وجدان المصريين والذى يعد مصدرا للقيم وتوجيه السلوك وتحقيق التوازن النفسي للإنسان، هذا هو الغناء فى مصر التى دخلت الإسلام منذ الف وأربعمائة سنة بالتمام والكمال
أما الشيخ عبد الحميد كشك فقد ولد فى محافظة البحيرة وتعلم بمعاهد الأزهر وكان طيلة حياته متفوقا حتى عين معيدا فى كلية أصول الدين، ولكنة مالبث أن ترك الكلية ليتفرغ للخطابة والدعوة، خطيبا فى عدد من المساجد حتى استقر فى مسجد عين الحياة بكوبرى القبة ليستمر به خطيبا وواعظا فى الفترة من 1962- حتى 1982، وامتلك الشيخ الكفيف مهارات فذة فى الخطابة، فتمكنه من اللغة العربية لا شك فيه، وصوته رخيم لافت، وهو لا يخطب خطبا رتيبة مملة، ولكن لديه قدرة فذة للانتقال بسرعة ومهارة بين القرار والجواب، وقدرة هائلة على التهكم والسخرية، وجرأة يحسده المستمعين عليها، وحصيلة كبيرة من الشعر والحكم، ويملك حيل خطابية تدفع الحضور للانفصال عن واقعهم والتماهى به وبما يقول، فهو يهتف بصوت هادرسائلا: من الواحد، فيجيب الحضور: الله… من الماجد، الله.. من القابض .. الله .. وحدوا الواحد .. الله.. وبذلك يضمن أنه قد سيطر على عقول وقلوب مستمعيه، وهويتوقف فى قلب القضية الصعبة ليروى طرفة أو نكتة، ولا ينسي عنصر الإثارة عندما يتحدث عن الكلاب المدربة على هتك العرض، ولكل هذا لا أكثر لقبه أتباعه بفارس المنابر
والملاحظ أن الشيخ منذ منتصف السبعينيات قد راح يهتم بالفنانين والفنانات اهتماما خاصا
يتهكم على أم كلثوم السيدة التى بلغت الثمانين –كما يقول – ومع هذا تقول كلمات يهتز لها عرش الرحمن غضبا، وهى تغنى انت الحب وانت عمرى، وتقول خدنى لحنانك خدنى بعيد بعيد وحدينا، بينما حديث الرسول يقول: ماخلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، ولا أعرف كيف يستسيغ شيخ يعتلى المنابر كل هذا القدر من الغوغائية والسوقية وهو الذى يحفظ قول الله عن الشعراء “وأنهم يقولون مالا يفعلون”، ويعرف معنى الرمز والإشارة فى الشعر، والشيخ لا يتوقف عند نقد أغنية ولكنه يتجاوز ذلك إلى تحريم صوت أم كلثوم من الأساس، فهو يقول: أن الفقهاء الأربعة قد حرموا ارتفاع صوت المرأة حتى ولو بالآذان، فهل يتساوى قولها: خدنى لحنانك خدنى بحى على الصلاة؟ وهل يتساوى قولها: حى على الفلاح بهات ايديك ترتاح بلمستهم ايديا؟ وهل يتساوى الله أكبر بهات عينيك تسرح فى دنيتهم عنيا؟ انه لم تقل إلا مايغضب الله غضبا لمجرد رفع صوتها بالغناء، فمابالنا وهى تغنى وسط السكارى والمخمورين والعازفين فى جلسات الكفر؟
وهو يخشى ان يحلل شيخ الأزهر الغناء بقوله: “ان القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد” فيرد نعم القلوب تصدأ ولكن ليس معنى هذا ان تغنى المرأة فلو غنت المرأة ومع الموسيقى فهى تستحق غضب الله وسخطه ولعناته، واذا كانت القلوب تصدأ فيجلوها القرآن والذكر وليس الغناء
يقول عن عبد الحليم حافظ: احتفلت الجمهورية بأسرها بمطرب مراهق عجوز، وقدمت له بنت باقة زهور،على خيبة إيه؟ هل جاء بمفاتيح المسجد الأقصى؟ هل أعاد الأندلس أم صقلية؟ أم الجمهوريات الاسلامية التى ترزح تحت حكم الروس؟ هل أعاد فلسطين؟ و الغوغائية مرة ثانية، فهل المطلوب من عبد الحليم حافظ إعادة الأندلس أو إعادة فلسطين؟ وهكذا يصنع المثل الأعلى عن شباب الإسلاميين: استرداد الأندلس .. ولم يقل الشيخ كيف يستعيد عبد الحليم حافظ فلسطين؟ ولماذا حول أبنائه الإرهابيين الدنيا إلى جحيم حول فلسطين فى سوريا والعراق ومصر ولم يطلقوا رصاصة واحدة على إسرائيل
ويواصل تهكمه على عبد الحليم حافظ الذى كان يمشي مع احد اصحابة فلقي فتاة احلامة فضحكت فعاش فى صراع وكأنها قضية االشرق الأوسط، وسار ورائها، اتحبه هو ام تحب صاحبة واخيرا ارسل لها رسالة اريد منك كلمتين .. والعبت الخمر براسة .. واخيرا جاءه الرد ان الضحكة كانت لك وانا من الاول احبك يا اسمرانى.. اهذا كلام يذاع على اسماع بناتنا؟ ويواصل تهكمه الساقط على السيدة التى تحب عبد الحليم أكثر من زوجها.
ويتحدث عن نيللي نيلها الله بستين نيلة اللى خلت البلد نيلة بفوازير رمضان ويواصل تهكمه على: تحت السجر يا وهيبة، وعلى: يا امه القمر ع الباب والبنت التى تناديله بينما أمريكا تصعد القمر وعلى رمش عينة اللى جرحنى
ويتحث عن شادية وغاب القمر يا ابن ياعمى وانت يامقصوفة الرقبة قاعدة مع ابن عمك لما يغيب القمر ليه؟ ويواصل كلامه عن لا تكذبى وأنا لا أفكر فى الرجوع إليه وأخير عن سعاد حسنى وياواد ياتقيل بكلماتها التافهة وشاعرها الساقط واخيرا يرى أن الشخصيات التى تكتب الفحش وقصص الخلاعة والتهتك يقول عنها الصادق المعصوم ائكرو الفاجر بما فيه كى يحذره الناس
يسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى