عيدنا الوطني وليس ذكرى، عيد ميلاد اليمن 26 سبتمبر، أقدس أيام اليمنيين عبر التاريخ.
لا عيد الفطر ولا عيد الأضحى ولا عيد رأس السنة ولا أي مناسبة أخرى أهم وأقدس من عيدنا الوطني.
كل سنة سوف نحتفل بعيدنا الوطني كما لو أنه جاء لأول مرة.
في عيدنا كل عام، سوف نكسو أطفالنا، ونحتفل مع أهلنا، ونتبادل التهاني ونتصافح في الطرقات والشوارع وساحات الاحتفاء، ونوزع الحلوى على العابرين.
عشية كل عيد، سوف نقوم بإيقاد الشعلة في سطوح البيوت وفي أعالي الجبال وفي ميدان التحرير وساحات التغيير وفي المدن الكبرى والمحافظات ومراكز المديريات والقرى البعيدة.
في كل عيد، سوف نهتف باليمن، ونلهج بأناشيد الفجر، ونرفع صور قادة الثورة وأبطالها الأحرار، ونحفظ قصائد الزبيري والفضول، وأغاني أيوب وخطابات الحمدي.
في المستقبل، سوف ننصب التماثيل للآباء المخلِّصين، ونسمي الشوراع والمدارس والحواري والجامعات بأسماء أحرار سبتمبر، ونغسل عار الألف عام من على الواجهات والشاشات والصخور العملاقة والجبال العالية.
كل عام، لا؛ بل كل يوم، سوف نتذكر أن سبتمبر حررتنا من الاستعباد والخرافات وتقبيل الركب وغسل المتافل والجهل، وأن سبتمبر أحيتنا حين كنا موتى، وكستنا يوم كنا عراة، وكسرت الأغلال من على رقابنا وأقدامنا، ونسبتنا لليمن لا للعوائل الملعونة والطارئة.
هذا العيد، عيد لليمن، لليمنيين، عيد للكتب المدرسية والأغاني الوطنية، عيد للقصائد والفنون، عيد للديمقراطية والحرية، عيد للرأي وحق الرفض والتعبير، عيد للخلاص من الوهم والخرافات وعبادة الأئمة والأصنام.
إذا تذكرتم السلالة الكهنوتية، قهرناكم بذكر الرئيس السلال، وإذا تفاخرتم بالكميت رميناكم بالزبيري، وإذا قلتم الحسين قلنا علي عبدالمغني، وإذا تحججتم بزيد حاججناكم بالقاضي الإرياني، وإذا كان لكم بطل فهو أقل من جزيلان و عبدالرقيب والثلايا ورفاقهم، وإذا ادعيتم زورا أنكم نعمة دسنا على ادعاءاتكم بنعمة النعمان، وإذا قلتم لكم الحكم قلنا الحكم للشعب لا بدرٌ ولا حسن، وقبل كل هذا وذاك، نحن أهل الأرض وأنتم الطارئون، نحن نقوش سبأ وأنتم حروز الشعوذة والسحر، نحن ملوك حمير وكندة ومعين وسبأ وأوسان، وأنتم أصحاب الرايات، وإن قلتم قال الوهم، قلنا لكم قال الله:
أهم خيرٌ أم قوم تبع
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
