كتّابمفكرون

“ألم نكن مسلمين؟”…


“ألم نكن مسلمين؟”

كنا نعيش في سلام وأمان، لم يشغلنا أمر الدين بأكثر من معرفة أداء الفروض وبعض من المعلومات الشرعية التي تحكم تعاملاتنا ولم يشغلنا التفقه في الدين بأكثر مما يعيننا علي ذلك، وقد كان الدين يسرا، بل أننا كنا نذنب أحيانا ونحن علي يقين بأن الرحمة والمغفرة أكبر وأوسع من الذنوب جميعا.

هكذا كان حال جيلنا في شبابه وأجيال كثيرة سبقتنا الي أن كانت الهجمة الوهابية السعودية الكبري التي جاءتنا من أرض الحجاز أيام الرئيس المؤمن، نكاية في الزعيم عبد الناصر (وقد رحل) ومستهدفة المصريون بما لهم من وزن وقيمة، ومحملة بغلّ وحقد دفين انتجه قيمة مصر ودورها في القضاء علي المحاولات السعودية الأولي.

وبدأت تضع بذورها الخبيثة منتصف السبعينات لتظهر ثمراتها بعد ذلك علي أيدي الاخوان المجرمين وعصابات السلفيين وبدعم من الرئيس المؤمن الذي وجدها سبيلا لمجابهة اليسار والناصريين عدواه اللدودين.

تغير وجه المجتمع المصري في معظمه وسادت فيه مظاهر لم نكن نألفها علي يد جماعات عديدة تتاجر بالدين وتغسل عقول الناس بإسمه، وانساق اليها الكثير، وتفاقم الأمر الي أن وصلنا الي ما نحن فيه الآن.

عاصرت ما يحدث, ولكن عقلي لم يكن يقبل بالمسلمات والمنقول شفاهة, وكرهت أن أري بلدي تتهاوي وتتخلف علي أيدي هؤلاء الذين لم أثق فيهم ولم أتبعهم أبدا.

وعندما عكفت علي البحث عن الحقائق ما استطعت من المراجع التاريخية أولا وفيها الغث والثمين، ولكنها جميعا كانت تحمل حقيقة كذب وزيف الكثير مما يدّعونه تجار الدين الساعين للحكم باسم الشرع وكذلك علماء الأزهر الناقلين للتراث دون تعقل أو بحث أو تجديد.

أصدقائي: لقد كنّا فريسة عدم اهتمامنا بالمعرفة الدينية من البداية وتلقفتنا الأيدي البغيضة القادمة من الحجاز وأعوانهم في الأزهر الذين اشتراهم آل سعود، وفرضوا علينا دينهم الغريب.

فلا تتعجبوا من موقفي ودعوني أنا أتعجب من خلال هذا المثال البسيط.
كلنا كانت أمهاتنا وزوجاتنا يلبسن دون غطاء للرأس، لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، ولكن جيلنا هذا هو من بدأ في أن يفرض علي زوجاته وبناته فيما بعد زيّا معينا، فقط لأنه رأي المجتمع يتغير من حوله ويري زيّا جديدا وقيل أنه زيّا إسلاميا ولم يكلف نفسه البحث عن حقيقة ذلك.
أو لم تكونوا مسلمين قبل ذلك؟
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى