كتّابمفكرون

“والحدق يفهم”…


“والحدق يفهم”
بعض الناس وأنا منهم نلعب خارج ساحة اللّعب، نقيم مبارياتنا فيما بيننا، قد نجيد اللعب والتنافس، ولكنها غالبا مباريات دون جدوى، تخلو من تسجيل الأهداف.

ساحة الّلعب ملك لآخرين، يلعبون مبارياتهم فيما بينهم ويتنافسون ويسجلون الأهداف، ويتقاسمون المكاسب، ولا يهتمون بمن يحصل على اللقب.

داخل الساحة هناك قوانين وأسس وخطط سرّية للّعب غير معلنة، هم واضعوها ويحترفون على قواعدها، أما نحن فنتّبع القوانين المعلنة، ونحن فقط من يلتزم بها، ونظل كالهواة لا نجني شيئا سوي متعة الوهم.

ساحة اللعب لا يدخلها إلّا صاحبيها، وهم وحدهم أصحاب الحق في ضمّ لاعبين جدد، أماّ نحن فدورنا كما يروه لا يتعدى سوي التصفيق من الخارج.

هناك فئة ثالثة متطفّلة لا تلعب، ولكنها تغمر ساحة الملعب بهتافات النفاق أملا في اختيارهم لدخوله، وغالبا لا يدخلون ولا يجنون سوي الابتسامات الباهتة.

في ساحة اللّعب هم الشطّار، وهم سعداء يستمتعون فخورين بأنفسهم، لا يروننا الا من خلال مشاعر التعالي المختبئة خلف صور التواضع، والسماح لنا بالاقتراب لالتقاط الصور معهم ولكن دون لمس.

قد يظهرون اهتماما مزيفا بما تفعله، ويشجعونك عليه، وقد يدعمونك، فقط لتبقي في وهمك تلعب بعيدا عنهم.

في العصر العباسي كان هناك فئة تسمي الشطّار والعيّار، كانوا فئة ترتدي زيّا خاصا، وكانوا لا يعدّون اللصوصية جريمة، وإنما يعدّونها صناعة.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى