كتّاب

أزمة العقل التعليمى النقلى وشُرَّاحُه


تعقيبا على الصديق الأستاذ نبيل عبد الفتاحnabil Nabil Abdelfatah
أزمة العقل التعليمى النقلى.. وسبوبة التطوير
الصديق نبيل عبد الفتاح بلا شك مفكر مرموق صاحب مدرسة وطنية فى علم الإجتماع، أخرجت لنا العديد من الدراسات الهامة، وهو إلى ذلك صاحب اسلوب ولغة رشيقة ومميزة وخاصة وساحرة
وهذا الرد الذى أكتبه هو مجرد تفاعل مع مقاله المتاح فى واحد من الموضوعات التى شغلت اهتمامى وكتبت عنها الكثير، وهى فى نفس الوقت محاولة لوضع مايحدث فى التعليم فى مجال الاهتمام العام
وفى البداية اتفق معه تماما فى تشخيصه لواحد من أهم آفات تعليمنا المنهار وهو وضع الحصول على الشهادة كهدف أساسى للتعليم عبر آليات لا تتجاوز خلق ذهنيات الحفظ والاستظهار والعقل الناقل فى مختلف مراحل التعليم وهو الأمر الذى ساهم بحق فى جعل هذا النسق من التعليم أكثر قبولا لهيمنة الإخوان والسلفيين عليه .. ولأن الصديق الكبير يعرفنى شخصيا فهو يعرف جهدى المحدود فى الدعوة لتجديد نسق التعليم بحيث تكون مهارات التحليل والنقد والإبداع هى الأساس فى مواجهة مهارات الحفظ والتذكر والتسميع، وموقفى من هيمنة الخطاب الدينى على التعليم، واتفق معه أيضا على أن رقمنة التعليم فى المناهج والمقررات والامتحانات هو محاولة جادة لتطوير التعليم وهو الأمر الذى كان من الطبيعى أن يواجه بمقاومة شرسة من أصحاب المصالح .. ومن هنا فلا خلاف على التشخيص ولا خلاف على الدواء.. ولكنى وبعد كل هذا كنت أحب أن يلتفت الأستاذ نبيل إلى أن تلك الدعوة المزعومة لتطوير التعليم وتحديثه عبر رقمنته عى مقطوعة الصلة بالتوجه العام للحكومة ولمؤسسات الدولة وهو الأمر الذى يدفعنا للشك فيها من الأساس، والأمر الثانى: أنه لا يملك ورقة مفهومية واحدة يعود إليها وأعود أيضا إليها حول شكل تلك الرقمنة وحدودها وأهدافها وآلياتها، ولا أظنه يعتقد أن تلك الرقمنة -وخاصة فى التعليم ومع طلاب مراهقين- ستعمل من تلقاء نفسها، ولا يخفى على فطنته هنا بالذات الدور الذى لعبته التكنولوجيا فى التمكين للجماعات الجهادية فى التجنيد ونشر أفكارها واتصالاتها بل وحتى طريقة تصنيع القنابل من أبسط المواد، وبعد هل يعلم أن بنك المعرفة الذى انفقت عليه الدولة نحو اربع مليارات جنيه، لم يصحبه أى جهد لجعله نشاطا يوميا أو أسبوعيا للطلاب والمعلمين عبر المقررات وطرق التدريس والتقويم، وبعد أولم يكن بدلا من المحنة التى عاشها أبناءنا فى الصف الأول الثانوي مع امتحانات التابلت، أن نقوم بتجربة ذلك التابلت فى عينة مختارة فى مختلف محافظات مصر لنتجنب كل هذا القلق والصخب والغضب والمظاهرات.، وبعد الم يلفت نظرك اننا لا نعمل ماهى المؤسسة وماهو الفريق الذى يقف خلف هذا التطوير التاريخى للتعليم وليس لدينا لا دراسات ولا تقييمات ولا اراء وافكار وكل مالدينا فقط هو تصريحات الوزير فى الاعلام .. وهل نتصور ان يكون ذلك التطوير عبر التابلت وامتحاناته فقط بعيدا عن المقررات والمناهج والانشطة والمعلمين وتغيير نمط التقييم نفسه.. هذه بعض الملاحظات التى احببت ان يعرفها وأن استمع منه حولها … مع كل الاحترام والحب

أزمة العقل التعليمى النقلى وشُرَّاحُه

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى