إلى أصدقائي في مدرسة الكويت.
مروان الغفوري
ــــــ
يتواجد طلبة مدرسة الكويت، كسائر الطلبة في مدارس “الجمهورية اليمنية”، معنا في الفيس بوك ،في تويتر. يكتبون المقالات، يقرأون المقالات، يتبادلون القصائد والكُتب، ويراقبون ما تفعله المقاومة على الأرض. من وقت إلى آخر يتبادلون النكات عن أسوأ مقوّت في الجمهورية اليمنية:
محمد الحوثي.
وعن جماعته البربرية، التي هبطت من الجبل على طريقة الأجيال السحيقة لبني لإسرائيل وهم يهجمون على مزارع الكنعانيين، وديارهم، يسرقون ما تيسر ثم يفرون. يتطابق الحوثيون مع الصورة اليهودية المتطرفة على مرّ الأزمان.
في الفترة بين ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ و٢٦ مارس ٢٠١٥ انتعشت النكتة السياسية في اليمن كموقف احتجاجي ضد البربرية المدرّعة بالغباء والأوهام الدينية. قرأنا من خلال سيل النكات صورة الحوثي الشبيه ب”فاغن” في رواية أوليفر تويست: الحقير، معقوف الأنف، رث الثياب، الكذاب، من يعلم الأطفال السرقة وتعيش القذارة في أسنانه وتحت أظافره، من يبتسم في أوجه المارّة ويدس يده في جيوبهم.
وليست مصادفة أن “فاغن” ذاك كان أيضاً يهودياً كما تخيّله تشارلز ديكنز.
كان طلبة الكويت يخترعون تلك النكات أيضاً، هنا معنا. يخترعون النكات محاولين رسم صورة تاريخية للحوثي:
فاغن في صورته اليمنية.
ومن الطبيعي أنهم كانوا يشعرون بالعار والاشمئزاز وهم يرون أسوأ مقوت في اليمن يجلس على كرسي “الجمهورية”.
أستطيع أن أؤكد هذا المشهد:
عندما انتهى أول طالب في مدرسة الكويت من صياغة نكتة ساخرة عن الحوثيين .. تقيّأ.
الجمهورية ليست دولة بل فكرة تعيش في دم الأجيال التي ترفض تقبل الهزيمة. متتالية لا متناهية من الحرية ومنتجاتها. الجمهورية هي الإسلام أيضاً، كما يذهب بيغوفيتش في “الإعلان الإسلامي”. فالإسلام، أتفق معه في ذلك، جاء كخطاب جمهوري عابر للزمن. جاء ليطلق الإنسان الجمهوري الكامن في الكائن، وليدله على الطريق: طريق كل الناس، حيث الحرية التي لا سقف لها، والإبداع الذي ليس له قرار.
لا تحتقر الجمهورية سوى البربرية. ولا تعترف بشيء أكثر من اعترافها بالفرد الحر، المبدع، الذي ليس فوقه شيء.
ذلك ما يحسّه طلبة الكويت. رأوا، فجأة، مجسماً متحركاً للبربرية على هيئة محمد الحوثي. جاء إلى مدرسة الكويت، ذلك المشغل العظيم حيث مئات المراهقين المغرورين يتحدثون عن الرواية والفيزياء والتاريخ والتكنولوجيا. وقف أسوأ مقوت في اليمن أمام الفئة الأكثر غروراً وبسالة، ابتسم أمامهم فأشرقت شمس الاحتقار العظيمة من أصواتهم. رددوا النشيد الوطني، قذفوه بالحجارة، لكن ذلك لم يكن كل شيء.
لقد وضعوا ذلك المجسم الفارغ أمامهم كما لو أنه قطعة من نفايات الأمم، أو التاريخ.
الاحتقار هو ما ناله، وهو ما عاد به، وهو ما لن يفهمه.
ليس عيباً أن يكون المرأ بائعاً للقات، فتلك صنعة توفر الخبز لأهلها. المخجل أن يكون المرء أسوأ مقوت في اليمن، أن يضل طريقه ويجلس على كرسي الجمهورية.
ضل أسوأ مقوت في الجمهورية، محمد الحوثي، طريقه البارحة ودخل مدرسة الكويت. اعتقدَ أنه سيلقي خطاباً في سوق صغير للعبيد، لكنه وجد نفسه محشوراً في مشغل الأحرار، مهندسي الثورات الصغار، ومخترعي الحرية. وقف أسوأ مقوت في اليمن كالأبله، يحرك رأسه العريضة في الجهات بينما تدفق سيل الجمهورية الصغير من حناجر مهندسي الثورات:
لن ترى الدنيا على أرضي وصياً.
كان صوت النشيد اليمني نقيّاً، كأنه يتصاعد لأول مرة في سماء صنعاء المكروبة.
ضل أسوأ مقوت في اليمن طريقه، ودخل عش النسر. المدرسة في اليمن، كما الجامعة، هي سرداب الجمهورية السرّي، وهي تأويل الجمهورية المقدس، وهي المتن والحاشية والكلمات. المدرسة، أيها البرابرة، كما الجامعة، هي آلة الطرد المركزي العملاقة، وهي النهر الذي لن يكف عن التدفق. ستبقى الجمهورية رطبة ما دامت أبواب المدرسة مفتوحة. أما البرابرة فسيتلاشون مثل دخان السجائر..
بمن تقاتل اليمنيين يا أسوأ مقوت في اليمن؟
ها هي المدرسة تفسّيك، فلم يجد غلمانك، من الذين فقدوا الشرف والعقل، سوى العصا. راحوا يضربون الطلبة وهم يعرفون جيداً أن أبناءهم وزوجاتهم سيخجلون من القول: هذا رب أسرتنا. لقد نلتم الاحتقار من الطلبة، وستنالونه في منازلكم، من زوجاتكم وأطفالكم. هل تقوون على النظر في عيونهم أيها العبيد غير المرئيين؟
هزمتم الآباء، ذلك أنهم قبلوا الهزيمة، واعتبروها قدراً. ها أنتم تواجهون جيلاً لن تفلتوا من بين يديه، ولن تتنكروا. جيل “التاتش سكرين” وما بعد تويتر.
يستطيع أجدادنا الآن أن يناموا في قبروهم حتى الأبدية ويوم، فالجمهورية محروسة. الجمهورية، تلك الفكرة التي تسيل في الدم والكلمات، يحرسها طلبة مدرسة الكويت، ومدارس الجمهورية.
أيها البرابرة الحمقى..
هزمتم الآباء وتعثرتم بكراسي المدرسة.
فجرتم منازل كبار السن فهزمكم الأطفال بالنشيد الوطني.
جئتم بالآلهة وشجرة الأنساب والمدافع، فتلقفكم الأطفال بكاميرات تلفوناتهم وضحكوا حتى الغسق.
أيها البرابرة المخيفون
أضحكتم الأطفال.
م. غ.
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
والله كنت احدث نفسي للتوا انك ستكتب عن الحدث … لم يخب ظني …* *
انا منتظر لمقالك من الصباح يادكتور طلاب مدرسه الكويت رمز من رموز الحريه والكرامه
كلهم رياليين .. ضابحين من بعد حق امس .
انتضرتُ تعليقك ع الحدث بشغف وها أنت تطل . وانا اوقف كل الات العمل واقرا لك الكلمات
أعادوا الثقة لمن فقدها
بحضورهم .. لا خوف على صنعاء
هزمتم الآباء وتعثرتم بكراسي المدرسة.
فجرتم منازل كبار السن فهزمكم الأطفال بالنشيد الوطني.. مااروعها من كلمات يادكتور
انت تتعب المفسبكين من بعدك
رائع:
هل اللي حصل من الطلاب بدافع وطني .. يعني رافضين فكرة ميليشيا وراغبين في الدولة.. اتمنى هذا .. لكن لو كان بدافع طائفي يعني فكرة طرد الرجل الذي يسب عائشة والصحابة فهذه مشكلة … من معرفتي بمدارس صنعاء فاخر ما يفكر فيه الطالب هو مفهوم الدولة واكثر ما يشغل تفكيرهم الجنس والدين … يبدأ تشكل الوعي بالتغيير وضروراته غالبا مع دخول الجامعة
ساوصل رسالتك الى اسوار مدرسة الكويت اذا طلعت صنعاء في هذي اليومتين ,ساطبع منها اكثر من نسخه لدى مكتبة الحزمي وساذهب خفية الى مدرسة الكويت وسارمي بهم الى صرح المدرسه بعد ان اتسلق السور ,, اتمنا من الله ان يوفقني لهذا العمل النبيل
الاحتقار هو ما ناله،وهو ماعد به ،وهو ما لن يفهمه،
محمد علي الحوثي
الله يستر على الطلاب مانسمع بكره إلا الشاصات والطقومات قد لفلفتهم إلى جهه غير معلومة
ما اروعهم وما أروع ما كتبت
اعتقد ان من ودف بـ محمد الحوثي ونصحة بكرسي الرئاسة هو نفس الشخص الذي اشار عليه بزيارة #مدرسة_الكويت
وجميعهم على شاكلة ونفس طينة (قلع العداد )
… اعجبني بالمقال
– يستطيع اجدادنا ان يناموا باريحية حتى البعث ، فالجمهورية محروسة
الله يادكتور مروان من أين لك هذا ما أروعك
أيها البرابرة الحمقى هزمتم الأباء وتعثرتم بكراسي المدرسة فجرتم منازل كبار السن فهزمكم الأطفال بالنشيد الوطني
جئتم بالآلهة وشجرة الأنساب والمدافع فتلقفكم الأطفال بكاميرات تلفوناتهم وضحكوا حتى الغسق
أيها البرابرة المخيفون أضحكتم الأطفال
لان ترى دنيا على رضي وصيا
عاهدنا الله وعهدنا شهدا ستمبر سنض حراس جمهوريتنا
وطن الانحميه لانستحق العيش فيه
اقسم لك ان هذا المقال ادمع مقلتايا
لقد ادمع عيوني
شكرًا يا تلميذ مدرسة الكويت العريقه بطلابها أشكركم من القلب
نشكرك على المقال يادكتور
كل التحية والإجلال للطلبة الأحرار
كلام رائع.
هل بعد هذا الكلام والموقف الذي حصل سيتجراء المقوت على زيارة مدارس أخرى؟
كلام قوي جدااا… شكرااا لك وللوطنية التي تحملها
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا..
لا خوف علي العاصمه صنعاء في وجود هولاء
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1699967673558206&id=1656993767855597
طلاب الجمهورية في مدرسة الكويت
لذلك يكرهون العلم
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي
ما أروعك
أيها البرابرة الحمقى هزمتم الأباء وتعثرتم بكراسي المدرسة فجرتم منازل كبار السن فهزمكم الأطفال بالنشيد الوطني
الحوثي يصدر قرار بتغيير مسمى مدرسة الكويت والسبب انها من دول العدوان
انتظرت طويلا هذا المقال… خانتني اشارات الفيسبوك لبطئ النت … انا الذي تأخرت اما انت فقد كتبت… شكرا لطلبة مدرسة الكويت