كتّاب

رحيل عم ألبير آرييه:…


رحيل عم ألبير آرييه:
حملت الحركة القومية الأوربية عداءا كبيرا لليهود فى مختلف أنحائها، فراح الكثير منهم منذ منتصف القرن التاسع عشر يرحلون إلى مصر التى فتحت لهم ذراعيها، بما تحمل من روح انسانية قديمة تحب البشر وتنظر إلى أعمالهم بصرف النظر عن ألوانهم وعقائدهم وأعراقهم
ومن هنا جاء السيد “آرييه” اليهودى من أصول تركية فسكن فى حى عابدين، وعمل بما يملك من مهارات ومعارف فى الشركات التجارية التى انتعشت بعد ثورة 1919، وعندما وسع عليه ربنا فتح لنفسه محلا، واستقر وتزوج من ابنة مهاجر سابق، وأنجب العم ألبير الذى فتح عيونه على الحي الشعبى كأقرانه المصريين من مختلف الملل والنحل، وتعلم كغيره من الأولاد فى المدارس ولعب الكرة الشراب فى الشارع، وامتلك حبا جارفا للناس الذين عاش بينهم، فسار فى المظاهرات التى تطالب بالدستور ورحيل المحتل الاجنبى، وساقه وعيه لينضم لفريق كبير من الشيوعيين المصريين، وبعد حرب فلسطين وقيام إسرائيل واجه اليهود المصريين مأذقا خطيرا اضطر بعضهم الى الخروج من البلاد غير أن العم آلبير رفض كل ما ينتهى به لأن يترك البلد التى عشقها والبسطاء الذين أحبهم، ولاذ بالإنسانية وحب الوطن، وآثر السجن فى مصر على الحياة فى اى بلد آخر … وكانت آخر لقاءاتنا معه أثناء ثورة يناير وما اعقبها من احداث، فكنا نلقتى فى مقهى ريش لنستمع إلي رأيه وتحليلاته، واجتهد لكى ادفعه الى حديث الذكريات… وعاش عم ألبير حياته الطويلة مصريا جميلا وابن نكته محبا للبسطاء وعاشقا للعدل والحرية


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى