كتّابمفكرون

النفاق الديني أصبح حالة مرضية شديدة الخطورة في المجتمع، الكل…


النفاق الديني أصبح حالة مرضية شديدة الخطورة في المجتمع، الكل ينصب نفسه حارسا علي الدين ليفرض وصايته علي الآخرين، بدءا من نظام الحكم بما فيه القضاء، وصولا الي أتفه موظفات في الجامعة أو في وحدة صحية يمتطين الدين وسيلة ليظهرن بمظهر المتدين الشريف.

رغم كل القرف من أشكالكن وما ترتدونه من خرق لا يمكن أن يطلق عليها ثياب، بل هي تجسيد للقبح وأذي للناظرين، ورغم ما يشكله ذلك من تهديد للأمن العام، وصورة تعكس واقعا كريها، وإساءة لبلد كانت ملابس النساء فيها علامة من علامات حضارتها في الريف والحضر والأماكن الشعبية، الا أن الأمر لم يتوقف عند ذلك ولم تكتفين بسوء المظهر بل أن السوء طال أخلاقكن وأعمالكن بتنمر هنا واعتداء علي السافرات هناك، وأصبحتن خطرا علي الحياة العامة، يلزم مواجهته بكل شدة، بل ويلزم النظر في الظاهرة الدخيلة للمحجبات والمنقبات بعمومها.

فالأمر ليس حرية شخصية بل صار تهديدا واجراما تمارسه المنافقات بكل ما يحويه من حقد وحسد وإحساس بالدونية يحاولن التغلب عليه بجلودهن السميكة وإدعاء حماية الدين، والدين منهن براء، فهو لم يطلب منكن حجابا ولا نقابا بل طلبه خادعيكم الذين صدقتموهن.

علي كل امرأة تري في حجابها أو نقابها تفضيلا دينيا لها علي غيرها من النساء، أن الزمي حدودك التي ارتضيتيها مخدوعة، أو الزمي بيتك وأريحينا من طلتك ولا تباهي بها، فلست أفضل من غيرك في شيء أبدا.

الدين والتدين الصحيح مسؤولية الفرد عن نفسه وهو علاقته الخاصة مع ربه وليست وصايته علي الآخرين، وإن خرج عن هذا الإطار فهو منظرة وبجاحة وسفالة وقلة أدب ، والناس ليست بحاجة الي وصاية هؤلاء المنافقين، وهؤلاء المدّعين، ولا لأي وصاية.
#جبر_يلم_العفش

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى