كتّاب

يشكل المسلمون قرابة ٥٪ من سكان أوروبا، بحسب تقرير لمركز “Pew” حديث نسبياً. المرك…


يشكل المسلمون قرابة ٥٪ من سكان أوروبا، بحسب تقرير لمركز “Pew” حديث نسبياً. المركز كان قد نشر بيانات في العام 2010 تقول إن عدد المسلمين في “دول الاتحاد الأوروبي” يبلغ 19 مليون نسمة. يشير المنحنى المرفق إلى احتمالات لنمو المجتمع المسلم داخل المجتمع الأوروبي وعلاقة ذلك النمو بنشاط الهجرة. إذا استمرت الهجرة كما هي عليه الآن فإن تلك النسبة ستبلغ ثلاثة أضعاف بحلول العام 2050، أي قرابة الستين مليوناً. أيضاً ستزاد بمقدار نصف وضعها الحالي ، 7.4٪، فيما لو انخفضت الهجرة إلى الصفر.

الديموقراطية المفتوحة في أوروبا تتيح للمسلمين فرصة الحضور والتأثير، تغيير السياسات والمواقف والانطباعات. قالت التقديرات القادمة من هولندا، في اليومين الماضيين، أن اليمين الراديكالي الهولندي سيحصل فقط على مقعد واحد في البرلمان الأوروبي. من يتابع “الضجيج” الذي يسببه اليمين الهولندي سيعتقد أنه أمام تغيير سيقلب كل المعادلات. لا يحدث المسلمون الأوروبيون أي حركة داخل السياسة تتناسب مع وزنهم الاجتماعي. وفي الأيام الماضية كتب وزير الصحة الألماني” شبان” في صحيفة الـ”راينشه بوست” عن “إسلام أوروبي”، قال إن عليه أن يحترم القيم الديموقراطية ويطلق سراح المرأة. كان مركز “Pew” قد نشر بيانات تقول إن تسعة من كل عشرة مسلمين أميركان قالوا إنهم فخورون بأميركا. ربما لن تختلف النسبة كثيراً في أوروبا. ينخرط المسلمون، إلى حد معقول، في الحياة الأوروبية وهم فخورون بأوروبا كمنجز. من المفترض أن ينخرط المسلمون في المجال السياسي كي يساهموا في جعل اللعبة عادلة. فقد أصدر البرلمان النمساوي قبل أيام قراراً يحظر الحجاب في مدارس الابتدائية ويستثنى الطاقية اليهودية. تجرأ البرلمان النمساوي على إصدار مثل ذلك القانون غير آبه بالحقيقة التي تقول إن عدد الأتراك في بلاده يتجاوز ٤٠٠ ألف نسمة. إن هذا العدد الكبير، في بلد صغير نسبياً، لا يقلق صناع القرار لأنه يدور خارج السياسة ولا يذهب إلى الصناديق. صيغة القرار لا علاقة لها بالعلمانية، كما يمكن لأي شخص أن يستنتج. هو قرار ضمن الصراع التركي النمساوي المتصاعد، مع وصول نظامين راديكاليين إلى السلطة في البلدين. تدرس ولاية شمال الراين، ولاية الغرب الألماني، مشروع قرار مماثل. يتجاهل الساسة الأوروبيون المشاعر المسلمة، ونادراً ما توجهوا إليهم بخطاب دعائي، ذلك أن المسلمين رغم حجمهم المتصاعد يعتزلون السياسة، ولا يخوضون فيها.

غداً سنذهب للاقتراع في ألمانيا. شخصياً سأدلي بصوتي لصالح الاشتراكي الديموقراطي. لم يسبق أن عاشت ألمانيا يقظة انتخابية كالآن، طبقاً لأكثر من تقرير صحفي. وفي الساعات الماضية أصدرت سلسلة من الكنائس بياناً يطالب الألمان بالذهاب إلى الصناديق لإيقاف “زحف اليمين الردايكالي”. يافطات اليمين الردايكالي، البديل لألمانيا، تطالب صراحة بالخروج من بروكسل. في الأيام الماضية اجتمع قادة ١٣ حزب يميني في روما، إيطاليا، وتواعدوا على صناعة كتلة واحدة داخل الاتحاد الأوروبي. اليمين الراديكالي في إيطالي ألصق اللوغو الخاص به في كل المدن الإيطالية: Nessun dorma : أي لا تناموا.

غداً سنذهب للاقتراع لصالح الوحدة الأوروبية، ولصالح الديموقراطية الليبرالية في هذه القارة التي “لا تزال” تشكل مركز الابتكار والبحث العلمي والديموقراطية في العالم. إن أوروبا ديموقراطية ومستقرة لهو أمر جيد لباقي العالم. فقد عبثت السياسات العنصرية والشعوبية ل”موردي” بالتجربة الديموقراطية في الهند، الأمة الديموقراطية الأكبر، وصدرت الصين وروسيا نموذجين يقولان إنه بالإمكان خلق ثراء واستقرار في مجتمع مقموع وغير حر وبلا إبداع [انهارت الرواية والموسيقى الروسية مطلع القرن العشرين]

أدعو العرب والمسلمين للذهاب غداً إلى مراكز الاقتراع، والمساهمة في إيقاف الموجة الخانقة..

م. غ.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى