كتّاب

تعقيبا ع البوست الأخير:…


تعقيبا ع البوست الأخير:

فيما يخص حملة الإيميلات على المشفى سبتمبر/ أكتوبر 2016.. لم أتحدث عنها في حينها، وربما لأول مرة أرويها. ذكرني البروفيسور مصطفى العبسي بتلك الساعات في مقاله الذي كتبه عني قبل أيام، وأرفق فيه صورة لي مع أسرتي الصغيرة “هيلين، ساره”، تعود إلى اللحظة ذاتها (الصورة مرفقة، وفيها ضحكة غريبة)

كانت لحظات مؤذية نفسيا، وأنا الذي اعتقدت أني قادر ع امتصاص أي ضغط نفسي أو إعلامي. أتمنى أن يثلج هذا الاعتراف صدور الفاعلين. أتذكر أن سكرتيرة رئيس أحد أقسام المشفى كانت تطلبني ع الهاتف السابعة والنصف صباحا، تفتح إيميلها أمامي قائلة بقنوط: was soll ich machen?.. قول لي إيش أعمل الآن؟ في يوم واحد، أقسم بمعبودي، عملنا كليك لعشرات الرسائل دون أن نفتحها ثم ألغيناها بالكامل. في الرسائل انتحال لأكثر من شخص، وقد جاءت نسبة كبيرة باسم شخص اكتشفت أنه طبيب يمني في ألمانيا، مدينة ماغديبورغ. لما أرادت الإدارة أن تتواصل مع مدير عمله – وكان ذلك سيكلفه كثيرا – طلبت التريث والتحري، إلى أن عرفت أن الشخص الذي ورد اسمه كمرسل لا علاقة له بالقصة كلها. كانت الكلمة التي أسمعها في المشفى هي “الشخص المرسل، أو بعض المرسلين، على دراية بطريقة عمل المشافي هنا”. بعض الرسائل كتبت بالألمانية. كان التوقيت لعينا، فقد قررت الإدارة قبل ذلك بوقت قصير ترقيتي من اختصاصي إلى استشاري/ كبير أطباء بدءا من يناير في العام التالي، وجاءت الحملة قبل توقيع العقد. لولا أني بعد أيام استلمت من السيد XY من موقعه الكبير إيميلا يمازحني قائلا : سأفتح عيني في معارض الكتب وسأبحث عن رواياتك، كل الإدارة تقف خلف ظهرك.

بعد تلك الرسالة كتبت منشورين تتذكرونهما:
الأول اعتذار ساخر إلى صالح والحوثي، قلت في آخره ” فقد كنت أظن أنكما أسوأ رجلين في اليمن”.
والثاني عن قراري باعتزال الكتابة في الشأن السياسي.

حينذاك وضعت سهى المصري صورتي كبروفايل لها، تضامنا، وكتب أكبر بق إصلاحي متفاخرا بأنه هو الذي دفعني إلى”ذلك القرار”.

مرة أخرى، لا أستطيع اتهام أحد ولا جهة، وقد توقفت عن ضرب الودع والقفز إلى الاستنتاج، ذلك أن معرفتي بالفاعلين لن تغير من مواقفي، ولعلمي أن في البشرية جانبا مظلما. بمقدوركم ضرب الودع والاستنتاج بأنفسكم. أما الحملة الكتابية على فيس بوك فكانت عظيمة، وقد اكتشفت مستويات من الغل والكراهية لم أكن أتوقع أن أصحابها يخبئونها لي. وقالت لي رفيقتي “مش حبة رمانة، القلوب مليانة”.

أما أسوأ اللحظات ع الإطلاق، حقيقي، فهي لحظة تلقيت اتصالا من زميل ألماني يخبرني: “عشرات الإيميلات تطالب بمحاكمتك وإيقافك عن العمل وصلت إلى قسم المناظير في فرع المستشفى في مدينة بوربك”. أما ردة فعلي فكانت : أوه ماي غاد.

في الأخير، بفضل تلك الحملة، عرف القاصي والداني أن هناك كاتبا ومؤلفا اسمه عبد الغفور. ومن القصص اللطيفة أن شابة فائقة الجمال رأتني أقف مع زميلتها وهي تلتقط سيلفي لنا معا لتنشر الصورة على إنستغرام كاتبة تحتها” مع مؤلفي الأفضل”، فاقتربت منا تلك الشابة وقالت بخجل ودلال: تسمح لي بحضن بسيط، عمري ما حضنت شخص مشهور من قبل. أذهلتني تعقيدات وبساطة الموقف حتى إني مازحتها قائلا “عندما رأيتك أول مرة أردت أن أقول لك إني شخص مشهور”، وسألتها عن لونها البرونزي فقالت إنها عادت للتو من المكسيك. بعد ذلك سيرد اسمها وتفاصيلها في رواية “طريق الحوت”..

طبعا لا مشهور ولا بتاع، في النهاية هي اختيارات معينة، وكما يقول الإخوة الأفغان:
خدا حافظ
أو الله هو الحافظ.

مروان.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى