قضايا المرأة

. نعيش نحن النساء اللواتي يفترض الآخرون أننا قويات الألم بشكل مختلف. ليس مسموحاً…


الحركة النسوية في الأردن

.
نعيش نحن النساء اللواتي يفترض الآخرون أننا قويات الألم بشكل مختلف. ليس مسموحاً أن نعبر عنه، ليس مسموحاً أن نعترف أننا ارتضينا أن نكون في علاقة مؤلمة وبقينا. نتحمل مسؤولية ألمنا والألم الذي سببه لنا من نحبهم وألم القول لنا: لماذا بقيتن؟

بقينا لأننا نحن أيضاً شخصيات تكونت من تراكمات سنوات من العيش في هذا المجتمع، نحن أيضاً نعاني من عقد نفسية تركتها تربية ذكورية لن نتخلص منها بمجرد قرار. منا من تربت على أن تعتقد أنها “تستحق أقل” وعاشت تجارب كثيرة قبل أن تدرك قيمة نفسها، ومنا من تربت على “عدم التعبير عن مشاعرها”، ومنا من قيل لها أن تصمت واحتاجت سنوات لتتعلم الكلام من جديد، ومنا من قيل لها أن تخفض صوتها واحتاجت ثورة على كل ما حولها لتهتف به بقوة، ومنا من قيل لها أنه تنقصها “الأنوثة” وبقيت لعمر بعدها تصارع لتتقبل ذاتها وتحبها باختلافها.

قوتنا في أننا نقاوم كل يوم، قوتنا في أننا نخطئ ونجرب من جديد لكننا لسنا قادرات على الصراع مع كل من وما حولنا. نستسلم أمام الكثير من المعارك المتعبة ونتنازل في كثير من الأوقات لأننا بحاجة إلى الآخرين. ونتعلم من معارك أخرى كيف تصرفنا بذكورية مع أنفسنا وكيف تصرف معنا الآخر بذكورية وبرر ذلك لنفسه. لا نلاحظها أثناء حدوثها، ندركها مع مضي الوقت، عندما يخف صوت المشاعر وكل ما تولده فينا من مخاوف وآليات دفاعية.

غالباً ما نكون نحن النساء النسويات جاهزات لدعم الأخريات، للوقوف بجانبهن وتقديم كل ما يحتجنه، نكون هناك في كل المراحل وندرك أنه طريق طويل قبل أن تصل الأخرى إلى الشفاء. ولكن عندما يأتي دورنا، ولكل منا أدوار متلاحقة، نختار في الأغلب أن نحارب وحدنا، نحارب الألم وحدنا ونخوض معاركنا وحدنا، نساوم ونقبل ونتنازل ونرفض ونترك كل تلك الجروح دون علاج، نتناسى أننا أيضاً بحاجة إلى وقت للشفاء، نعتبر معاركنا من أجل الأخريات أهم ونتناسى أننا معاً وأنها حرب واحدة وأن انضمامنا إليها هو جزء من هذا النضال.

لست قوية، ولم تسقط كل مخاوفي بعد، قد أعيش عمري كله أحارب وأرفض وأبقى غير قادرة على مواجهتها كلها.
ليس مهماً إن فشلت وليس مهماً كل هذا القلق الأبدي وليس مهماً شكي الذي أعيش معه. كل ذلك قد يبقى ولن يعيرني به أحد. المهم أنني قادرة على المقاومة وقادرة على رفض النظام الذي ما زال يطل برأسه متسللاً إلى ذاتي من وقت لآخر.

كتابة: #زويا_درويش على موقع @raseef22

[item_vid_embed]

.
نعيش نحن النساء اللواتي يفترض الآخرون أننا قويات الألم بشكل مختلف. ليس مسموحاً أن نعبر عنه، ليس مسموحاً أن نعترف أننا ارتضينا أن نكون في علاقة مؤلمة وبقينا. نتحمل مسؤولية ألمنا والألم الذي سببه لنا من نحبهم وألم القول لنا: لماذا بقيتن؟

بقينا لأننا نحن أيضاً شخصيات تكونت من تراكمات سنوات من العيش في هذا المجتمع، نحن أيضاً نعاني من عقد نفسية تركتها تربية ذكورية لن نتخلص منها بمجرد قرار. منا من تربت على أن تعتقد أنها “تستحق أقل” وعاشت تجارب كثيرة قبل أن تدرك قيمة نفسها، ومنا من تربت على “عدم التعبير عن مشاعرها”، ومنا من قيل لها أن تصمت واحتاجت سنوات لتتعلم الكلام من جديد، ومنا من قيل لها أن تخفض صوتها واحتاجت ثورة على كل ما حولها لتهتف به بقوة، ومنا من قيل لها أنه تنقصها “الأنوثة” وبقيت لعمر بعدها تصارع لتتقبل ذاتها وتحبها باختلافها.

قوتنا في أننا نقاوم كل يوم، قوتنا في أننا نخطئ ونجرب من جديد لكننا لسنا قادرات على الصراع مع كل من وما حولنا. نستسلم أمام الكثير من المعارك المتعبة ونتنازل في كثير من الأوقات لأننا بحاجة إلى الآخرين. ونتعلم من معارك أخرى كيف تصرفنا بذكورية مع أنفسنا وكيف تصرف معنا الآخر بذكورية وبرر ذلك لنفسه. لا نلاحظها أثناء حدوثها، ندركها مع مضي الوقت، عندما يخف صوت المشاعر وكل ما تولده فينا من مخاوف وآليات دفاعية.

غالباً ما نكون نحن النساء النسويات جاهزات لدعم الأخريات، للوقوف بجانبهن وتقديم كل ما يحتجنه، نكون هناك في كل المراحل وندرك أنه طريق طويل قبل أن تصل الأخرى إلى الشفاء. ولكن عندما يأتي دورنا، ولكل منا أدوار متلاحقة، نختار في الأغلب أن نحارب وحدنا، نحارب الألم وحدنا ونخوض معاركنا وحدنا، نساوم ونقبل ونتنازل ونرفض ونترك كل تلك الجروح دون علاج، نتناسى أننا أيضاً بحاجة إلى وقت للشفاء، نعتبر معاركنا من أجل الأخريات أهم ونتناسى أننا معاً وأنها حرب واحدة وأن انضمامنا إليها هو جزء من هذا النضال.

لست قوية، ولم تسقط كل مخاوفي بعد، قد أعيش عمري كله أحارب وأرفض وأبقى غير قادرة على مواجهتها كلها.
ليس مهماً إن فشلت وليس مهماً كل هذا القلق الأبدي وليس مهماً شكي الذي أعيش معه. كل ذلك قد يبقى ولن يعيرني به أحد. المهم أنني قادرة على المقاومة وقادرة على رفض النظام الذي ما زال يطل برأسه متسللاً إلى ذاتي من وقت لآخر.

كتابة: #زويا_درويش على موقع @raseef22

A photo posted by (@) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى