مفكرون

نشوان معجب | ثلاثة أصدقاء وقفوا على شاطئ البحر ينظرون لامتداد البحر أمام أعينهم: فقال


ثلاثة أصدقاء وقفوا على شاطئ البحر ينظرون لامتداد البحر أمام أعينهم:

فقال الأول: في نهاية هذا البحر توجد أرض فيها من النعيم والسعادة ما لا يخطر على قلب بشر، وأنا موقن بها، لأن أبي هو من أخبرني عنها، وأنا أجتهد وأتجهز وأستعد حتى يأتي من سيأخذنا لتلك الأرض في نهاية المطاف كما قال آباؤنا.

وقال الثاني: بل هذا البحر يمتد إلى مالانهاية ولا توجد أي أرض بعده، وهذا لا شك فيه لأنه لا يوجد أحد منا قد أبحر وشاهد أي أرض خلف هذا البحر ولا قد جاءنا أي أحد بالدليل من تلك الأرض المزعومة، لذلك أنا لم ولن أستعد لها بأي شيء، ولو حضر أحد ليأخذنا إليها فلن أركب معه.

وقال الثالث: ربما يوجد أرض خلف هذا البحر ولا نعرف شيئا عن طبيعتها، وربما لا توجد أي أرض، ولا يمكن أن نعرف الحقيقة حتى نركب البحر ونسافر بلا توقف حتى نصل للنهاية أو لا نصل أبدا، وهذا صعب أو مستحيل تحقيقه الآن. لذا لا ينبغي إنكارها أو الجزم بوجودها وتسخير حياتنا استعدادا للوصول إليها، والأحوط هو أن نعيش حياتنا هنا كما يجب وينبغي على أحسن وجه، ولو جاء أحد ليأخذنا إلى تلك الأرض حقا فسنذهب معه ونحن أهلٌ لها.

فأيهم أرجح عقلا ومنطقا: الأول (المؤمن المتدين)، أم الثاني (الملحد المنكر)، أم الثالث (اللاديني المحايد)؟!.

نشوان معجب | ناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى