كتّاب

نرجع تانى للكتاب – المثير- الأقباط، الكنيسة أم الوطن، وكنا…


نرجع تانى للكتاب – المثير- الأقباط، الكنيسة أم الوطن، وكنا وصلنا لوصول البابا كيرلس سنة 59 لكرسى البابوية، وسط دعم من جيل الأربعينات، يعنى الجيل اللى تعلم فى الجامعة والمدرسة الإكليريكية واختار رهبنة مثقفة ناجحة، اللى هما جيل البابا شنودة ورفاقه كتيبة التغيير الكنسية.
نظير جيد دخل الدير سنة 54 وكان شخص نشيط جدا كعادته فى القراءة والكتابة كعادة الرهبان باسم الدير، بعد فترة إنعزل فى مغارة على بعد تلاتة ونص كيلو من الدير، شوية والمسافة بقت 12 كيلو، وفى النهاية أصبح بيروح الدير فى الأعياد فقط للصلاة، فى تقشف ورهبانية تفيض صرامة.
وسنة 59 الراهب مكارى السريانى اللى أصبح الأنبا صموئيل، يروح لراهب أنطونيوس فى المغارة وينقل له رغبة البابا فى الإستعانة بيه فى بعض التنظيمات الكنسية لفترة مؤتة، وفعلا ظل ثلاثة شهور لم يخرج من باب البطرخانة حتى هرب للصحراء مرة أخرى.
سنة 62 يستدعيه البابا كيرلس مرة أخرى ويوصل الساعة 6 صباحا، وبعد حديث طويل يقوم مسلما عليه فيمسكه البابا بقوة من رأسه قائلا: ” رسمتكم ياشنودة أسقفا على الكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية”
لو فاكرين قلنا إن البابا كيرلس ظل يبكى يوم اختياره بطرك، كذلك شنودة ظل يبكى يومها، وسلم أمره للسماء.
بيحكى البابا شنودة فى الكتاب إنه غير كتير من فكر الكهنة، اللى حذروه من إلقاء درس أو محاضرة أو التقرب من الشعب حفاظا على هيبة الأسقف، ويتكلم من ورقة مكتوبة بلغة عربية فصحى، لكن كلنا عارفين بساطة الراجل دة، بعد أسبوعين كان واقف أدام السبورة بيشرح لعشرين طالب الدرس، ومش بس كدة دة بيتكلم بلغة دارجة، والعدد صبح 150 والمدرج ضيق، فانتقل للقاعة الكبيرة اللى بتساع ألف شخص، وزاد العدد عن الألف ووضعوا سماعات وكراسى خاارج القاعة، وزاد ال‘دد أكبر لينتقل للكاتدرائية ويصل الحضور إلى عشرة آلاف قبطى، ويصبح أكبر إجتماع مسيحى على مستوى الشرق الأوسط.
الكاتب بيسأل البابا: إيه الداعى لحضور الشعب الدرس؟ رد قائلا: السؤال يبقى إيه المانع اللى يمنعهم من حضور الدرس مش ايه الداعى؟
وبدأت الكنائس فى الأقاليم تدعوه لإلقاء محاضرات ودروس، وهنا تحرك شئ فى نفس البابا كيرلس فأمر ألا يعظ أحد من الأساقفة فى الكنائس إلا بإذن منه.
ووصل الصراع الخفى بين الحرس القديم وجيل الشباب إلى منعه من إلقاء محاضراته فى الكاتدرائية بحجة أنها آيلة للسقوط .
هيكل بيعلق على الموقف وبيقول إن البابا كيرلس هو اللى فتح الطريق للشباب الجدد، ولكنهم تجاوزوا حدود المسموح به من اللمعان، خصوصا أن الأنبا شنودة كان يخلط الدين بالسياسة، وهو مايرفضه كيرلس والحرس القديم، وربما متى المسكين أيضا، وهنا وصلت الأمور لذروتها، فتم نفى شنودة بأمر البابا إلى وادى النطرون، ولكن الشباب المبهور بقوة كلماته تحدى البابا العجوز وأصر على رجوع شنودة مرة أخرى للقاهرة، وعاد بالفعل……….

ويظهر خلاف بين الجيل الجديد نفسه ممثلا فى متى المسكين وشنودة، متى يرى أن دور الكاهن والكنيسة دينى فقط والكنيسة بيت للصلاة، شنودة يرى أن الكنيسة هى ملجأ الفقير والمريض والمظلوم وأيضا للصلاة، وبدا واضحا أن لمعان وتوهج شنودة قد أزعج الكثيرين………..



يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

تعليق واحد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى