كتّاب

اليوتيوبر» عدو «الفيمينست»…


اليوتيوبر» عدو «الفيمينست»
#جريدة_الوطن
#سحر_الجعارة

هناك حرب ممنهجة تجرى على قدم وساق لتشويه المصطلحات وتجريمها وتأثيمها، بنفس منهج: الليبرالية يعنى إيه؟.. (يعنى أمك تقلع الحجاب)!الحرب يقودها على السوشيال ميديا «الداعية اليوتيوبر» عبدالله رشدى، بمباركة مشايخه الذين يشاركون فى الحملة عبر منابرهم الخاصة، فالعلمانية كفر وزندقة.. و«التنوير» هرطقة وتطاول على «الثوابت» وهزّها وزعزعتها لحساب التنظيم «الماسونى الصهيونى»، وهى كلمات عبثية لا يفهم معناها من يطلقها ولا من يردّدها خلفه.. بل إن الحرب كلها عبثية مغرضة، وهو ما يمكن وصفه بدقة باستبدال «العدو التقليدى، وهو التكفيرى» ليصبح العدو الجديد «كل إصلاحى مجتهد مجدّد يواجه الإرهاب ويتهدّده قانون ازدراء الأديان وكتائب الحسبة و«مشايخ التكفير» أصحاب المصداقية المكتسبة من العمّة والمنصب والشعبية الجارفة بين البسطاء!.
الهدف الآن هو تحويل الأغلبية فى الشارع إلى مجاذيب مهاويس يسيرون خلف رجل مضلل وضلالى ويتاجر بهم ليصبحوا «كتلة جماهيرية» كفيلة بإجهاض كل إنجازات الدولة فى مجال إصلاح الخطاب الدينى، وأيضاً فى مجال تحقيق العدالة والمساواة فى قانون الأحوال الشخصية وتمكين النساء من مراكز القيادة العليا!.
يتولى «عبدالله الشهير بمجانص» تشويه «الفيمينست»، دون أدنى خجل من فضائحه النسائية، والضجّة التى أثارتها «ضحية شقة العبور»!.تاريخ المكفراتى «مجانص» بدأ بتكفير المسيحيين، وقد سبق أن تقدمت ببلاغ لوزير الأوقاف ضده، ، بعد تحريضه على تختين بنات مصر، وتشجيعه على الختان. وتساءلت فيه: هل يلتزم بميثاق المنبر، كما حدّدتموه، أم أنه يخرج عن النص دائماً بحثاً عن الإثارة وعن «زعامة وهمية» بافتعال المعارك على مواقع التواصل الاجتماعى.
واستجاب وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، فجاء القرار بمنع الشيخ عبدالله رشدى من صعود المنبر، أو أداء الدروس الدينية بالمساجد، أو إمامة الناس بها، لحين الانتهاء من التحقيق معه فى المذكرة المرفوعة، وما يبثه من آراء جدلية لا تقبلها الوزارة ولا يحتملها واقعنا الراهن. لكن من يديرونه ويحددون له أجندته قرروا استخدامه لنشر أفكار محدّدة تهين المرأة وتحقر من شأنها حتى عندما كان ينشر هاشتاج #الأزهر قادم!.
وأخيراً بدأ ينشر مشروع الإخوان حرفياً لاختراق المجتمع المصرى والتمكن من عموده الفقرى وقال: (إن المرأة تريد أن تأخذ مهراً وذهب وقائمة نفقة زوجية ونفقة مسكن ومأكل وعلاج، ثم نفقة عدة عند الطلاق ونفقة متعة.. ثم تراها تصيح بالمماثلة بينها وبين الرجل.. إذا كان النظام الإسلامى لا يرضيك فلا تقبلى من الرجل شيئاً عند الزواج، أم أنك مسلمة عند الأخذ و«فيمينست» عند الدفع). وبغض النظر عن المغالطات الشرعية التى يرتكبها بكلامه هذا، فهذا هو المشروع الإسلامى «الموازى للدولة» للترسيخ للجماعة الإرهابية من البلاد: الأم تخطبها من الجامع والزفة بالدف (شرعى).. والمهر عملة تذكارية (زوجوه بما حفظ من القرآن).. والعروسة توسع لأختها السرير (الزوجة الثانية).
وكلهم كلهم يشتغلوا فى المدارس الإسلامية أو المستوصف الإسلامى أو يفتحوا سوبر ماركت إسلامى برضه.. أما النشاط الفعلى فتجارة العملة والرقيق الأبيض!.
ختاماً.. أحب أن أوضح للقارئ معنى مصطلح «فيمينست»: مصطلح بالمناسبة لا يعنى «مرأة ضد الرجل»، كما يُستخدم عادة فى مصر، أو المرأة «المسترجلة» أو المرأة الرافضة للزواج والمتمردة. ولكن كلمة «النّسوية» أو «Feminism» تعنى ‏الإيمان بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل، من حيث الحقوق والإمكانيات والفرص و«تمكين المرأة» من مراكز القيادة وصنع القرار.. ويمكن أن تعتبرها «أجندة» تهدف إلى تأسيس وتكريس المساواة السياسية والاقتصادية والشخصية والاجتماعية بين الجنسين.. وتطبيقاً للمادة «11» من الدستور التى تنص على أن «تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفقاً لأحكام الدستور».
أما «مجانص» صاحب شعار «الأزهر قادم» فليعلم أنه فى عام 2018 قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف في لقائه مع رئيسة سنغافورة «حليمة يعقوب»، وقال «الطيب» إن هذا النجاح يُعد نجاحاً لكل النساء المسلمات، وشهادة حية على أن المرأة تستطيع أن تُسهم بقوة فى نهضة المجتمع وبنائه.. إنها «الولاية الكبرى».عدو المرأة: لن يفلح مخططك أنت ومن حولك: احذر غضب النساء.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫6 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى