كتّاب

ناقشت صحيفة جيروسليم بوست، مع خبراء عسكريين، القصف القادم من اليمن….


ناقشت صحيفة جيروسليم بوست، مع خبراء عسكريين، القصف القادم من اليمن.
هل سيُدخل المنطقة في وضع جديد؟
الإجابة نعم، وفقاً للمتحدثين إلى الصحيفة.

ولكنها نعم من مستوى آخر.

الصاروخ الباليستي القادم من اليمن مثّل أول اختبار من نوعه لنظام “السهم” الدفاعي الإسرائيلي. وهو نظام يقول الإسرائيليون إنه شديد الفاعلية ضد التحديات الصاروخية المعقدة.

قبل شهر من الآن وقعت تل أبيب عقداً مع ألمانيا من أجل تزويد الأخيرة بنظام السهم.

لم يسبق للنظام أن اختبر أمام صواريخ معادية باستثناء مرة واحدة حين اعترض صاروخ أرض- جوي سوري حاول اصطياد مقاتلة سورية وأخطأها. اصطاده “السهم” بعد ذلك.

أمس كان يوماً مريحاً لإسرائيل، تقول الصحيفة. الاختبار الناجح، اصطياد الصاروخ الحوثي، جعل المنظومة السياسية برمتها تتنفس الصعداء. لا خوف، إذن، من صواريخ إيران الباليستية ولا منظومة كروز. كما أثبتت إسرائيل قدرتها على مواجهة مخاطر عديدة في الوقت نفسه. على إيران أن تفكّر مليّاً من الآن فصاعداً، فما تهدد به إسرائيل لن يكون قادراً على إصابة إسرائيل، بحسب الصحيفة. تلمح الصحيفة إلى أن صاروخ الحوثيين اجتاز مدى الدرع الجوية الذي نصبته أميركا في المنطقة، ولكن درع إسرائيل (مقلاع داوود) كان له بالمرصاد.

هل استقبلت إيران الرسالة؟ تبدو إسرائيل حصينة ضد الأخطار العالية، هكذا تقدم نفسها. وليست مضطرة الآن للرد على الحوثيين. ستكتفي،ربما، باختبار منظومتها القوية جنوباً. مؤملة أن تلفت الأنظار إلى نظام دفاعي هو أكثر فاعلية وقدرة من القبة الحديدية التي سرقت الأضواء (التعبير للصحيفة).

منح الحوثيون إسرائيل فرصة ذهبية لاستعادة مفهومها للردع، للتأكيد داخلياً وخارجياً على أنها منيعة كلّياً، وللقول مجدداً: سأحسم التهديد الصغير في غزة، ثم سينتهي كل شيء. فما من شيء خارجي قادر على تهديد وجودنا.

قبل أيام تخوف دنيس روس، أبرز مهندسي السلام في الشرق الأوسط، من أن صواريخ حماس وحزب الله تهدف إلى تأسيس يقين جديد في إسرائيل مفاده “هذه بلاد خطرة لا تصلح للعيش”. قدم نصيحته قائلاً: هذا خطر وجودي، يهدد فكرة الدولة نفسها، لا تتوقفوا قبل القضاء عليه.

اصطياد الصواريخ الحوثية من شأنه أن يعيد التأكيد على أن إسرائيل أبدية وتصلح للعيش، لا تهاجروا.

وكما حدث في كل حلقة من تاريخ الدولة- الكيان فإن ضحاياها سيبتكرون وسائل احترافية تزعزع ذلك اليقين ما إن يستقر.

أما الحوثيون، إن كانوا فعلاً يريدون إيقاف الحرب على الفلسطينيين، فيعرفون جيداً أن تهديد السعودية أو إسرائيل ليس هو الطريق الصحيح. لو شاؤوا لعبثوا بأمن البحار القريبة وغيروا القواعد كلها، فهم على كل حال إيرانيون ومارقون في نظر العالم. ولكنهم يختارون ما يناسب الضجيج والكاميرا.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى