من المهمّ أن يعرف النظام أن السيطرة الحديديّة علي الإعلام، هو توجّه فاشل ذو نتائج عكسية، سواء كان ذلك بواسطة أجهزة ما، أو امتلاكها، أو تبرعا من أصحاب القنوات الانتهازيّين، الّذين يبحثون عن تحقيق مصالحهم، أو حتّي من الإعلاميّين ذاتهم فاقدي الحس والفهم بطبيعة الإعلام، وهم إما فاقدي الحيلة، أو هم انتهازيون أيضا.
لم تستطع كل المنصات الإعلامية بكافة أنواعها، أن تكتسب ثقة المواطن، فلن تجد فيها رأيا واحدا معارضا مهما كان رشيدا وذا قيمة، ومن ثمّ لا يمكن استمرار الإعلام صاحب التوجّه الواحد، بهذه الشكل المستفز، لقد فقد قيمته وتأثيره، وانصرف الناس عنه ليجدوا ضالّتهم في مواقع التواصل الإجتماعي بكلّ ما يحمله ذلك من إيجابيّات وسلبيّات.
ليس الحل في أن نهاجم مواقع التواصل الإجتماعيّ أو نمنعها فهي مستمرّة، ولن تتوقّف، ولن يتوقّف الناس عن متابعتها، ولكن الحل أن ينفتح الإعلام لكل التوجهات، ولكل الآراء، بموضوعية ومهنية وبشكل متزن، وأن يكون أعلاما للحقيقة، لا للتوجيه.
وحتي هذا من الوجهة التجارية مثير للملل والتحول بعيدا عنه، لقد توقف الكثير عن قراءة ومعرفة الأخبار من الجرائد والمواقع المصرية، وتوقفوا أيضا عن مشاهدة غثاء القنوات الإعلامية وأحمد موسي وعمرو أديب وأشباههم، وتوجهوا الي القنوات والمواقع الأجنبية، حيث بعض المصداقية والتنوع، وحيث يمكنهم الحصول علي خبر حقيقي، أو خبر تم حبسه واخفاؤه، وهو أمر يحتاج الي وعي وفهم وحسن تقدير، قد لا يتوفر للكثيرين، وهذا أيضا أمر خطير.
#بالعقل_والهداوة
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
