كتّاب

منذ أشهر، دخلت في مواجهة مباشرة مع السرطان، غادرت مواقع…


منذ أشهر، دخلت في مواجهة مباشرة مع السرطان، غادرت مواقع التواصل الاجتماعي لأربعة أشهر كاملة، أغلقت الباب على نفسي، دخلت في حالة اكتئاب، بدأت بترتيب أوضاعي من أجل السفر للعلاج، وطوال غيابي لم يسأل عني أحد، او بالأصح، عن سبب غيابي، لم يكلف أحد نفسه عناء السؤال عن أسباب غيابي..
وحدها توكل سألت، وحين لم تجدني بحثت عن رقم زوجتي وتواصلت بي، وعندما وصلت إلي لم تكتفِ بالسؤال، بل ألحت لمعرفة سبب غيابي، وبعد ما يشبه التحقيق انتزعت مني اعترافا بمشكلتي، وقد كنت على وشك السفر بعد أن رتبت أوضاعي، لكنها توكل ، المتفردة والنبيلة دائما، لم تمهلني لحظة للحزن، بدأت تسأل وتعاتب، لماذا لم تخبرني؟ ليش ساكت؟ مش أنا أختك؟ مش اتفقنا ما بيننا شيء يتخبأ، مالك كذا يا عامر؟ يلا سافر، لا تهتم، لا تكترث، كل شيء سيكون على ما يرام.
تكفلت توكل بالعلاج، ظلت لأشهر في حالة متابعة، دفعت عشرات آلاف الدولارات بلا اشتراطات ولا استغلال، فقط لأنها توكل التي آمنت بقصائدي قبل جائزة نوبل وقبل الأموال والشهرةالعالمية، حين كفر بي أصحابي وأقاربي وأهلي وسخر مني أقرب المقربين ولم يعترف أحد بقصيدتي أو بي كشاعر تخلق في قرية قديمة تتساقط على نفسها، وحين قرأت توكل أول قصيدة لي، كان أهلي يسخرون مني عندما علموا بزعمي أنني شاعر.
اليوم، وفي هذه الظروف التي أعيشها، بعد أن غادرت مأرب مجبرا، واتهمني الأعداء والأصدقاء أنني هربت، اليوم وبس، أقول وبكل فخر ومحبة، إن كان لا بد من قبيلة ينمتي لها الإنسان، فقبيلتي توكل، أو حزب فحزبي توكل، أو حكومة فحكومتي توكل.
هذه المرأة التي لم أتملقها يوما، لم أمدحها أبدا، إلا حين كتبت عنها يوم حصولها على جائزة نوبل كما فعل مئات الألاف من اليمنيين بما فيهم خصوم توكل نفسها.
لكن السؤال الأهم هنا..
لماذا أكتب هذا؟
والجواب..
أكتب، لأنه كلما كتبت منشورا أعبر فيه عن رأيي وقناعاتي، دخل عبيد العبيد يلمزون توكل، ويظنون أنهم ينتقصونني حين يشيرون إلى صداقتي معها، غير أن الحقيقة أنني أعتز بها كإنسانة نبيلة سواء اتفقت أو اختلفت معها فيما يتعلق بالمواقف وقضايا اليمن والعرب.
أحذف الآن كل مواقع التواصل الاجتماعي لأشهر قادمة، مع خالص امتناني وعظيم فخري بصديقتي وأختي الغالية توكل.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى