كتّاب

مروان الغفوري يروي ذاكرة اليمن حتى 1980


كتبت ساره ضاهر في الحياة اللندنية..

كتابات مروان الغفوري من النوع الّذي يقلق القارئ، تكشف له حقيقته. فتُظهِره فاشلًا أحيانًا، وغبيًّا أحيانًا أخرى، بخاصّة من خلال طرح الكاتب قضايا أصبحت من المسلّمات لدى مجتمع معيّن. فالغفوري لا يطرح القضايا الاجتماعيّة، إلا إذا كانت بالغة الأهميّة والخطورة. ولا يطرحها بأسلوب سرديّ بسيط، وإنما يشكّل طرحه صفعة تدعو إلى الاستيقاظ.
«تغريبة منصور الأعرج» هي رواية الغفوري الثانية بعد «جدائل صعدة» (2014). يحارب فيها منصور الأعرج مع الإسلاميين، ويقاتل نجيب الأدرد، إحدى شخصيّات الرواية، إلى جوار الشيوعيين. تتطرّق الرواية لحروب المناطق الوسطى، وكيف أصبح منصور الأعرج، الرّجل المسالِم، المستهتِر بسلاحه، مقاتلاً في صفوف «جيش الله» أو جيش الشيخ طه أبو علي، وقد سمع الجميع كيف دعا هذا الشيخ إلى مواجهة نجيب الأدرد ومجموعته التي لن تكتفي بقتل الرؤساء والشيوخ، بل سوف تعمد إلى سبي النساء…
أصبح منصور قائد مجموعة تخصّصت في الألغام، وكان صديقه نجيب الأدرد قد أصبح قائداً في جبهة الشيوعيين. كانا يفكران بعضهما ببعض. خصمان يجمعهما الفقر وسلوك طريق الموت بسبب هذا الفقر. كيف لا، ولا يدفع ثمن الحرب سوى البسطاء والفقراء! اصطفّ المشايخ والأغنياء في مواجهة أشخاص فقراء معدَمين يطالبون بحقوقهم في الحياة والعيش الكريم. فتمّ تخوينهم وتكذيبهم، من دون الالتفات إلى مطالبهم المحقّة، سواء تحت راية الجهاد، أو تحت راية الإخلال بالأمن وتهديد النظام.
أما منصور، فلم تعد الحرب بنظره ذات معنى، بعدما جاء المحاربون من كلّ مكان للقضاء على الجبهة الوطنيّة. لقد تعب من الحرب، وجاء الوقت ليغتسل من آثامها ببحر عدن، لكنّه لا يعرف أين هذه عدن؟ في ذمّار سيقولون له: إنها في الجنوب، وإنها بعيدة، بعيدة جدا، ودخولها لن يكون يسيراً.

مروان الغفوري يروي ذاكرة اليمن حتى 1980

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫19 تعليقات

  1. في رواية منصور الاعرج يتحدث الدكتور مروان عن تاريخ من الصراع اليمني باسلوب رائع .
    لكني لاحظت انه ذكرت اسم (( الجبهة الوطنية )) باسم(( الجبهة القومية)) ، فاعتقد ان هذا الخطاء لايقع فيه رجل سياسي واديب بنفس الوقت .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى