كتّاب

مروان الغفوري | في البداية: كل عام وأنت بألف خير وصحة يا فتوح العامرية


في البداية:
كل عام وأنت بألف خير وصحة يا فتوح العامرية (أمي).
ثانيا:
اليوم، رسميا، هو آخر يوم في فصل الشتاء. غدا أول أيام الربيع، نتوقع تحسنا متزايدا في معركتنا ضد الفيروس خلال الأيام/الأسابيع القادمة

ثالثا:
هناك لعبة إحصائية مربكة بعض الشيء حين يتعلق الأمر بإصابات كورونا.
على سبيل المثال:
ألمانيا هذا الصباح هي رابع أكبر دولة موبوءة في العالم، بعد الصين/ إيطاليا/أسبانيا/ ألمانيا
الحالات الحرجة في الدول الأربع بالترتيب:

1927/
2655/
939/
2

البلد الموبوء، ألمانيا، يسجل هذه الأرقام/ النسب:
الحالات الحرجة تقترب من الصفر
الحالات المتعافية أقل من ١%
الحالات المتوفاة أقل من ١%.

بمعنى:
لا حالات حرجة، لا تعافي، ولا موت.

أين تكمن اللعبة؟

هنا جزء من الإجابة:
آخر تحديث من السلطات في مدينة إيسن، غرب ألمانيا، أورد التالي:
تم فحص عدد: 1404 شخص.
عثر على: ١٧٦ حالة. تعاني الحالات من أعراض باهتة، أو لا أعراض.

وضعت كل الحالات في الحجر الطبي "المنزلي". التتبع الشامل للفيروس حدث خلال وقت قصير، ولا تزال الحالات في الحجر، ولن تخضع لإعادة الفحص قريبا. ستبقى في قائمة الإصابات النشطة. مسألة تقنية صرفة.

لا حالات حرجة.

توسعت ألمانيا في الفحص أفقيا وفي إجراءات الحجر، وتمكنت من الوصول إلى البؤر من خلال منظومة معقدة من التعقب والبحث والرصد. سجلت ٢٠ ألف حالة حتى الآن في وقت قصير نسبيا. ضمن هذه البحيرة هناك فقط حالتان حرجتان.

نتوقع أن تنخفض الموجة في الأسابيع القادمة من خلال العزلة الصارمة ومحاصرة البؤر، أو ما يسمى في اللغة الألمانية: الأرقام الشبحية (المختبئة في الظلام).

الوضع الطبي المستقر حاليا رغم وجود ٢٠ ألف حالة مسجلة يطرح هذه الفرضية:
أن الدول التي تواجه أزمة صحية حادة مع كورونا هي دول تعج بمئات آلاف الحالات الشبحية. تضاعف هذه الحالات الشبحية نفسها من خلال دالة يصعب فهمها، انفجارية في الأساس.

تذكروا أن ٨٠% يعانون من أعراض باهتة. ومع تضخم العدد داخل المجتمع تصبح نسبة ال ٢٠% تحديا وجوديا على كل صعيد.

لذا:
البقاء في البيت، خاصة في المجتمعات غير القادرة، لأسباب اقتصادية وتقنية، على تعقب الفيروس ورصده.

بالأمس عقدت ست جامعات كبرى في جنوب ألمانيا (حيث التكنو، المال، وما بعد الحداثة) مؤتمرا صحفيا. شرح المسؤولون خطورة الجائحة بما يناسبها من كلمات، وأعادوا القول:

رغم أننا نمتلك أفضل العقول، أفضل التقانة، أفضل مراكز البحث، أفضل الأطباء، وأفضل المنظومات الصحية على الإطلاق.

رغم المعضلة الإحصائية إلا أن الجائحة حقيقية والخطر قد يكون مدمرا بالكامل (تخيلوا فقط انفجارا فيروسيا داخل مدينة مكتظة كالقاهرة!).

م.غ.


مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى