كتّاب

مروان الغفوري | الحياة مع قهوة القشر. استعدت الأيام الخوالي، تلك التي ذهبت

الحياة مع قهوة القشر. استعدت الأيام الخوالي، تلك التي ذهبت قبل دهر ولم يكن فيها من شيء يستحق الذكر.
تدفقت البلاد العربية إلى غربتي، كل شيء حتى قهوة القشر والكشري. وقبل عام غادرت المستشفى قبل حلول الليل، وقفت عند الإشارة القريبة من مدخل الطوارئ. باب زجاجي كبير على الناصية، لوحة عليها صورة دجاجة مطبوخة على الطريقة اليمنية. أعلاه: للشوارما والمندي. أمس، في ظرف عامر بالدهشة، آمنت أن الأرض قروية، وأن القرية محورة ومكورة وأمور أخرى.

أراضينا جميلة وساحرة. قبل حوالي ثلاثة أشهر أجلست مريضة مسنة على حافة سريرها المرضي. قست كمية المياة الراشحة حول رئتها بالسونار، عقمت منطقة الظهر، حددت النقطة التي سأدخل منها بالشوكة لشفط السوائل تلك. الست ترتجف، قلت لها لا تخافي، سأحقنك بالمخدر الموضعي. قالت وماذا ستفعل لتوتري وخوفي؟ قلت لها: اقترحي؟ قالت: قبل أن تدخل الشوكة حدثني عن الأهرامات، خبرني عن مصر، وسأنشغل عن الألم.

الأوروبيون الذين ذهبوا شرقا ومروا ببلادنا انقسموا إلى قسمين: قسم اخترع الشرق، وقسم اكتشفه. الذين اخترعوه نقلوا عنه تلك الصورة الوحشية التي لخصها إدوارد سعيد أواخر السبعينات.
الذين اكتشفوه وجدوا فيه السحر. قال لامارتين: سأذهب إلى الشرق، أريد أن أرى تلك الصخرة التي كان المجنون يجلس عليها حين يكتب الشعر لليلى..

الحب والمحبة وقهوة القشر لكم

م.غ.


مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى