كتّاب

ما يحدُث في قطر هو مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ، وليس…


ما يحدُث في قطر هو مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ، وليس نصرة للإسلام والمُسلمين كما يروج بعض الجُهلاء ؛ بل كل ما يحدُث هو أكبر إهانة وتشويه للدين شئـتم أم أبيـتم ، فالبلد التي بلا حضارة وتاريخ وثقافة هي التي تلجأ دائمًا إلي تسليع الدين وإدخاله في كل شيء بديهي في الحياة وإستخدامه كأعلان لمُنتج يجلب شعبية وزبائن كثيرة له، وكأن أعتناق الدين أصبح إنجازًا وعملًا بطوليًا ، فمثلًا من النادر جدًا أن نجد شخصًا عربيًا يفتخر بإنجاز واحد قدمه أفاد به البشرية (لا يوجد) بكل أسف، فدائمًـا نجد العرب يفتخرون فقط بالدين الذي ورثوه من آبائهم وأجدادهم، فهم أكتفوا بالدين فقط وأعتبروه إنجاز وهو بالحقيقة إن كان كذلك فهو إنجازًا وهميًا في خيالهم هم فقط يُحاولوا أن يُغطوا على فشلهم في العلم والتقدم مثل سائر الدول والبلاد الغربية (الكفار) بالنسبة لهم، بعيدًا أن دولة قطر أقل وأصغر بكثير من أن تستضيف المونديال عندهم، وبعيدًا أنهم حصلوا على ذلك بالرشوة والفساد كعادتهم، وبعيدًا عن أنهم أكبر مُشوهين للدين الإسلامي في العالم كله بتمويلهم ودعمهم للإرهاب وإحتواءهم وإحتضانهم للإرهابيـين وخاصةً الأعداء الكارهين لمـصرنا الحبيبة، وبعيدًا أنهم كانوا من الأسباب الرئيسية في دمار بعض الدول العربية مثل (سوريا، ليبيا)، وبعيدًا أنهم كانوا المسؤولين عن الكثير والكثير من الجرائم التي تضرر وتأزم منها العالم كله، وبعيدًا أن عمليات الإرهاب والقتل والتدمير والخراب كانت منهم وبسببهم ؛ ثم يقولون لك بكل بجاحة وفُجر ويخدعون جموع المسلمين البُسطاء إنهم يُعـرّفون الأجانب بالإسلام الصحيح وهم المُسبـبين أصلًا لكل تشويه طال الإسلام بسببـهم، وكما يقول المثل الشهير:
” يقتل القتيل ويمشي في جنازته ” .. تخيلوا كل هذا يحدث وأنتم مُغيبون ويتم تخديركم وإستغلالكم باسم الدين؟!
الموضوع ليس دينيًا كما يظن ويتوهم البعض ؛ بل لعبة سياسية بحتة محاولةً منهم في إغفال العالم العربي عما فعلوه وكانوا سببًا أساسيًا فيه، وطبعًا كُل شيء يهون ويُنسى من أجل ما يحدث الآن ومن أجل أن تُرفع راية الإسلام، وهذا يا حضرات مثال سيء وقذر في إستغلال الدين بطريقة غير صحيحة لأهداف ومكاسب شخصية وسياسية، فصدقوني أنا ليست لدي أدنى مُشكلة على الاطلاق مع الدين الإسلامي أو مع أشقائي المُسلمين، ولكن ما يحدث لن يقبله أو يرضاه إنسان عنده ولو ذرة من العقل، الدين الإسلامي لا يحتاج إلي كتابة بعض الأحاديث الشريفة أو العبارات التعريفية بالإسلام بالبنط العريض ؛ ولكن على المُسلمين أنفسهم أن يُحولوا ذلك الكلام الجميل المكتوب إلي أفعال حقيقية مرئية، فالجميع يعرف أن القرآن والسنة بهما تعاليم وأخلاق ومبادئ إلخ.. لكن الذي ينقص الكلام هو تطبيقه العملي، ونُريد أن يُدرك الأشقاء المُسلمين أنهم سفراء لدينهم في كل العالم ومن المفروض أن يكونوا وجهة حسنة له، وصدقوني من يشوه الإسلام هم المُسلمين أنفسهم، فالأعمال الخيرة والرحمة والأخلاق الحميدة والإنسانية هي التي تدعو الناس للدين لا الشعارات والتعريفات فقط، العجيب أيضًا أن بعض الشيوخ تجار الدين الذين أفتوا وقالوا: ” أن لعب كرة القدم حرام وإلهاء للنفس الخ.. ” هُم أنفسهم الذين دعموا قطر فيما فعلوه في تنظيمات كأس العالم، فهل أصبحت كرة القدم الآن حلال وليست إلهاء للنفس أم المبلغ الذي دُفِع لهم جعلهم يُغيرون رأيهم؟!
قطر كلفت على هذه الشكليات والمظاهر الخداعة ما يقرُب من ٢٥٠ مليار دولار، فهل هذا حلال؟ ويستحق كل ذلك؟!
تخيلوا معي ضخامة المبلغ، كان بالأولى أن تُصلح بعض البلاد العربية التي دمروها بجماعاتهم الإرهابية، كان بالأولى الفقراء من المُسلمين وغيرهم، كان بالأولى اللاجئين السوريين وغيرهم، كان بالأولى .. الكثير والكثير من أعمال الخير والرحمة وبناء المدارس والجامعات للعلم والتقدم بدلًا من هذا الجهل المُستميت، وبناء المُستشفيات لعلاج المرضى، ولكن إن مصر فعلت هكذا ستقوم الدنيا ولم تقعد، ولكن قطر فالـتحيا قطر طالما سترفع راية الإسلام بأي ثمن لا يهم، وهذا قمة الإزدواجية والإنفصام، وإستدعاء دعاة من الخارج مُتهمين بقضايا إرهابية وغسيل أموال ومحظورين من نصف بلاد العالم في قائمة الإرهاب مثل (ذاكر نايك) هذا يُعرفنا ما هي حقيقة دولة قطر أصل ومنبع الإرهاب والخراب.
وأخيرًا فليرحمنا الله من النفاق والتدين الظاهري الشكلي، وتديـين الحياة وتديـين الكرة، ومن تجار الدين اللصوص، ومن كل المظاهر الكذابة المتلونة.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى