كتّابمفكرون

ليس سهلا أن يستطيع الإنسان التجرد تماما من كل المؤثرات…


ليس سهلا أن يستطيع الإنسان التجرد تماما من كل المؤثرات والدوافع والقناعات الذاتية وأيضا من العوامل الخارجية والمحيطة ليكوّن رأيا صحيحا في قضية ما أو موقف بعينه، هذا ما يشغل تفكيري دائما والسؤال الذي يلحّ عليّ هو ما هذا الذي يحدث في مصر والي ماذا سيقودنا؟

الأمر لا يعنيني بقدر ما يعني الأجيال الجديدة أبناؤنا وأحفادنا، هل سيعيشون كما عشنا في حالة دائمة من الضنك والمعاناة والصراعات وعدم الاستقرار، تتلقفهم الأنظمة الحاكمة الكاذبة والفاشلة المستبدة، تدّعي الاخلاص والإصلاح وهي أبعد ما تكون عن ذلك.

انتفض الشعب في ثورتين كبيرتين ينشد التغيير، فآلت الأمور الي لا شيء، وعدنا أسوأ ممّا كنّا، بفضل أنظمة تري الوصول للحكم غنيمة، وما الشعب الّا أداة لإرضاء غرورهم وتحقيقا لمكاسبهم، وبعثا لوجاهتهم.

بكل التجرد أري النخبة الحاكمة أشخاصا عاديين، لا هي شخصيات فذّة عبقرية ذات كاريزما خاصة، ولا هي شخصيات ذات تميّز، لديها رؤية خلاقة لمستقبل هذه الدولة، لا أري الا رؤي عشوائية، أري شخصيات لا تجيد حتى الكلام، شخصيات تتصور أن اللقطات التليفزيونية المصطنعة قادرة على خداع الناس، وهي تأخذنا الي أسفل ثم أسفل.

الشعب يتطاحن في داخله، فالأغنياء لا يؤدين واجباتهم، وفطاحل التجار يحتكرون، وصبيانهم يمارسون أقسي أنواع الجشع، وكل من تصل يداه الي ما هو ليس من حقه يقتنصه على حساب الآخرين وعلى حساب المنافع العامة، كل من لديه الجرأة والقوة والمال يستطيع أن يفعل أي شيء بصرف النظر عن شرعيته وتأثيره السلبي على عموم وحقوق الناس.

التحرش والاغتصاب والخطف والرشوة والسرقة والبلطجة والقتل مظاهر اجرامية تنتشر بشكل غريب.

الفقر ينتشر لأعلي ويتمادى في قسوته، الفساد والرشوة والمحسوبية أصبحت هي الأصل في كل المرافق والخدمات، كل هذا والنظام لا دور له بل يساهم بكفاءة في فرض مزيد من الجبايات، ويرفع أسعار الخدمات ويقلص الدعم لنتحمل نحن فساد وعدم كفاءة وزيادة العمالة وانعدام الصيانة للأصناف المدعومة والخدمات الهزيلة.

في الاقتصاد السياسة هي الاستدانة والمزيد من الاستدانة من الداخل والخارج وطرح أملاك الشعب للبيع أو في البورصة وتخفيض ما يجب صرفه على الأجور رغم الارتفاع المتوحش للأسعار بعد إغراق الجنيه، انتظارا للخير القادم من باطن الأرض، سياسة تغلق في وجهك كل الأبواب في ظل استمرار غلق المصانع واستمرار السياسة الزراعية الفاشلة والتعدي على الأراضي خاصة الزراعية بلا ضابط ولا رابط.

دولة لا تحارب الفكر الارهابي ضعيفة في مواجهة المتشددين أو هي التوازنات اللازمة للحكم.

الأمور كثيرة وإحصائها يحتاج الي الكثير من الوقت ولكن الدوائر تستحكم حلقاتها في نظام بلا رؤية وحكومة فاشلة يدعمها مجلس نواب انتهازي.

أرجوك عندما تحدثني عن الطرق والكباري والتفريعة والعاصمة الجديدة. الخ، أذكر لي كيف ساهم ذلك في رفع مستوي المعيشة لشعب لا يعيش معظمه.
أنا لا أري سوي وهما في نهاية النفق.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

‫5 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى