كلما اكتب عن غلو وتعصب شيوخ الضلالة وعن لجوء الجماعات…


كلما اكتب عن غلو وتعصب شيوخ الضلالة وعن لجوء الجماعات المتطرفة الى الارهاب يخرج لى اصدقاء اقباط يقولون ما معناه: ” العنف والتعصب والقتل موجودين فى الكتب المقدسة الاسلامية وهم جزء لا يتجزأ من الاسلام.. اما نحن المسيحيين فليس عندنا الا المحبة والتسامح والغفران لان كتبنا المقدسة غرست فى قلوبنا تلك التعاليم وليس بها اى كلام عن العنف والقتل…”
اقول لهم: اولا مسيحيو الغرب لا يقولون هذا الكلام باستثناء المتطرفين منهم وهم اقلية…
ثانيا: هذا كلام ظاهره صحيح لكن باطنه مغرض.. فالكتب المقدسة المسيحية كتبت كلها فى عصر كان فيه المسيحيون اقلية واحيانا اقلية مضطهدة لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع ان تبطش باحد.. وظلت المسيحية اقلية ضعيفة ومستضعفة الى ان اعتنق الامراطور قسطنطين الديانة المسيحية وعقد مجمع نيقية عام 325 والذى وضع اسس العقيدة المسيحية… وهنا اختلف الامر تماما واصبحت المسيحية دينا حاكما وبدأت عمليات البطش والعنف باسم المسيح حتى وصلت الى ذروتها مع محاكم التفتيش.. وقتل وذبح عشرات الملايين باسم المسيح الى ان جاء عصر النهضة وبدأ حكم الكنيسة يضعف ويذوى شيئا فشيئا..
اذا فكل الكتب المؤسسة المسيحية وعلى رأسها الاناجيل الاربعة وأعمال الرسل ورسائل الحواريين تم صياغتها فى حقبة كان فيها المسيحيون مضطهدون فاصطبغت تلك الكتب بالمحبة والتسامح والغفران انعكاسا لحالهم فى المجتمع وعلاقات القوة آنذاك بينهم وبين السلطة القائمة…
اما فى الاسلام فان سيدنا محمد بسط حكمه السياسى على المدينة ثم قامت دولة قوية مترامية الاطراف وتم صياغة كتبنا التى نعتبرها “مقدسة” مثل البخارى ومسلم وغيرهما فى عز سطوة الدولة القوية…
ويكفى ان نفرق بين الآيات المكية والآيات المدنية لندرك هذه الحقيقة.. فالايات المكية كانت عندما كان المسلمون بضع عشرات فجاءت بآيات التسامح والتفاهم والتوائم.. اما فى المدينة فقد كان اعداء الاسلام يريدون القضاء عليه فجاءت الآيات المدنية تتحدث عن الحرب والقتل والقتال..
لقد استغل الطغاة الاديان فى كل زمان ومكان للسيطرة والهيمنة بقوة السلاح.. اما ان نقول ان هناك دين يدعو الى القتل وآخر يدعو الى المحبة فهذا اوهام مردها التعصب..
هذه حقائق تاريخية موضوعية اردت ان اضعها امام اصدقائى بدون زعل ولا غضب

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version