#لماذا_خلقنا_الله؟…


#لماذا_خلقنا_الله؟

‏في مثل هذه الأيام، من يدخل في نقاشات مع طرفٍ آخر، سينتهي به المطاف في معظم الأحيان إمّا بتكفيره أو تخوينه أو الإنتقاص منه أو بالدّعاء عليه!!
‏والسبب هو شعور أحد الأطراف بأنه وصيّ على الدّين وعلى إيمان الناس من عدمه!!
وسبب ذلك هو تعطيل العقل الذي وهبنا #الله إياه وأمرنا أن نستعمله ونرعاه حق رعايته!!
فكثيراً ما نسمع في هذه الأيام عن شبابنا وبناتنا، بأنهم يتوجهون إلى #الإلحاد!!
أو بمعنى أدقّ، رفض واقع الحال الذي هُم عليه، مع يقينهم في قرارة نفسهم بوجود الله!!!
وحقيقةً هذا شيئ يجعلنا نشعر بألم شديد.
أكثر سؤال واجهته:
لماذا خلقنا ربنا!؟ وهل خلقنا كي يعذبنا!!
وأجد السائل يتحدث عن آية العبادة التي تتبادر لأذهان الجميع
﴿وما خلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾
ثم يتساءل مرة أخرى:
👨🏼‍🦰: ليعبدون؟
طيب ليه؟
هل ربنا محتاج لأن نعبده؟
ما هي #العبادة؟
هل #الصلاة و#الزكاة و#الصوم و#الحج، هي العبادة المقصودة كما تعلمنا!!؟
👨🏼‍🦰: كيف نعبد الله؟
🧔🏻: هذا السؤال تحديداً، سأجيبك عليه، لكن
في بداية الأمر، المشكلة الأكبر تكمن في الإجابة على سؤالك الرئيسي.
👨🏼‍🦰: تقصد لماذا خلقنا الله أساساً؟
🧔🏻: نعم، فمن وجهة نظري المتواضعة وتحليلي للأمور، أجد في جُعبتي جواباً استنتاجياً منطقياً جداً، سأطرحه عليك عن طريق ضرب مثال حوض سمك الزينة المائي كمثالاً لعلّي أُلقي الضوء على هذه الزاوية المُعتمة.
👨🏼‍🦰: إذن لو سمحت تفضل، لماذا خلقنا الله؟
🧔🏻: هل عندك حوض مائي لسمك الزينة؟
👨🏼‍🦰: نعم، قمت بشرائه قبل يومين.
🧔🏻: جيد، هل إشتريت سمكة زينة؟
👨🏼‍🦰: نعم ووضعتها في الحوض.
🧔🏻: سؤال: هل تستطيع هذه السمكة الصغيرة بعقلها المحدود، أن تُفكّر وتستنتج ما الذي حدث لها وجاء بها إلى هنا؟
أم أنها ستبدأ بالتكيّف مع الوضع القائم؟
👨🏼‍🦰: أعتقد أنها ستتكيّف على ماهي عليه.
🧔🏻: يعني ستعيش في الحوض وتتعايش وتبدأ تبحث عن مصدر للغذاء.
حسناً، ماذا سيحدث لو إمتنعّت عن وضع الطعام لها؟
👨🏼‍🦰: ستموت بالتأكيد!!
🧔🏻: حسناً، لنفترض جدلاً أن عقل هذه السمكة تطوّر بشكل ما، وبدأ يدرك ويحيط بما حوله، بمعنى أنها أدركت أنها داخل نظام محكم، وإستطاعت أن تكتشف بأن السبيل الوحيد للخروج من الحوض، هو القفز من الجهة العلوية للحوض.
هل تعلم السمكة ماذا يوجد في العالم الآخر الذي هو خارج الحوض لحد هذه اللحظة؟
👨🏼‍🦰: كلا! بالتأكيد لا تعلم.
🧔🏻: ماذا لو قررت هذه السمكة أن تهرب من حدود هذا الحوض وتقفز منه للعالم الآخر، ماذا سيحدث لها؟
👨🏼‍🦰: فوراً ستموت!!
🧔🏻: بِرأيك، عندما تقترب السمكة من إيجاد الحلول لنفسها والهرب من الحوض الذي إخترته أنت بعقلك الذكي والذي يعتبر متطور أكثر بكثير من عقل السمكة، أليس هذا مؤشراً واضحاً على أن ذكاء السمكة إرتفع ليقترب من ذكائُك أنت؟
وبذلك تكون قد إنتصرت عليك ولو لجولة واحدة!!
👨🏼‍🦰: نعم نوعاً ما.
🧔🏻: ونحن كذلك.
نحن نعيش داخل نظام كوني محكم بدقة وإتقان، فإن توقف الله عن إرسال أسباب الرزق لنا سنموت، وإن إفترضنا جدلاً أننا إكتشفنا كيف نهرب من هذا الكون، سنموت فوراً!!
فالمنطق يقول أننا مهما بلغنا من إدراك وعلم وتطور في عقولنا، لن نستطيع أن ننتصر على الخالق أبداً، وإلّا سيكون هذا الخالق قد فشل في أن يَبقى أذكى من مخلوقاته! (حاشا لله طبعا).
بمعنى آخر، أننا لن نستطيع أبداً أن نصل للجواب الحقيقي الذي يشرح ويُفصّل لنا، ما الذي جعل الله في أن يُقرر في لحظة ما، أن يخلق هذا الكون العظيم و#السماوات والأرض و#الملائكة و#الجن و#آدم، ولسبب آخر بسيط وهو: كيف نتوقع من الخالق أن يُبرر للمخلوق لماذا خلقه أصلا!؟
ما الذي يُجبِر الخالق على أن يبرر لمخلوقه لماذا خلقه!!
لكنه أكد لنا أنه لم يخلقنا باطلاً أو عبثاً.
قال تعالى:
﴿الله لا إله إلا هو الحي القيّوم لا تأخذه سِنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشْفعُ عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يُحيطون بشيء من علمه
إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم﴾
إذن:
فنحن (لن) نحيط بشيئ من علمه، إلّا إذا شاء هو بذلك!!
فمن غير المعقول أن ينتصر المخلوق على الخالق!!
ويتكون عند المخلوق القدرة على معرفة ما كان في (نفس) الله في تلك اللحظة، حتى قرر الله بعدها وقال (كُنْ) فكان كلّ ما كان إلى يومنا هذا، إلى أن يشاء الله.
ومجرد التفكير فقط بوجود إحتمال كهذا، بأن تبدأ عقولنا بالتطور بهذه الطريقة، هذا يعني أنها ستستمر في تطوير نفسها إلى ما لا نهاية ونصبح آلهة!!
ثم يَعْلوا بعضُنا على بعض ونُفسد الكون كلّه!
قال تعالى
﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن ولَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِن إِلهٍ إِذًا لَذهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بعضُهُم على بعض سُبحانَ اللهِ عمّا يَصِفونَ﴾
﴿لو كان فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرشِ عمّا يَصِفونَ﴾
لذلك، السبب الحقيقي لخلق الكون سيبقى غير معلوم، شئنا أم أبينا، قبلنا أو رفضنا.
لكن ما علِمْنَاه وما أَتَاحَهُ لنا الله بأن نَعْلمه، هو أن هذه هي إرادتهُ هو ومشيئتهُ هو، فكانت مشيئته تعالى، وكما كان الحَالُ في قراره لِخَلْق الكون، كان الحَالُ أيضاً في قراره بخَلْق آدم وجعْلِه خليفةً على هذه الأرض.
﴿إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين﴾
﴿وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء..﴾
إذن:
الله ﷻ قرر أن يجعل في الأرض خليفة يخْلُفه في الأرض ليعمرها ويعيش فيها (إلى أجلٍ مسمى) عنده هو.
وهذا الخليفة هو من صُنْع الله ومن إنتاجه هُو، فهذا المُنتج كأي مُنتج ملموس، ليعمل بالشكل الصحيح بكامل مميّزاته التي وضعها صانعه فيه، يحتاج إلى
“دليل المستخدم”(User Manual)
دليل المستخدم هذا هو هدى الله الذي هو (دين الله في كتاب الله).
👨🏼‍🦰: كيف وصلنا هذا الكتاب؟
🧔🏻: عن طريق رسله الكرام، سلام الله عليهم جميعاً.
👨🏼‍🦰: وماذا يوجد في هذا الدليل؟
🧔🏻: كل ما يتعلق بهذا الإنسان من أحكام إلى غيبيات إلى حلول للمشاكل التي قد تواجهه، بالتالي كلما إتبعنا ما جاءنا من الخالق الصانع، بالضرورة سيصلح حالنا، وسنخلف الأرض بالطريقة الصحيحة التي أرادها الله ﷻ
قال تعالى:
﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن …﴾
يبقى السؤال الآخر الذي لا يقل أهميةً أيضاً.
👨🏼‍🦰: تقصد كيف نعبد الله لنحقق مراد الله؟
🧔🏻: نعم، الجواب نجده في دليل المستخدم (كتاب الله) ستجد بعد كل كلمة أُعبدون أو عبادي هذا صراط مستقيم ..!)
فأين هو ((هذا)) الصراط المستقيم؟
👨🏼‍🦰: أين أجده؟
🧔🏻: تجده مرتبطاً بالتحريم حصراً، فكل آيات التحريم هي الصراط المستقيم، وجاءت الآية 150 في سورة الأنعام معددة للجزء الأكبر من المحرمات.
👨🏼‍🦰: إذن العبادة المقصودة تكمن في إتباعنا لصراط الله المستقيم والذي هو الإبتعاد عن المحرمات؟
🧔🏻: بالضبط، فالخط الفاصل بين عبادة الله وعبادة الشيطان هو هذا الصراط!
👨🏼‍🦰: كيف ذلك!!؟
🧔🏻: لأن وعد الشيطان وتحدّيه لله بأن يغوينا ويبعدنا عن عبادة الله، كان تحديداً بأن يبعدنا عن صراط الله المستقيم.
قال تعالى:
﴿قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم﴾
وهو الصراط الذي نطلب من الله أن يهدينا إليه كلما قرأنا فاتحة الكتاب!!
لذلك:
أي إتباع لصراط أو سبيل غير صراط الله، حتماً سيؤدي بنا إلى الضياع والهلاك، ولن يؤدي إلى الصلاح الذي أراده الله في خلافتنا لهذه الأرض.
فكل من تبع صراط الله دخل في عباد الله الصالحين الذين وعدهم الله بأن يرثوا الأرض.

#شغّل_عقلك

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Exit mobile version