كتّاب

قلب في الشارع…


قلب في الشارع

في الشارع قلبٌ من ظمأٍ
يتسكع بين امرأتينْ
يتهجى الحب مع امرأةٍ في الشمس
تبيع الدمعَ ويرسم للأخرى بالدمع يدينْ
يتسلق نخل الأحلام
ولا يخشى شوك الأيام
ويمشي كالماء بلا قدمينْ
ويعود مساءً كالحزن كبيرا
وبسيطا مثلي
ليكون بلادا لامرأتين

في الشارع
قلبٌ صوفيٌ إنساني
يتوضأ بالعطر.. يصلي
في الحضرة عشر أغانِ
لا يعرف غير الحب طريقا
نحو الله .. لأنّ العاشق أسرارٌ ومعانِ
وأنا أفترش الدنيا
وأغني للفقراء بعيداً عن أحزاني
وأنا كالوطن المجروح أعاني
لكني بالحب أكون طروبا
ويكون الحزن زهوراً في أغصاني

في الشارع
قلبٌ مجنونٌ ضائعْ
مجنونٌ كرياح الفصل السابعْ
يتحرش بالأزهارِ
ويكشف عن قلب فتاةٍ
تستعرض فخذيها في عين صديقي
وصديقي جائعْ
وأنا في الشارع أبحث عني
عن ظلي عن قدري عن وطنٍ رائعْ

في الشارع
قلبٌ يتنهّد ضوءا
لتموت العتمة قهرا كالملك المخلوعْ
يتضوّر أوجاعاً حتى لا يبقى في الدنيا قمرٌ موجوعْ
ينتظر امرأة المستقبل في دمها
ويخبيء في ذاكرة الحب بلادا من وردٍ وشموعْ
يترنح في المرآة بكل هدوءٍ كيسوعْ
يتهيأ للدخلة بعد الجرحِ
لكي لا تلد الدولة شعبا من جوعْ

في الشارع ،
قلبٌ مثلي مكسور الصوتِ ،
شجيٌ مبحوح الصمتِ ، ثريٌ بالمزيكا
وهنالك ذئبٌ في عاصمة الأوجاع
يفتش عن شهوة ” مونيكا ”
ثملٌ ، يمشي بالكاد على عكاز عجوزٍ من أمريكا
غجريٌ ، يتعاطى أنواع حبوب
الجنس ومنع الحملِ ليقضي ..
نصف مساءٍ فوق العرش مع أمريكا
وهنالك في ذات الشارع أفعى
عمياء تنادي بالموت لأمريكا
لكن الأفعى
لا تلدغ إلا قلبي
فأموت أنا ويموت الحب، تموت المزيكا

في الشارع
قديسٌ قنبلةٌ
في يده اليسرى مسبحةٌ حمقاءُ
وفي اليمنى قارورة ويسكي
قديسٌ يطبخ بالفتوى
ما شاء طعاما أو حلوى
يأكلنا لحماً مفروما
وقلوباً كانت من قبل بيوتا للتقوى
قديسٌ
يأكلنا باسم الله
يقاتلنا من أجل الله
ويدعونا أن نعبد ربّاً غير الله ويبكي
وأنا والأيتام معي في الشارع نبكي
فلمنْ يا الله سواك سأشكو .. ولمن أحكي

في الشارع
قلبٌ مغتربٌ .. في الشارع جرحْ
يتسول في الصحراء رغيفا
ولدينا أمّ من قمحْ
ولدينا الجنة .. كلّ الجنة لكنّا
نحتاج أباً لا يؤمن بالصفحْ
نحتاج أباً ينتزع الماء من النار ويأتي بالقمحْ
نحتاج إلى بلقيسٍ أخرى لا تكشف عن ساقٍ في صرحْ

في الشارع قلبي
أو قلبك أو قلب شهيدٍ
أو قلب امرأةٍ ثكلى
لا أدري
لكني أعلم أنّ الشارع مزحومٌ بالقتلى
قتلى يمشون على إيقاع الأوجاعِ
ويأتون على الباصاتِ
ينامون عرايا في المقهى
أو فوق رصيف مفروشٍ بالحزنِ
ويبكون دموعا كالآياتِ
بكل صلاةٍ تتلى
لا شئ على الله من الإنسان أعزّ وأغلى
لا شئ على الإنسان من الأوطان أعزّ وأغلى
لا شئ من الشارع أعلى

في الشارع
قلبٌ مثقوبُ القلب يقاومْ
يتهادى كالضوء على الدنيا
ويغار على الشارع من أقدام الليل الحاكمْ
لا يركع إلا لله وللوطن العالي والحب وللإنسان الحالمْ
لا يضحك إلا للزمن الناعمْ
هو قلبٌ يأتي كملاكٍ من خلف الغيبِ
يعلّم أطفال الروحِ
بأنّ الحرية لا تنمو في الوطن النائمْ
في الشارع
قلبي مفتوحٌ للناس
بسيطٌ كنبيّ جاء من الاعلى ليقاومْ
في الشارع
شعبٌ عربيٌ لايمكن أنْ يسكت إلا
إنْ كان هو الحاكمْ
في الشارع شعبي
لا يمكن أنْ يقبل شعبي أبداً بإلهٍ ظالمْ

٢٠١٢

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى