مفكرون

فى يوليو 1979 سافرت مع د. بطرس غالى على شركة سيوس اير الى…


فى يوليو 1979 سافرت مع د. بطرس غالى على شركة سيوس اير الى جينيف التى بتنا بها ليلة واحدة ثم توجهنا الى مونروفيا عاصمة ليبيريا حيث كان د. بطرس يرأس الوفد المصرى فى مؤتمر القمة الافريقى الذى القى فيه انور السادات كلمة وسط اجواء غير مرحبة به. المهم قبل ان يحضر السادات كان المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية وكان د. بطرس قد امر باستخراج تصريح عضو وفد لى ولحمدى فؤاد رئيس القسم الدبلوماسى للاهرام آنذاك… كانت الاجواء فى منروفيا مشحونة ضد مصر وقتها لان غالبية الدول الافريقية كانت ضد كامب ديفيد.. المهم انه فى يوم اقام السفير المصرى فى مونروفيا مأدبة عشاء على شرف د. بطرس… وعندما عدنا الى الفندق وقفنا فى انتظار الاسانسير للصعود الى غرفنا. وفجأة ظهر وزير خارجية ليبيا على التريكى الذى كان من اشد المناهضين والمهيجين ضد موقف مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ثم اتفاقية السلام.. وتردد التريكى (الذى ربطتنى به علاقات طيبة عندما عين سفيرا لبلاده فى باريس فيما بعد لكنه لم تحن الفرصة لاذكره بهذا الموقف للاسف الشديد) تردد عندما رأى الوفد المصرى لكنه لم يكن من الممكن ان يتراجع واستمر فى سيره فى اتجاه الاسانسير. ويبدو ان د. بطرس توجس شرا وتوقع ان يتحرش به التريكى فاراد بحنكته المعروفة ان يأخذ زمام المبادرة وان يضع الخصم فى موقف الدفاع عن النفس فقال بأعلى صوته: ايه ياعلى؟ فين الشنط؟ مش شايف الشنط يعنى؟ ( وكان قد اشتهر آنذان ان ليبيا تدفع “رشاوى” لمندوبى الدول ليصوتوا على هوى ليبيا وكان يضعهون النقود فى شنط) اكفهر وجه التريكى واصبح واضحا انه يبحث عن رد يفحم به د. بطرس وظل وجهه عابسا وكأنه يبذل مجهودا كبيرا فى التفكير. عندها وصل الاسانسير ودخل الوزيران ومجموعة محدودة من المرافقين منهم العبد لله… وعندما انغلق باب الاسانسير تفتق ذهن التريكى عن رد فقال: فين القلم اللى مضيت به اتفاقية الخيانة فى كامب ديفيد يابطرس. فيه القلم؟ وبسرعة شديدة اجاب د. بطرس : “عايز تشوفه ياعلى؟ عايز تشوفه ؟ اطلع هولك ياعلى ؟” ثم اخذ يقوم بايحاءات واشارات واضحة لا بد انكم فهمتوها يااصدقائى… ثم اضاف ” اطلعهولك ياعلى؟ عايزنى اطلعهولك؟ لم ينبس التريكى بكلمة واحدة. وعندها انفتح باب الاسانسير.. ولا اذكر من خرج اولا.. لكن اذكر ان المواجهة توقفت عند هذا الحد وكل واحد راح على اودته ينام.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫28 تعليقات

  1. موقف على التريكى من معاهدة السلام كان هو نفس موقف كل رؤساء الدول العربية ، والسواد الاعظم من المصريين .
    تصرف مثل تصرف بطرس غالي يعد سفالة.

  2. عملوا وقتها إذاعات تشتمنا ليل نهار علشان سعينا لاسترداد ارضنا بكل السبل و الرد ده شيء لا يذكر جنب اللي كنا بنشوفه و نسمعه من اذاعات و اعلام حكومات ليبيا و سوريا و العراق

  3. ليس كل ما يعرف يقال وليس كل ما يقال حان وقته وليس كل ما حان وقته حضر أهله وليس كل من حضر أهله صح قوله . ( علي بن أبي طالب )

  4. أعتقد يا صديقي ان التريكي كان معنا في الكلية وفي قسم الصحافة. واتذكر انه قضى فترة في مصر في ٥ شارع الرشيد في مدينة الأوقاف حيث كنت اسكن في الستينات.

  5. استاذ شريف: عرفت أن د. بطرس غالى فسر تصادمه هذا مع المسئول الليبى لعدد من شباب الدبلوماسيين قائلا انه تحدث فى حياتك الدبلوماسية حدث نادر، ربما يحدث مرة واحدة فى حياتك،يستوجب التخلى عن اللغة الدبلوماسية وان تكون قليل الادب،حيث أن الشخص الآخر لا يفهم لغة اخرى سواها

  6. كان اول موءتمر احضره مع منظمه الوحده الافريقيه ازاي ماشفناش بعض؟ فاكر القريه الرءيساسيه وقريه الموظفين في وسط الغابه وفندق الوفود بجوارها؟ كان اول لقاء لي بالقاره السوداء

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى