كتّاب

فى تلك الفترة حدثت مهزلة الغرانيق الشهيرة، وهى باختصار أن…


فى تلك الفترة حدثت مهزلة الغرانيق الشهيرة، وهى باختصار أن محمدا كان يصلى فى الكعبة ويقرأ القرآن بصوت مرتفع، فقرأ :أفرأيتم واللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، ثم أكمل محمد قائلا: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى.!
بالطبع ذهلت قريش من هذا التحول الجذرى فى فكر محمد، فماكاد محمد يسجد بعد تلاوة تلك الآيات حتى سجد وراءه جميع من كان فى الكعبة بلا إستثناء، فقد أزال محمد سبب الخلاف بينهم واعترف بآلهتهم وقدرتها على الشفاعة، ومن ثم فلاوجه للخلاف بينهما، فهم مثله تماما يؤمنون بإله واحد قابع هناك فوق السحاب، وماأصنامهم إلا وسائط لتقربهم من الإله الواحد، ومادام محمد يعترف بالوسائط الوثنية، فهم يؤمنون بوجود إلهه فعلا وبهذا ينتهى الإشكال.!

“محمد الذى شعر بالإرهاق والسأم إزاء عناد معارضيه، تفرس فى وجوه من يصغون إليه علامة على رغبتهم فى التسامح والصداقة، فألقى إليهم ببضع كلمات تلاطفهم وتماشيهم، وقد سروا بذلك وسجدوا مع محمد، (دراسة فى السيرة المحمدية، على الدشتى، ص 55 ).!

هذه الحادثة ذكرها الشيخ رفاعة الطهطاوى أيضا، وللأسف الطهطاوى رغم مكانته العلمية التاريخية، إلا أنه فى مسألة الإيمان يتحول إلى أراجوز مضحك، وبهذه المناسبة نوضح للناس أن الطهطاوى لم يكن من الطلاب الذين أرسلهم محمد على للتعليم فى أوربا، بل كان شيخ مرافق للطلبة كإمام للصلاة لاأكثر، ولعل هذا مادعاه إلى تبنى هذا الرأى الغريب:

“إرتصده الشيطان فى سكتة من سكتاته، فألقى عندها: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتجى، محاكيا نغمته بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قول النبى ص وأشاعها، فوقعت فى قلب كل مشرك بمكة”.( نهاية الإيجاز فى سيرة ساكن الحجاز، رفاعة الطهطاوى، ص 113 ).!

الطهطاوى الرجل المحترم يقبل على نفسه أن يعمل قوادا للإسلام فيدلس علينا بهذه الطريقة المضحكة، فالشيطان قلد صوت محمد، وسمعه الكفرة ولم يسمعه المسلمون ولا النبى، وعندما أخبر جبريل محمد أنكر أن يكون قد قال هذا الكلام، طبعا محاولة ساذجة وحقيرة من الطهطاوى الذى يتحول فى لحظة من مفكر محترم إلى قواد إسلامى، وكل هذا فى سبيل أن يؤكد عصمة محمد وتنزيهه عن الخطأ أو السهو.!
وللأسف لم تكتمل سعادة القرشيين بالسلام الذى حل عليهم بكلمة واحدة تخرج من فم نبى أو ثرى منهم، فماهى إلا أيام قليلة، وربما ساعات لا ندرى، إلا وتنكر محمد لقرآنه الذى قرأه على رؤوس الأشهاد، وادعى أن الشيطان هو الذى ألقى بتلك الكلمات الغير مباركات على لسانه، فهى ليست وحيا من السيد جبريل مرسول الرب، وبالتالى فهو يعتذر عن هذا الخطأ الغير مقصود، ويسحب كلماته المقدسة لأنه إكتشف أنها شيطانية مدنسة لا جبريلية مقدسة.!!!
بالطبع من ينظر للصورة من الخارج من وجهة نظر قريش أو حتى من وجهة نظر عقلانية، يرى بكل وضوح محمد الذى لا يستطيع التفرقة بين الإله والشيطان، فكيف يكون هو صديق جبريل وحبيب الرب، وفى نفس الوقت يكون ضحية أو مطية لدعابة شيطانية مدمرة مثل هذه؟ لا يمكن أن تكون هذه ديانة جدية، بل هى على أحسن الفروض مهزلة فكرية .!
ولم يتوقف أحد المسلمين يوما ليتساءل كيف يتقمص الشيطان دور الإله ويوحى إلى محمد؟ ولماذا لا يكون الشيطان هو صاحب الوحى الأساسى بينما إله السموات هو صاحب هذا الوحى العرضى؟ كيف ينطق نبى بكلمات من عند الله ثم ينكرها وينسبها للشيطان؟ هل العلاقة بين الإله ورسولة على هذه الدرجة من الهشاشة والتفاهة؟ بل كيف يمكن التفرقة بين الوحى القادم من الإله من الوحى القادم من الشيطان؟ إن هذه الحكاية تجعل موضوع الوحى شديد التفاهة وتجعل الإله ضعيف للغاية أمام العبث الشيطانى، وللأسف لم يتوقف أحد أمام هذه المأساة ويحكم عقله فيها.!


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫12 تعليقات

  1. فعلا كانت التماثيل تقدس كوسيط منظور لاله غير منظور يرجون عن طريق هذا الوثن نزول المطر او مباركة حياتهم وحروبهم ووقايتهم من اى شر . وهذا ينطبق الآن على الهندوس . فهم يقدسون البقرة فهى رغم قوتها وضخامتها فهى مرسلة من عند الله ولهذا بها كل هذا الخير للبشر

  2. في بداية الوحي المزعوم أساسا هو كان لا يعلم و لا يفرق بين الملاك أو الشيطان الذي ظهر له في الغار ..
    و رجع مذعورا ..و احتاج الى أفخاذ خديجة التي حسمت الأمور
    و لو و نفسه كان متشكك يقول ( اخاف أنه الشيطان )
    👇🏻👇🏻👇🏻

    البداية والنهاية من كتاب بداية الوحي لإبن كثير جزء 3 :

    فَأَرْسِلِي إِلَيَّ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَسْأَلُهُ، وَأَسْمَعُ مِنْ قَوْلِهِ وَأُحَدِّثُهُ ; فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ جِبْرِيلَ ; فَإِنَّ بَعْضَ الشَّيَاطِينِ يَتَشَبَّهُ بِهِ لِيُضِلَّ بِهِ بَعْضَ بَنِي آدَمَ، وَيُفْسِدُهُمْ حَتَّى يَصِيرَ الرَّجُلُ بَعْدَ الْعَقْلِ الرَّضِيِّ مُدَلَّهًا مَجْنُونًا ….

    أما خديجة فعرفت الملاك من الشيطان
    👇🏻👇🏻👇🏻
    فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: أَبْشِرْ ; فَوَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لَنْ يَفْعَلَ بِكَ إِلَّا خَيْرًا، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِي تَنْتَظِرُهُ الْيَهُودُ، قَدْ أَخْبَرَنِي بِهِ نَاصِحٌ ; غُلَامِي وَبَحِيرَى الرَّاهِبُ وَأَمَرَنِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً. فَلَمْ تَزَلْ بِرَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حَتَّى طَعِمَ وَشَرِبَ وَضَحِكَ، ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الرَّاهِبِ، وَكَانَ قَرِيبًا مِنْ مَكَّةَ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْهُ، وَعَرَفَهَا. قَالَ: مَا لَكِ يَا سَيِّدَةَ نِسَاءِ قُرَيْشٍ؟ فَقَالَتْ: أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ لِتُخْبِرَنِي عَنْ جِبْرِيلَ. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّنَا الْقُدُّوسِ! مَا بَالُ جِبْرِيلَ يُذْكَرُ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ الَّتِي يَعْبُدُ أَهْلُهَا الْأَوْثَانَ؟ ! جِبْرِيلُ أَمِينُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَى أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ، وَهُوَ صَاحِبُ مُوسَى وَعِيسَى

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى