قضايا المرأة

فاتو ساو نشارك معكمن اليوم نبذة تعريفية عن واحدة من أهم المنظرات النسويات في اف…


📌فاتو ساو

نشارك معكمن اليوم نبذة تعريفية عن واحدة من أهم المنظرات النسويات في افريقيا فاتو سو هي عالمة اجتماع ومنظرة نسوية من السينغال، كانت من بين الجيل الأول من الباحثات الأفريقيات بعد الاستقلال، اللواتي، أعطين صوتًا ليس فقط للقضايا الإفريقية، ولكن أيضًا للنساء.
أصدرت العديد من الانتاجات حول الدراسات النسوية والنقد النسوي حول مواضيع مختلفة تتراوح بين النسوية والاستعمار والقضايا البيئية والإنجابية والجنـــ-سانية وتأثير الدين والثقافة على مواطنة النساء.

أصبحت فاتو سو أستاذة في جامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار. في أواخر عام 1980، وأعدت أول دورة نسوية، في عام 1988، في جامعة داكار، في بيئة شديدة المقاومة. قامت بتدريس دورات حول المرأة في إفريقيا وعلم اجتماع الأسرة والعلاقات بين الجنـــ-سين. أسست مع عائشة إمام وأمينة ماما معهد النوع الاجتماعي في CODESRIA منذ عام 1994 والذي يوفر تدريبًا على النوع الاجتماعي للباحثين الأفارقة. في عام 1999 ، نظمت المؤتمر الدولي الثاني للبحوث النسوية في البلدان الفرنكوفونية. وهي المنسقة الدولية لشبكة “النساء تحت القوانين الإسلامية في غرب إفريقيا”.

لم تكن مسيرة فاتو سو المهنية عادية، فقد دخلت مجالًا محفوفًا بالقنابل الاستعمارية والذكورية، فالعلوم الاجتماعية والإنسانية سيطرت عليها لوقت طويل السلطة الاستعمارية والاحتكار الذكوري، كان عليها أن تكون مدفوعة بإرادة حديدية لتنجح في ترسيخ نفسها كعالمة اجتماع نسوية افريقية في مجال انتج لوقت طويل دراسات مغلوطة عن الشعوب الافريقية، ورسخ الهرميات التي غيب أصوات النساء الافريقيات وحقهن في صياغة حقائقهن الخاصة.

وأوضحت أن ما كان دائمًا مهمًا بالنسبة لها هو إجراء نقد نسوي للعلوم الاجتماعية في إفريقيا، نقد يواجه ويفكك التاريخ والحاضر الاستعماري لكنه يخترق أيضًا النسيج السلطوي الأبوي داخل المجتمعات الافريقية سواءً تعلق الأمر بالسلطة السياسية أو الثقافية والأصولية الدينية التي تهدد حقوق النساء الأفريقيات.
استخدمت فاتو سو العديد من الاستراتيجيات لكي تستطيع توظيف النسوية في المجال الأكاديمي الذي يعرف سلطة ذكورية . “في عام 1988، اقترحت دورة في” دراسات المرأة “في الجامعة لأنني كنت أعرف أنه إذا وصفتها بأنها “نسوية “، فسوف يتم رفضها.

قاتلت فاتو سو لمدة ثلاثين سنة من داخل جامعة داكار وانشئت معهد الجندر لكي تطبع وجود النسوية كمجال داخل الحقل البحثي للعلوم الاجتماعية في إفريقيا ينتج تصورات نسوية افريقية تقارب واقع النساء في القارة بأصواتهن، وتعترف بتظافر أنظمة الاضطهاد في السياق الافريقي حيث لا يمكن تجاوز دور الاستعمار في تشكيل مآسي النساء الافريقيات، وهنا كان لفاتو اسهاماً قوية في نقد وتفكيك شمولية النسوية القادمة من الغرب فهي حسب تصورها تمحو الاستعمار ولا تعتبره ناقلاً للنظام الأبوي في المستعمرات، واعتبرت أنه من الضروري للافريقيات أن ينفصلن عن هذه النسوية لأن الأوروبيات والأمريكيات هن نتاج تاريخهن الذي لم يردن تفكيكه.

من عمق تجربتها كإمرأة من بيئة مسلمة كتبت فاتو سو عن النساء المسلمات في غرب إفريقيا من منظور نسوي جنوب عالمي. لم تردد فاتو سو في مهاجمة القلاع الدينية والقلاع الأبوية القائمة على التقاليد الأفريقية، حيث قدمت دراسات مهمة فككت فيها دور الدين في اضطهاد النساء والتغيرات السياسية التي الحقتها الأصولية الدينية خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين على حيوات النساء.

بالنسبة لفاتو سو فإن سيادة الأصولية الدينية ساعدت النظام الأبوي على احكام قبضته بشكل أكبر على النساء. ولاحظت أن المرأة الأفريقية تواجه أصولية دينية مختلفة (إسلامية ومسيحية، ولا سيما الكاثوليكية والبروتستانتية) وبنى دينية ثقافية أتت مع الإسلام المعرب، والتي تهدف إلى إدارة أجساد وأرواح النساء. كما انتقدت فاتو سو بشكل كبير الحجاب واعتبرته سجنًا للمرأة، وانتقدت استخدامه كرمز للحرية من قبل النسويات في الغرب في تجاهل تام لواقع النساء اللواتي يعشن تحت سلطة الدين ويفرض عليهن في الدول الإسلامية.

تنضم أيضًا فاتو سو إلى السوسيولوجيات الافريقيات مثل أويرونكي أويومي، اللواتي يرفضن الحتمية الجندرية التي سادت الدراسات النسوية، والتي تهمش التنوع الجندري والجنـــ-ساني ولن يتوافق مع الفئات الاجتماعية المختلفة في إفريقيا. كما أنها لا تؤمن، بأن الأمومة والنظام الأمومي يمكن أن يكونا أساس القوة للمرأة الأفريقية. النظام الأمومي ليس قوة للمرأة. هذا النظام يقول لنا أنه من خلال وظيفة الإنجاب/الرحم، فإننا ننقل السلطة والثروات إلى الرجال.






يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى