كتّاب

على ماذا نخاف…


على ماذا نخاف

لم يعد في بيتنا ما نخسرُ
فعلى ماذا نخاف
وعلى أي احتمالٍ نحذرُ
كلّ شيءٍ حولنا يحتضرُ
فإلى أين يفر الشجرُ
وجفاف الرمل في أحداقنا ينتشرُ
منذ جاء الغجرُ
سقط الوقت البدائيّ على رأس الأغاني
وتشظى الوترُ
وآتى من آخر الصحراء صوتٌ أصفرُ
أطرب الوحل وناغاه الفمُ المستأجرُ
وتمادى في بلادي الخطرُ
فعلى ماذا نخاف
لم يعد في بيتنا ما نخسرُ
دخل الطاعون من أخطائنا الكبرى فهل نعتبرُ
ومتى نستغفر الله متى نستغفرُ
زرقة البحر التي كنا بها ننبهرُ
أرهقتها نزوة الرمل وغطاها الدخان الأحمرُ
أسطح الحب التي كنا عليها نسهرُ
غادرتنا منذ غادرنا لياليها وضاق المهجرُ
والسماوات التي كانت علينا تمطرُ
أصبحت تستعرُ
وأضعنا طرق النور وجاء الغجرُ
دخلوا منا علينا فلماذا ننكرُ
وعلى ماذا نخاف
لم يعد في بيتنا ما نخسرُ
هزمونا مرةً أخرى وخان العسكرُ
فمتى ننتصرُ
فجروا أنقاضنا الأولى
فهل في وجههم ننفجرُ
مزقوا خارطة الدنيا
وغاب الأبيض المعقول لما حضروا
فمتى عن قبحنا نعتذرُ
نقف الآن على اللاشيء لا نعلم ما ننتظرُ
غامض مستقبل التاريخ غامض
وهواء البحر والجغرافيا والنحو حامض
ومناخ الحرب قائض
فعلى ماذا نخاف
وعلى ماذا نفاوض
لم يعد في بيتنا ما نخسرُ
نثأر اليوم من الصحراء أو لا نثأرُ
لم يعد في بيتنا ما نخسرُ
فعلى ماذا يخاف الحجرُ
ولماذا لا نردُّ
كلما بالت على الحكّام نجدُ
فأعدوا
ما استطعتم واستعدوا
لا رعاة الإبل سادونا ولا ساد علينا مستبدُ
لا ولن يضحك في الآخر عبدُ
فعلى ماذا نخاف
لم يعد في بيتنا ما نخسرُ
رددي أيتها الدنيا نشيدي فنشيدي أخضرُ
لن ترى الدنيا على أرضي وصياً يأمرُ
فبلادي دائما تنتصرُ
عاشت الأرض ولا عاش الأخُ المُستكبرُ
فعلى ماذا نخاف
وعلى أيّ احتمالٍ نحذرُ
لم يعد في بيتنا ما نخسرُ
يسقط المستعمرُ .. يسقط المستعمرُ

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى