كتّاب

سيناريو ممكن للحظة دخول صنعاء……


سيناريو ممكن للحظة دخول صنعاء…

مقدمة:
كانت معركة صنعاء، قبل عام، جزءً من صراع يصل حتى تخوم إيران. كبرت كرة الثلج وصارت معركة صنعاء جزءً من صراع يشمل روسيا وأميركا.

السيناريو:
صار الطريق مفتوحاً، الآن، من مديريات صنعاء حتى الخليج العربي. بمقدور ناقلات الدبابات أن تتحرك آلاف الكيلومترات، عبر الصحراء العربية ثم الصحراء/ الجبال اليمنية حتى صنعاء وتجد طريقاً آمناً.
يعرف العرب، ومعهم العسكريون اليمنيون، أي إنجاز عسكري هو هذا.

٢. دخل الحوثيون صنعاء “وجابوها من قاصرها” فدانت لهم كل اليمن. وهو ما يريد التحالف العربي، والجيش اليمني جزء من ذلك التحالف، فعله. فلم يعد هناك من معنى لخوض “فكة” حروب صغيرة في إب والمحويت وذمار .. إلخ. بخلاف ما كان يقوله وزير الخارجية السابق، ياسين، فاليمن ـ بلى ـ تنتمي إلى ذلك الجدول الطويل من الدول المركزية الجنينية التي يصبح سقوط العاصمة فيها سقوطاً للدولة إجمالاً. والعكس صحيح.

ملحوظة:
حدثت الحرب الأخيرة، بتحالف صالح والحوثيين والقبائل، عندما تأكد هذا التحالف أن مخرجات الحوار الوطني ماضية في طريقها، وأن أولى مهامها تفكيك السلطة المركزية وتوزيعها.

تاريخياً، بالعودة إلى ١٩٩٣: بسبب من إصرار البيض على خطة الإصلاح السياسي والإداري، المتضمنة داخل بنودها الـ ١٨ التأكيد على تفكيك السلطة المركزية والخروج إلى نظام جديد غير مركزي .. تدهورت الأمور وآلت إلى الحرب. تماماً كما حدث قبل عامين، بطريقة مماثلة!

٣. مديرية نهم هي الأكبر في صنعاء، وها هي تتحول على نحو متسارع إلى مدرّعة. لم يعد بالمقدور ممارسة ضغط دولي عام لإيقاف حرب صنعاء. ثمة جيش كبير، وآلة عسكرية حديثة وتشكيلات مقاومة واسعة. اللعبة في أيدي أولئك الذين هم الآن في صنعاء يخوضون الحرب. لن تقف الحرب إلا بوصول مدرعات الجيش إلى شارع الستين وإعادة فتح دار رئيس الجمهورية.
يستطيع التحالف العربي الآن القول: لقد خرجت اللعبة من أيادينا وصارت كلها في صنعاء.

٤. الستار القبلي لصنعاء يتفكك. القبائل لا تخوض حروباً سوى إلى جانب المنتصرين، ولا تدخل حرباً سوى تلك التي تضمن فيها النصر. الفكرة التاريخية التي تقوم عليها القبيلة: هيراركية تسلم قيادها للأقوى. في الحرب: المتغطي بالقبيلة عريان.

٥. اعتقد صالح والحوثي أنهما سيواجهان جنوداً من الشارقة والخرطوم، فففتحا أعينهما على القرعان يدقون الأبواب. في البدء أشار الحوثي إلى صمود غزة في مواجهة العدوان، وتنبأ بنموذج مماثل في اليمن. أما صالح فذكر بفيتنام، ووصف اليمن بالمستنقع.
الجيش الوطني يحاصر صنعاء ليس على طريقة الأميركان في فيتنام، ولا الإسرائيلين في غزة.

الحرب المريحة التي يخوضونها بالدبابات ضد الكلاشنكوف في “البعرارة وثعبات” في تعز، ليست هي الحرب التي يواجهونها في “صحن الجن ونقيل بن كعلان”. ليست الأسماء لوحدها ما يبعث الوجل والرهبة، بل الآلة.

٦. دبابات، راجمات صواريخ، مدرعات، كاسحات ألغام، نواظير، فرق احترافية، صواريخ موجهة، مدفيعة أوتوماتيكية، رشاشات أميركية … إلخ، مدعومة بطائرات استطلاع، مقاتلات حديثة، وأسراب أباتشي جاهزة للتدخل. فضلاً عن مخزن من الذخيرة ممتد لمسافات واسعة..
يتحرك كل هذا بالتوازي مع تشكيلات ضاربة من المقاومة الشعبية، ومن القبائل التي تندمج على نحو متسارع مع هذه القوة “المنتصرة” القادمة من “ماوراء الفرضة”.

٧. على الجانب الآخر، بقيت تشكيلات من الحرس الجمهوري شاردة وبلا آلة ثقيلة. أخطر من ذلك: هربت قيادتها، أو انضمت إلى الجيش القادم. أما “أسراب الزنان الغبراء” التي أخاف بها الحوثي القبائل فلم تعُد تخيف أحداً سوى الباعة المتجولين.

٨. لن يمضي سوى وقت قصير حتى يرفد هذا الجيش بآلاف جديدة، وستكون أرحب قد انخرطت مع القافلة القادمة.

٩. في ساعة مبكرة من صباح وشيك ستنطلق التشكيلات العسكرية الرسمية والشعبية وستدخل صنعاء، وسيكتفي الحوثي بالقتال على طريقة حربه في عدن.

١٠. اعتمد سابقا على آلة ثقيلة وحشود بشرية كبيرة، وعلى الولاءات المتحولة. تلك الميزة صارت الآن حكراً على خصومه القادمين. أما هو فبقيت له الزنان الغبراء ومحمد المقالح.

١١. إذا خاض الحوثي حرب شوارع كما فعل في عدن فسينال صنعاء ما نال غيرها: البيضاء، تعز، عدن، لحج. ستكون الخسارات مريعة وستنتهي بهزيمة مروعة للحوثي. وقد تجر إلى عمليات انتقام واسعة ضد الطبقة الهاشمية الثرية في صنعاء، ممتلكاتها ودورها وحضورها ورجالها. قبل أن يضبط الجنرالات إيقاع الحرب ستكون خطايا كبيرة قد ارتكبت. فلم يصل عويل آل الرميمة في تعز إلى سمع قيادة المقاومة إلا عندما صار كل شيء يصعب إصلاحه!

١٢. لا يمكن لأحد تخيل الطريقة التي سينهي بها صالح حياته. قد يبيعه أحد رجال القبائل لشيخه بألف دولار، والأخير سيسلمه للمنتصرين بعشرة آلاف دولار، ربما. ذلك سعرٌ كبير للرجل بالنظر إلى الأيام الأولى من حياته.

١٣. في رواية تغريبة منصور الأعرج، التي كتبتها قبل الحرب بأشهر كثيرة، وجدتُ أني ذكرت اسم صالح مرة أو مرتين في الرواية. في مرة كتبت تعريفاً بالرجل: الذي ستهزمه الطائرات بعد ربع قرن من مقتل أحمد الوجرة.

نهاركم سعيد.
هابي فالانتاين.

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫47 تعليقات

  1. لا يمكن لأحد تخيل الطريقة التي سينهي بها صالح حياته
    قد يبيعه أحد رجال القبائل لشيخه بألف دولار 💵 والأخير سيسلمه للمنتصرين بعشرة ألف دولار 💵

  2. رؤؤؤؤؤؤؤعه فعلآ …
    ومما أعجبني .
    لا يمكن لأحد تخيل الطريقه التي سينهي بها صالح حياته . قد يبيعه أحد رجال القبائل لشيخه بألف دولار .. والأخير سيسلمه للمنتصرين بعشره آلاف دولار ربما .. ذلك سعر كبير للرجل بالنظر إلى الأيام الأولى من حياته …
    يا لها من نهايه مخزية في نظر من كان يبجله ومن لا زال يبجله ويمجده. .
    يسعد صباحك أستاذ مروان

  3. أظن أن تصريح العميد عسيري البارحة عن إصرار السعودية على المضي قدما في التدخل البري في سوريا يعني بأن حرب اليمن ضد اﻹنقلابيين لا بد أن تحسم بسرعة ، ﻹن السعودية لن تكون من الغباء بحيث تفتح على نفسها عدة جبهات في وقت واحد ..!!!

  4. كيف يكتب م.غ مقالاته المطولة؟
    بعد استلام الحوالة ، يقوم م.غ بالذهاب برفقة صديقته الى أحد المطاعم الفاخرة القريبة من مكان إقامته في #المانيا .. يختار طاولة في بهو المطعم الفاخر لانطل على أي نافذة أو مدخل. يقوم بتقليب لائحة الطعام ويبتسم في وجه صديقته (زوجته) وفي كل مرة يختار نوعاً مختلفاً من الطعام باستثناء شرائح الهام وبعض النبيذ الأحمر.
    في أغلب المرات وبناءاً على المبلغ الذي حصل عليه ؛ يطلب م.غ كمية كبيرة من الطعام وهو ما يؤذي صديقته وابنتها الرائعة هيلين والتي في الغالب لاتكون حاضرة في هذه المأدبة وتكون غالباً عند أحد الجيران. يحرص م.غ على التهام كل شيء باستثناء السلطة فهو لأيحبها ويرغم صديقته دائماً على تناولها تجنباً لما يعتبره إسرافاً في اهدار الطعام.
    يعود م.غ. الى السكن الجماعي الذي يقطنه محضراً معه وجبة صغيرة لابنة صديقته الرائعة هيلين بالإضافة الى هدية صغيرة في كل مرة يحصل فيها على مبلغ من المال.
    وبسبب الوجبة الثقيلة التي يحرص على التهامها في كل مرة ؛ يشعر م.غ. بالحاجة الى الذهاب الى الحمام ، حينها يأخذ قلمه وأوراقه التي يدون عليها رواياته بالاضافة الى مسجل صغير بحجم ١ جيجا وفي الغالب يطلب من صديقته تشغيل احدى سمفونيات بيتهوفن مع رفع الصوت ، بالرغم من شكوى جيرانه بسبب هذا التصرف في كل مرة.
    يدخل حينها م.غ. الى الحمام وعلى غير عادته يقفل الباب ويأمنه من الداخل ثم يبدأ جلسته المعتادة والمميزة فوق المرحاض فيمسك بأوراقه وقلمه بعد أن يضع جهاز التسجيل بجانبه بعد تشغيله.
    يبدأ م.غ. بعزف سنفونيته الخاصة التي تتداخل أصواتها مع الصوت الصاخب لسمفونية بيتهوفن خارج الحمام وفي نفس الوقت يدوّن تلك الألحان المركبة في عملية تستمر لأكثر من ساعة. حينها يخرج المسكين منهكاً ممسكاً بأوراقه الثمينة يراجع بعضاً منها بالاستعانة بجهاز التشغيل الصغير ثم يضيف بعض الأسماء اللامعة الى مدونته وينشرها عبر الفيسبوك وتتناقلها المواقع الإخبارية ويقرأها الكثيرون ويستحسنها عدد منهم قائلين “يا للروعة، المال الذي دفعته لم يذهب سدى ، وقد جعلني منتشياً ضاحكاً” ..
    توته توته خلصت الحدوتة..

  5. عجبني :
    – في الحرب: المتغطي بالقبيلة عريان.
    – عمليات انتقام واسعة ضد الطبقة الهاشمية الثرية في صنعاء، ممتلكاتها ودورها حضورها ورجالها. قبل أن يضبط الجنرالات إيقاع الحرب
    – لا يمكن لأحد تخيل الطريقة التي سينهي بها صالح حياته. قد يبيعه أحد رجال القبائل لشيخه بألف دولار

  6. صباح الخير يا صنعاء.. هل تسمعيننا بوضوح.. لم يبق بيننا وبين أن نستغني عن الهواتف للحديث إليك إلا ما تبقى في البطارية من طاقة..
    نلقاك على حب يا مدينة العشاق والنساك

  7. ويدخل الخليفة السابع والاربعون ديار الكفر (صنعاء) فاتحاً على صهوة جوادة الأبيض وقد تم قتل كل الرجال وسبي كل النساء والولدان (من لم ينبت منهم) وتوته توته خلصت الحدوته. شي معاك مجبار؟
    اعماكم حب الإنتقام..

  8. يا حمار يلعن ابوك وابو من علمك وابو من صدقك يافتال جزمة الزعيم اشرف منك ومن عائلتة العاهره في اروبا لو انت رجل كنت داخل الوطن مش تفتل داخل اروبا يابوق وفتال حميد الاحمر

  9. ” إذا خاض الحوثي حرب شوارع كما فعل في عدن فسينال صنعاء ما نال غيرها: البيضاء، تعز، عدن، لحج. ستكون الخسارات مريعة وستنتهي بهزيمة مروعة للحوثي. وقد تجر إلى عمليات انتقام واسعة ضد الطبقة الهاشمية الثرية في صنعاء، ممتلكاتها ودورها وحضورها ورجالها. قبل أن يضبط الجنرالات إيقاع الحرب ستكون خطايا كبيرة قد ارتكبت. فلم يصل عويل آل الرميمة في تعز إلى سمع قيادة المقاومة إلا عندما صار كل شيء يصعب إصلاحه..”
    هذا ماسيجعل هاشمي صنعاء يدفعون ب اتجاه تجنيب صنعاء مصيرا مدمرا

  10. تقرير
    فضيع ومتوقع
    الجزء منه حصل في نهم وما جاورها وسيحصل في ارحب على وجه السرعه
    انها لعبة المال والحرب والعتاد
    من يملك كل هذا سوف ينتصر

  11. إن كان للحُبِّ عيدٌ
    فلي حبيبي وعيدي .

    أو كانَ للعِشقِ دارٌ .
    أظنُـهـَا في وريدي .

    عشقتُ خِـلّا عطوفـاً .
    مُحبَباً للعبيدِ .

    على الأنامِ شهيدٌ .
    فـنِعمُـهُ مِن شهيدِ .

    فيا عيوني تباكــَي .
    لِذكرِهِ واستزيدي .

    ويا لِساني تغنّي
    بِذكرِهِ واستعيدي

    أنا غرامي بِــ طـَـــهَ .
    وفي هواهُ نشيدي .

    عليهِ صلّوا دوامــاً .
    يا كلّ قلبٍ مُـريــدِ .

    هيثم.الرصاص.tt
    13/2/2016م.

  12. ارجوك لا تزيد تكتب ، دكتور وقاص ومفكر ومحلل سياسي وخبير عسكري ، بطل استخفاف بعقول الناس، ليس معنى ان تستطيع حفظ قاموس المحيط وتراصف كلمات معناه انك خبير وتفهم كل شيء يحصل في اليمن وانت في المانيا ، ياراجل روووح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى