كتّاب

على الجروب السرى بكتب حواديت بلدنا، حوالى 90 حدوتة بتحكى…


على الجروب السرى بكتب حواديت بلدنا، حوالى 90 حدوتة بتحكى تاريخ مصر من خلال التحولات اللى حصلت فى قريتى الصغيرة، والنهاردة هاحكى لكم أغرب حدوتة هاتحس إنها فيلم من أفلام جيمس بوند، ويعلم الله والأصدقاء القدامى أنى ما أنطق إلا صدقا، حتى ولو كان أغرب من الخيال……………….
………………………………………………………

زمان فى أول السبعينات كان لينا جيران طيبين أقربهم لبيتنا كان بيت عم سلامة الطباخ، ودة راجل غلبان لدرجة أجر دور من بيته للمهاجرين بتوع السويس.
عم سلامة مخلف محمد أفندى مدرس العلوم بتاع مدرستنا الإعدادية، واحمد رفيقنا فى لعب الكورة ف ” الجونينة” بتاعتنا اللى كانت خرابة أيامها، ورقية الجميلة المؤدبة اللى بتمشى مشية العسكرى ومن أوائل البنات اللى لبست خمار ف بلدنا.
شوية واحمد بطل لعب الكورة معانا وربى دقنه، شوية وابتدى يستقبل ملتحين من برة البلد، شوية وانضم ليه كمان 12 شاب من الطبقات الدنيا ف بلدنا، ابن الخياطة، وابن النصرانى اللى أسلم، وابن فراش المدرسة، وأكتر من واحد عندهم مشاكل متعلقة بالشرف ف بيوتهم. فى آخر السبعينات انعزلوا عن الجوامع بتاعتنا وبنوا لنفسهم جامع بحرى البلد ماقدروش يكملوه واتعرش بالبوص، واحنا سميناه جامع السنية، بس الشهادة لله كل المترددين عليه كانوا فى قمة الأخلاق والأدب مع ابتسامة مريحة للقلب، مع إن لبسهم غريب، جلابية بيضا قصيرة وبنطلون أبيض وربطة طرحة ع الشعر غريبة علينا عاملة زى حردة النسوان وديلها ورا ضهرهم، بس كنا بنحبهم لأننا ماكناش لسة جربنا الإسلام السياسى.
يوم 5 أكتوبر سنة 81 قابلت الشيخ أحمد أدام محكمة الجيزة، سلم بابتسامته الجميلة المهذبة، تعالى معايا أوصلك البلد ياشخ، قال لى إنه عنده شغل ومش مروح، ماشى، تانى يوم يتقتل السادات فى العرض العسكرى والدنيا تتقلب ف مصر، واحنا بنتاببع الأحداث عن بعد ……..
بعد كام يوم لقينا عربيات مصفحة ومدرعات وجيش كامل محاصر البلد وداخل يقبض على أحمد، ليه يا جماعة؟ أ.
نعرف بعدين إن احمد قيادى فى جماعة الجهاد، وأمير التنظيم فى الجيزة، وصديق الشيخ أيمن الظواهرى، ومحمد عبد السلام فرج، صاحب كتاب ” الفريضة الغائبة”، ويبقى أحمد المتهم رقم 27 فى القضية.!!!

مفاجأة مذهلة هزتنا جميعا، بقى أحمد أمير تنظيم ومشارك فى قتل السادات؟

ييفضل أحمد فى السجن سبع سنين، ويخرج ونروح نسلم عليه بالأحضان والقبلات، صحيح أنا علمانى متطرف وهو إسلامجى متطرف، بس أصدقاء وجيران وحبايب كمان، كام يوم ويختفى أحمد اللى نعرف إنه سافر أفغانستان عند صاحبه أيمن الظواهرى، وغير إسمه ل ” أبو الفرج المصرى”.!!!
تختفى أخبار أحمد سنين طويلة لحد سنة 98 وتنفجر فى مصر قضية إسمها ” العائدون من ألبانيا”، ويحكى لنا المحامى منتصر الزيات قصة غريبة جدا تشبه أفلام جيمس بوند.!!!
الشيخ أحمد ماشى فى شوارع أذربيجان، ومعاه قيادى شهير من ناهيا إسمه أحمد النجار، ودة صديق حميم ل عبود الزمر بلدياته، عربية تقف جنبهم وينزل منها رجال المخابرات الأمريكية ويخطفوهم على طريقة عصابات المافيا، ويوصل الاتنين لمصر فى جهاز أمن الدولة المرعب.!!!
القضية تبقى قضية عالمية بيتابعها الإعلام فى العالم كله، بس أحمد يختفى جوة الجهاز والمحكمة تقول عليه هارب، ويوم الحكم على أحمد النجار بالإعدام يفجر مفاجأة أدام الصحافة العالمية، أحمد مش هربان زى مابتقول المحكمة، أحمد مسجون فى جهاز أمن الدولة باعتباره كنز معلومات، وغالبا هايتخلصوا منه طالما بيقولوا عليه هارب، وتقع المحكمة فى حرج بالغ أمام أجهزة الإعلام فى مصر والعالم، وتؤمر المحكمة فورا بإحضار سلامة من الجهاز المرعب اللى كان ناوى يصفيه، وتحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، ويتم ترحيله إلى سجن العقرب أقسى سجون مصر بعد سجن العزولى السرى.
تخرج إشاعة من المخابرات المصرية إن أحمد تاب وقبل المراجعات اللى عملوها فى السجون، لكن يقدر يوصل رسالة للصحف العالمية إنه رافض للمراجعات تماما، واللى يقبل إنه يمضى على الوثيقة دى يبقى خاين ويتم معاملته معاملة اليهود والنصارى، دة الشيخ أحمد صديقى الطيب الخجول بيهدد بتصفية أى سجين يقبل التعاون مع أجهزة الأمن والرجوع عن طريق الجهاد……….!!!!
يدخل أحمد سجن إنفرادى سنين طويلة جدا، لحد مايوصل مرسى للحكم بعد 14 سنة فى السجن الإنفرادى، وقبلها سبع سنين فى قضية إغتيال السادات، ويتم الإفراج عن احمد اللى يسافر على تركيا ومنها إلى سوريا، ويظهر فى فيديو شهير مع أبو محمد الجولانى زعيم تنظيم النصرة، ويعلن عن تأسيس ” جبهة فتح الشام”.!!
ويصبح الشيخ أحمد بطل أسطورى يشارك فى كل الحروب الإسلامية، من أفغانستان للشيشان، والبوسنة والهرسك والعراق وسوريا، ويقوم بدور كبير فى فصل جنوب السودان، وفى النهاية يصبح الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة بعد أيمن الظواهرى اللى تولى التنظيم بعد مقتل بن لادن.!!!
يوم 3 أكتوبر سنة 2016 يخرج الرئيس الأمريكى ويعلن القضاء على أخطر إرهابى على وجه الأرض، طيارة بدون طيار تقتل الشيخ فى أدلب السورية، ويعلن البنتاجون عن نجاحه فى عملية كبيرة للقضاء على رجل من أعتى الإرهابيين……………….
…………………………………………………………………………………………
سنة 2019 أمى تموت ونروح ندفنها ف الجبل، وبتقبل العزا بصلابة الرجال ومبتسم لطابور المعزين، والاقى راجل سبعينى بدقن بيضا طويلة بيترمى ف حضنى ويبكى، كان نفسى أشوفك ولو مرة قبل ماموت يا محمد، يطلع الأستاذ محمد سلامة مبروك مدرس العلوم فى مدرسة المتانيا الإعدادية، وشقيق أحمد سلامة، والمدرس زمان كان ليه رهبة مع احترام غير عادى، لقيت نفسى ببكى مع أستاذى اللى على أعتاب الأبدية، فما بالك وهو شيخ متزمت وانا علمانى متطرف؟
………………………………………………
وانا فى سجن العشرة ونص أحمد نادر بتاع العياط اللى جاى من 4 سنين سجن العقرب، قال لى محمود سلامة مبروك جاى لنا من قسم العياط، دة يبقى ابن استاذى محمد سلامة، وعمه أبى فرج المصرى واتسجن سبع سنين فى العقرب وأخد إفراج، طلع على مركز العياط ليلة واحدة، واتدور تانى على العشرة ونص، سبع سنين ليه يانادر؟ طب وانا ياحاج شومان واخد أربع سنين عقرب عشان ابويا واخويا واخدين إعدام وهربانين، أنا ذنبى ايه، محمود ذنبه إن عمه من أقوى مجاهدى الأرض، ودى كفيلة ف مصر انها تديله إعدام.
وف يوم واقف ف القفص اللى هو 15 متر فى 15 متر ومقفول بالحديد والسلك الحديد كمان، ودة مكان الزيارة والتريض، لقيت نادر جايب لى شاب طيب ملتحى بيقول لى أهه الشيخ محمود يا حاج شومان، فورا افتكرته، وأخدته ف حضنى وبكيت، أنا سايبه وهو مراهق على أعتاب الشباب من البيت للجامع، نقوم نتقابل أنا وهو فى معتقل سياسى؟ صحيح الدنيا صغيرة أوى، هى مصر كلها أوضة وصالة زى ماقال أحمد حلمى. حبيبى يامحمود عندك كام سنة؟ 35 سنة ياعم محمد وبكالوريوس تجارة ولااشتغلت ولا اتجوزت ومعتقل طول العمر لحد ماخدونى آخر مرة سبع سنين بتهمة ان عمى إرهابى، وانت عارف ابويا وعمى، قلت له والله يابنى أنا بكره الإسلام السياسى كله، بس ماشفتش أشرف ولا أجمل ولا أطيب ولا أحن من أهلك كلهم، وفاكرك وانت بالجلابية البيضا والشبشب والطاقية الشبيكة وانت رايح للجامع انت واخوك قبل كل آذان، بس كنتوا لسة عيال صغيرين أيامها، ألف سلامة عليك يا حبيبى، لو بإيدى حاجة هاعملهالك تأكد بدون نقاش.
وماكنش ف ايدى حاجة أعملها غير إنى ابعت له طلبات من الكانتين.!!!
الله يرحم موتانا، ويرحم الأحياء اللى فى انتظار رحمة مابتجيش من السما.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫29 تعليقات

  1. سيبك من الحواديت
    انا عايز اسمع رؤيتك( طبقا لمعايشتك معاهم فى المعتقلات) لمراحل تحويل اى واحد عادى لمتطرف وارهابى دولى لدرجه ان امريكا بجلاله قدرها تطارده

  2. كان لي صديق لم أكن أتصور او يتصور شخص انه ينضم للتنظيمات الجهادية…. بسأل عليه صديق جار له قال انه كان في البوسنة والهرسك ايام الحرب الأهلية….. شئ غريب التحول اللي بيحصل للشاب…. بالشكل الدرامي ده…..

  3. يااااا خبر فعلا ولا افلام جيمس بوند و مصدق كل حرف من اللي بتقوله وحقيقي سمعت عن ناس كانوا عايشين معايا في الواسطي وعرفت عنهم قصص وحكايات خطيره انجرفوا في الاسلام السياسي في السبعينات وما تلاها

  4. دااحناطلعناجيران انااخدت الابتدائيه والاعداديه من مدارس مزغونه في اول السبعينات بس مزغونه كانت قريه كبيره وهاديه

  5. يا عمنا أنا صديق قديم كنت فى الجروب وفى واحد مؤمن مش عاجبه أسمى راح مزحلءنى أتصرف لو سمحت يادكتور وإلا هبلغ حقوق الإنسان

  6. عصابات منظمه تعمل بخطط أبعد من أن يفهمها عامة البشر .
    ظهور اللحيه ومساجدهم والتوب والسروال الأبيض ظهروا فى قرى كتير فى مصر فى نفس الوقت اللى بدأ ينتشروا فى قرية حضرتك .
    شغل تقيل

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى