كتّاب

صلاةٌ للبلاد…


صلاةٌ للبلاد

سامح بلادك إنّ قلبك مصحفُ
وحمامةٌ حمراء فيك ترفرفُ

سامح بلادك ما استطعت لعلها
يوما من الأيام باسمك تهتفُ

قد لا ترى امرأةٌ على مرآتها
قمراً يكاد من الغواية يرجفُ

وكذلك الأوطان نحن نحبها
وعلى أصابعها سوانا يعزفُ

ياصاحب اللاشيء مالك واقفٌ
والحزن في عينيك لا يتوقفُ

هذا طعامك أنت كيف تركتهُ
وأكلت نفسك أيها المتصوّفُ

إنْ لم تشدّ الأرض من أطرافها
سيشدها من شَعْرِها مُتَطَرّفُ

وسيملأ المعنى سواك وتحتسي
دمك الرياح وتمتطيك وتعصفُ

جرّبتُ طعم الموت قبلك يا أخي
ورأيت في عينيهِ ما لا يوصفُ

موتٌ هو المنفى وموتٌ صمتنا
في البيت حين يسومنا مُتَعسّفُ

قتلى نجرُّ العار خلف ظهورنا
ونشمّ أنفسنا ولا نتأففُ

ما قام طاغيةٌ على أشلائنا
إلا وقمنا نحوهُ نتزلّفُ

جثثٌ تبارك للخليفة قتلها
جوعاً وأخرى بالغزاة تُعرِّفُ

جيفٌ هنا وهناك إلا أنها
تمشي على هاماتها أو تزحفُ

يتسلّل الغرباء من أخطائنا
فنضاعف الأخطاء لا نتخفّفُ

في نصف أمنيةٍ نعلّق جائعاً
منّا ونطبخهُ ليشبع مترفُ

ما كل هذا الموت في كلماتنا
يا رب حتى من كلامك نُخطفُ

لا تسأل الشعراء عن مأساتنا
فالشعر عند المخبرين موظّفُ

ويرى الروائيّون من نظّارةٍ
لا يُبصر المأساةَ منها موقفُ

سقط الجدار على الحكاية كلها
فكأنما التاريخ جرحٌ ينزفُ

لم تحفظ الرحمنَ فينا لحيةٌ
أبداً ولا صان البلاد مُثقّفُ

تتشابهُ الأحزان في أوطاننا
وكأنما كَتَبَ العذاب مؤلّفُ

وكأن أولاد الخطيئة إخوةٌ
في الرمل والفوضى ومالا نعرفُ

يتربصون بنا يدٌ تغتالنا
ويدٌ محلّقةُ الخيانة تقصفُ

سامح بلادك فالبلاد عزيزةٌ
حتى وأنت مُشرّدٌ مُتَخوّفُ

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

تعليق واحد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى