كتّاب

زيلنيسكي، الرئيس الأوكراني، يقدم صورة رائعة للقائد الشجاع والمثقف. يبلغ من العمر…


زيلنيسكي، الرئيس الأوكراني، يقدم صورة رائعة للقائد الشجاع والمثقف. يبلغ من العمر ٤٣ عاما، قبل الرئاسة كان مخرجا سينمائيا وكاتبا. نجح في انتخابات ديموقراطية في العام ٢٠١٩، واليوم يخاطب شعبه: حريتنا هي أغلى ما لدينا وسنقاتل عنها. الحرية التي يتحدث عنها زيلينسكي هي الحرية الليبرالية التي اختبرها ككاتب ومثقف، وجربها كمخرج. هذا المواطن العالمي الليبرالي الحر، المنتمي إلى عالم الكتابة قبل كل شيء، يستحق دعم كل مثقف في العالم، عدا المثقف الفاشي. هذا يوم خطير جدا على حضارتنا الراهنة بكل منجزها من الدواء إلى الرواية. قائد فاشي بحمل النووي على كتفه ويذهب إلى الحرب تاركا خلفه بلادا هشة اقتصاديا، كما تقول كل الأرقام القادمة من هناك. تحدت كونداليزا رايس، في مقالة، قائلة: أشيروا علي إلى مواطن واحد في العالم يذهب إلى السوق لشراء بضاعة روسية. هذه حقيقة يحاول بوتين إخفاءها بالحروب. سبق لأسلافه أن مارسوا اللعبة نفسها وأسقطهم الجوع في نهاية المطاف. انهيار السوڤييت مكننا من مشاهدة بلاد ما خلف الصواريخ. لم يكن هناك سوى الخراب. فقد أنفقت ألمانيا الغربية خلال ثمانية أعوام ٨٠٠ مليار مارك فقط في البنية التحتية لشرق ألمانيا التي كانت مخزنا رهيبا الصواريخ!

أوكرانيا قادرة على المقاومة، فليس لدى الأوكرانيين سوى بلادهم التي يعتقدون باستقلاها، وهم يتوفرون على الإرادة، يملكون قائدا منهم، اختاروه بمحض إرادتهك. لقد سئموا الإهانة الروسية لكبريائهم. الحقيقة أن زيلينسكي يدافع الآن عن الحرية في حقيقتها التاريخية، وعن كل معنى أخلاقي للحياة. هذا الحديث لن يروق للفاشيين المستترين، ومن يمثل الديكتاتور القاتل رجلهم القوي. أعني الذين هم بحاجة دائمة إلى الرجل.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى