كتّاب

ردًا على حاتم ابن الحويني، وارث المشيخة من أبيه، أحد أشهر…


ردًا على حاتم ابن الحويني، وارث المشيخة من أبيه، أحد أشهر تجار الدين من التيار السلفي.

لقمة في فم فقير خير من تكلفة عشرات الشجر من الكريسمس😉
– أحترم هذا المنطق جدًا، وأتفق معك في ذلك الأمر، لأنه فيه قيم ومبادئ راقية من الشعور بحاجة الآخر ومُساعدته، ولكن كُنت أحترمك أكثر يا عزيزي إن كُنت تسري بهذا المبدأ وتُطبقه في كل المواقف، وبكل أسف أنت مُصِّر على فضح نفسك وتأكيد للناس انك تاجر دين ولكن تاجر ضعيف الذكاء، حرمّت مشاهدة مبارايات كرة القدم وقلت عنها: إنها إلهاء للنفس، ومع ذلك رأيناك حاضرًا في مونديال قطر هذا العام بمنتهى الإزدواجية والتناقض مع النفس، وبمُناسبة قطر، لماذا لم توجه هذه النصيحة لدولة قطر التي أنفقت مليارات الدولارات على إستضافة مونديال لمبارايات كرة تُشاط بالقدم لا تنفع الناس في شيء؟، لماذا لم تقل لهم هذه الأموال أولى وأحق بها إصلاح الكثير من البلاد العربية التي دمرت وخربت؟ لماذا لم تقل لهم هذه الأموال أولى وأحق بها اللاجئين من المُسلمين في كل بلاد العالم؟ لماذا لم تقل لهم الفقراء أولى وأحق بهذه الأموال؟ الإجابة إنك لا تقدر على قول هذا أبدًا والسبب معروف للجميع وهو تربحك من وراء ذلك الكثير، ومن قدر أن يخدع أتباعه وأوهمهم بأنه دخل الإسلام على يده ثلاث أشخاص من المارة في نصف الساعة ليس بجديد عليه أن يدخل لأتباعه من هذا الجانب وبهذا الأسلوب الرخيص، وهو أن أموال شجر الكريسمس أولى بها الفقراء، وعلى رأي المثل: ” احنا خدامين إللي يدفع “.

وأيضًا علشان محرّم على المسلم التشبّه بـ النصارى ومشاركتهم أعيادهم.
– يا ليتك يا عزيزي تتشبه وتصل إلي قدر ولو ضئيل من أخلاق النصارى ومحبتهم ومُعايشتهم لجميع الناس دون أذى، ولو كنت تشبهت بهؤلاء النصارى لما كان هذا حالك.
– أولًا: لا نتظر منك التهنئة أو المعايدة، فـلم يُطالبك أو يجبرك أحد على ذلك في يوم، فأنت وأمثالك لا تفرقوا لنا في شيء ولستم في الحسبان من الأساس، بل بكل بجاحة في كل مناسبة عندنا تقحمون أنفسكم معنا وتطفلون علينا.

– ثانيًا: من قال لك أن تهنئة المُسلم لغيره أمر مُحرّم؟
هل تأخذ الحلال والحرام من كتابك الذي تؤمن به أم من إجتهادات وآراء وفتاوى بشر قد يخطئوا ويصيبوا؟
القرآن الكريم لم يقُل بهذا أبدًا، فأنت لا تتبع إلا آراء بشر لا تصلح لكل زمان ومكان وبكل جهل تقدسها وتراها صحيحة، آراء بشر لا تتوافق مع دولة مواطنة للجميع، آراء حمقاء لا تصلح في بناء دولة، فأتركنا نحن، وإحلم بالخلافة بعيد عنا.

الأعياد من الاعتقاد
– نعم عزيزي، ولكن من اعتقاد أصحاب العيد وحدهم وليس بالضرورة من يهنئهم، فمن يهنئ المُختلف معه هذا قوي الإيمان، وإيمانه ثابت بداخله ولم يتزعزع بمجرد كلمة تهنئة لا يُحمل فيها إلا تمني الخير والسلام للآخر، ولا أظن أن تمني الخير للآخر ضد الدين في شيء! ، فدينك الذي يؤمن به ملايين من البشر ليس ضعيف أو بهش حتى يتأثر من كلمة
” كل سنة وأنت طيب، عيد سعيد ”
هذا جهل مُستميت ولا يرتقي هذا الحديث مع تقدم العالم كله ونحن مشغولون هنا في النقاش والصراع على بديهيات إنسانية وأخلاقية واجتماعية.
المسيحي حينما يهنئك في مُناسباتك الدينية لا يكون مؤمن لا بالقرآن الذي تؤمن به ولا بنبيك الذي تتبعه، ولكن لم يجرحك أحد منا بكلمة تُعكر صفوة فرحتك بعيدك ويقول:
لا يجوز تهنئة المُسلمين بأعيادهم، ولا يجب علينا أن نشاركهم في ضلالهم، بل ندعوهم إلي الدين الحق، وندعوهم إلي المسيحية ونعرفهم المسيح من هو؟! ، وأيضًا لم يخرج أحد ليسخر ويهين ويسخف من أعتقادكم بعيدكم، ولم يقل لكم أحد أننا لا نؤمن بـ آخر بعد المسيح لأن المسيح قال: “سيأتي بعدي أنبياء كذبة كثيرين” ، ولم نتهكم أو نتهجم على دينكم وما تعتقدون به بأي شيء، فإرتقوا وتعلموا الادب.

عيد ميلاد الرب زعموا، وقد جاء في انجيلهم المحرّف:
– أنصحك يا عزيزي بأن تتفهم وتُدرك وتتعلم وتتبع تعاليم دينك جيدًا، قبل أن تجعل نفسك عالمًا في عقائد الآخرين، فبكل بجاحة ونقص شوهتم عقائدنا المسيحية عمدًا، ونقلتموها لأتباعكم بجهل وبغير علم، ونقلتم كل تعاليم الهراطقة والمبتدعين التي رفضتها وحرمتها الكنيسة وقلتم لأتباعكم إنها عقائدنا التي نؤمن بها وهذا كذب وغير صحيح، فحينما تفهم دينك أولًا تكلم في الأديان الأخرى كيفما شئت،
لا يعتقد مسيحي على جه الأرض بأن الله تزوج وأنجب وله ابن، فهذا غير منطقي وغير مقبول، وهذا الفكر الأحمق ليس له أي وجود داخل الكنيسة وليس له أي مصدر كتابي، بل من اختراع وتأليف أمثال هؤلاء الشيوخ، وفي كتاب تفسير الجلالين قال في ذلك الأمر إن الذين يعتقدوا بذلك ” هم فرقة من النصارى ” (فرقة) أي مجموعة أي فئة أي بعض وليس كل، ربما كانت بدعة يعتقد بها بعض الأشخاص ولكنها ليست من إيماننا المسيحي أبدًا، أما إن كنت تقصد عقيدة التجسد فلا يمكن لعقل كعقلك أن يفهمها ويدركها ويستوعبها، فسمو المسيحية وعمقها لم ولن تصل لهما أبدًا، فأدعوك للدراسة والبحث إن كنت تعرفهما من الأساس؟!!
أبحث من المصادر المسيحية، أبحث من كتب أهل الشأن والتخصص وليس من الكتب الإسلامية والشيوخ المسلمين الذين نسبوا تعاليم الهراطقة إلينا بمنتهى الجهل العلني، هذه نصيحة من أخ صغير حتى لا تصير أضحوكة أمام الناس.

– انجيلنا ليس محرّفًا يا عزيزي، هذه هي الكذبة الكبرى التي تتناقلوها جميعكم دون القدرة على اثباتها أو التدليل عليها، وإذا كان الكتاب المقدس محرّف كما تدعي، لماذا شهد له وقال عنه القرآن الكريم بأنه فيه هدى ونور؟ هل يضل الله الناس بإتباع كتاب محرف وغير صحيح؟ عشرات الآيات تشهد على صحة الكتاب المقدس وما جاء فيه، والكنيسة لها مئات الكتب في دحض هذه الفكرة، يمكنك الرجوع إليها لتتعلم إن أردت، وكتابي هذا إن كان محرفًا ما أعظمه وما أجمله وما أروعه، هذا الكتاب السامي والراقي الذي علمني أن أعيش بسلام مع الجميع وأحبهم بل أحب حتى أعدائي لا يمكن أن يكون به تحريف، وإن كان به تحريف فسيكون تحريف وتبديل وتغيير للقلوب المتحجرة التي تلين عند قرأته ليس أكثر من ذلك، وهذا الإتهام من السهل أن أوجه إليك ولكتابك ولكن ينقص الدليل، من السهل أن تلقي بتهمة على شخص ولكن من الصعب اثباتها، فإن كنت صادق فأئتني بالدليل وأنا أصدقك غير هذا، ستكون كاذبًا ومضللًا.

أخيرًا..
كفاكم تعصبًا وتطرفًا، البغضاء والكراهية وكل هذه الأفعال لا يمكن أبدًا أن تكون من الدين أو الإنسانية، إرتقوا عن هذا الفكر العفن والملوث، إن كنت ترى معايدتك لي مخالفة لدينك لا تعيد يا أخي أن لا أرضى أن أحملك اثمًا، ولكن لا تجرحني أو تجرح عقيدتي وتسخر وتستخف بها، الدين معاملة يا عزيزي، فأين معاملتك الحسنة في أبسط بديهيات الحياة؟ ، لا أريد أن أطيل أكثر من هذا لأني أر أن كاتب هذا السخف لا يدرك ما كتبه وليس على دراية كاملة بما تحدث فيه، أرجوا أن يكون لمصلحة الوطن إعتبار عندكم لعدم حدوث فتنة باستخدام الدين، فكل ما تكتبوه وتنشروه مكانه ليس في مصر دولة المواطنة والمدنية، إذهب إلي أفغانستان يا عزيزي.
وللحديث بقية..

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫7 تعليقات

  1. لما نبقى بنستشهد من القرون الأولى علشان نبعبد إله واحد، ويجي دلوقتي واحد جاهل يقولي أنت مشرك، هو أنا يا بني يا حبيبي لو مشرك هخبي عليك ليه يعني؟!
    هبقى مشرك في السر مثلًا؟ 😅

  2. لم يفرق لي كلام هذا الشيخ ابن الحويني السلفي بقدر ما صدمت من دعم وتأييد الآلاف لفكره ولما كتبه، نحن أمام كارثة إنسانية ووباء فكري عفن، لطفك يا الله!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى