كتّاب

خليل حنا تادرس.. والكتابة المبتذلة:…


خليل حنا تادرس.. والكتابة المبتذلة:
كنا بين أواخر المرحلة الإعدادية وأوائل الثانوي، نجتهد انا وأصدقائي حتى “ينكسر” في يدنا اتنين جنيه.. ونقوم برحلة إلى ميدان العتبة حيث فرشة كبيرة لجرائد ومجلات وكتب قديمة، ونتوجه إلى صف معين من الكتب ونختار من مؤلفات الأستاذ “خليل حنا تادرس” ما يروق لنا: أسرار ليلة الدخلة.. مذكرات إيفا.. خبايا الجنس وخفاياه.. كيف تكون رجلا مع زوجتك.. س و ج في الجنس.. وعليهم أغلفة مثيرة وفجة تسهل علينا عملية دفع المبلغ الكبير الذي وفرناه من مصروفنا القليل.. _وغالبا كان اسم المؤلف وهميا ولكنه قد صار ماركة مسجلة. . المهم نعود بغنيمتنا الثمينة بعد أن نكون قد عملنا جدولا لتداول الكتب بيننا.. فادخل بيتنا وأنا أضع الكتاب الذي اخترته تحت قميصي بحيث لا يلاحظه أحد.. وادسه بين كتبي.. وأظل أتحين الفرص لأخرج الكتاب وأقرأ عن الجنس وأسراره وألفاظه مماهو مثير ومؤجج.. وذات ليلة كنت أدس الكتاب الجنسي داخل كتاب اللغة العربية وهو أكبر منه بالطبع.. وانا مضطجع على السرير.. وامي تجلس على الكنبة المجاورة تدعي لي: “ينجحك ربنا ومايضيعش تعبك يا ضنايا “.. ويبدو ان الجزء الذي اقرأه من الكتاب لم يكن مثيرا بما يكفي.. فغلبني النعاس. وسقط الكتاب إلى جواري وتناولته أمي ورأت على غلافه الفتاة العارية والمثيرة.. وقرأت عنوانه: أسرار العملية الجنسية.. وجحظت عينيها وانهالت علي صفعا وتلطيشا وشتما.. ورغم العلقة التي أخذتها استحلفتها ألا تخبر أبي لأنني لم أكن استبعد أن يصل رد فعله إلى طردي من البيت ألي الشارع
كنا كلنا نعلم أن هذه “كتابه منحطه” يشتريها ويقرأها المراهقين لقضاء حاجة ملحة.. في غفلة من الأهل ومن الزمن.. ومن الناس المحترمين
أما أن يخرج علينا من يزعم انه كاتب ويكتب للناس وفي المجال العام ما كنا نخفيه عن أهلنا وماهو انكي واسفل واحط.. ويحدثنا عن التوستيسترون والمرأة الجميلة والإثارة والبرود الجنسي.. فهو أمر لم أكن أتصور ان يفعله الرجال المحترمين ذات يوم .. يسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى