كتّاب

جامعات السيسي استثمارية وليست أهلية:…


جامعات السيسي استثمارية وليست أهلية:
لا أعرف من أشار على السيسي بتسمية الأربع جامعات التى افتتحها الأسبوع الماضى بالجامعات الأهلية؟
فالجامعات الأهلية –كما يبدو من اسمها- هى تلك الجامعات التى ينشأها “الأهالي” بإرادتهم الحرة وبأموالهم الخاصة وأوقافهم، فى ضوء القانون العام فقط وبعيدا عن هيمنة الحكم والحكومة، كما حدث بالضبط فى أول القرن العشرين عندما سعت الحركة الوطنية لتأسيس “الجامعة المصرية” بعيدا عن كرومر وقبضته القوية. حنى أن سعد زغلول قد استقال من مجلس إدارتها لتعيينه وزيرا للمعارف فى وزارة مصطفى فهمى باشا 1906، وعندما رفض مجلس إدارة الجامعة تدخل وزارة المعارف فى تحديد مقرراتها ،أصرت وزارة المعارف النص فى لائحة الجامعة على أن لا تطلب الجامعة مساواة شهاداتها بشهادات المدارس العالية التى تمنحها الوزارة، هذه هى الجامعة الأهلية كما نعرفها وكما عرفها الوطنيين المصريين،
أما فيما يتعلق بتلك الجامعات يحق لنا أن نتساءل:
– لماذا أطلقوا عليها جامعات “أهلية” وهى ليست أهلية باى حال، وهى: جامعة الملك سلمان والعلمين والجلالة والمنصورة الجديدة، وماهى العلاقة بين الملك السعودى سلمان وأهلنا المصريين؟
– وكيف تقيم “الدولة” جامعات تتقاضى مصروفات تتراوح بين “98 و38 ألف جنيه سنويا” والمفروض انها تعمل وفق دستور أقسمت على احترامه، ينص فى مادته 19 على أن”تكفل الدولة مجانيتة التعليم بمراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية”
– وإذا كانت الدولة تستثمر المليارات فى تلك الجامعات فهل معنى ذلك أنها أدارت ظهرها لجامعاتنا الحكومية التى تعانى الفقر حتى خرجت جميعها من جداول الخمسمائة جامعة الكبار فى العالم
– ولا أعرف كيف يتجاوز القائمين عليها مأزق توجيه تلك الاستثمارات وهى “أموال الشعب وثروته الوطنية” لا ينبغى أن تنفق إلا فى مشروعات النفع العام، نحو تلك الجامعات الاستثمارية المقصورة على نفر من ابناء الأثرياء؟
– وأخيرا: عندما تمنح الجامعة لاستثماراتها ومصروفاتها مرتبات هائلة لأعضاء هيئة تدريسها، كيف نضمن ألا يكون هذا وسيلة لتفريغ جامعاتنا الحكومية من خيرة كوادرها وأساتذتها الفقراء؟

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى