#تواترنا_وتواترهم....

#تواترنا_وتواترهم.

مالذي يجعل تواترنا هو الحق، وتواتر غيرنا هو الباطل؟!
مالذي يجعل ماوجدنا عليه آباءنا هو الحق، وما وجده غيرنا عن آباءهم باطل؟!
ماهي حقيقة التواتر؟
وهل التواتر هو معيار للحقيقة؟
التواتر هو عمل حسّي وفيزيائي قام به فئة من الناس ثم أخذه عنهم أبناءهم واستمروا عليه ثم أحفادهم وأحفاد أحفادهم وهكذا حتى وصل إلى أشخاص بعد آلاف السنين.
هل استمرار الناس على القيام بشيء معين منذ مئات وآلاف السنين يُعطيه صفة الحقيقة ويُمنح #القداسة؟
دائماً نسمع الناس يدافعون عن بعض العبادات بأنها وصلت بالتواتر (كالصلاة والزكاة والحج وغيرها) وأنها حقيقة مُطلقة لأننا ورثناها عن أسلافنا تواترياً، وإذا حاولنا البحث في هذه المسائل ومناقشتها، يأتينا الرد الاستنكاري الذي اعتدنا عليه (يعني كل #المسلمين من 1400 سنة مافهموا الدين وأنت يلي فاهم الدين!!)
#التواتر يعتمد على عمل #الأكثرية، والأكثرية مذمومة في مواضع كثيرة في #كتاب_الله.
فمثلاً نقرأ:
✅ (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ)
✅ (أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)
✅ (أَكْثَرُهُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ)
✅ (أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
✅ (وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَٰكِرِينَ)
✅ (أَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَٰرِهُونَ)
✅ (أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
✅ (أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ)
فالأكثرية إذاً مذمومة في كتاب #الله في كثير من الآيات.
أنا لا أُنكر عليهم #عبادتهم لطالما أنهم مرتاحين لها ويشعرون بالروحانية معها.
لكن بالمقابل علينا أن لا نُنكر تواتر غيرنا في هذه البقعة من الأرض.
فالمسيحيين مثلاً وصلهم صلب #المسيح بالتواتر عن أسلافهم!!
و #الهندوس وصلتهم طقوس دينهم بالتواتر عن أسلافهم أيضاً!!
و #البوذيين و #الزرادشتيين وغيرهم، كلهم وصلتهم طقوسهم بالتواتر عن أسلافهم، وكل هذه #الأديان هي من أقدم الأديان، وأقدم من #الإسلام بآلاف السنين!!
فمالذي يجعل تواتر كل هؤلاء على باطل وتواترنا فقط على حق؟!
لدينا #الكتاب_المقدس!!
هم أيضاً لديهم #الكُتُب_المقدسة!!
لدينا #رجال_دين_ثقات وأُمناء على #الدين!!
هم أيضاً لديهم رجال دين ثقات وأُمناء على دينهم!!
لديهم كل ما لدينا!!
فلماذا نحتكر الحقيقة لأنفسنا!؟
ما أود قوله هو أن التواتر هو عمل البشر، والبشر بطبيعة الحال ليسوا معصومين، يُخطئون ويصيبون، فأعمالهم التي نُسمّيها (تواتر) ليست معياراً للحقيقة.
فلو كان تواترهم حقيقة ومُقدّس ولا يجوز المساس به، فمن باب أولى أن يكون تواتر من جاء قبلنا بآلاف السنين أن يكون حقيقة ومُقدّس ولا يجوز المساس به أيضاً.
#رسول_الله خَطَب بالناس في #صلاة_الجمعة بما لا يقل عن (500) خطبة، فأين هي تلك الخُطَب المتواترة؟!
من نقل لنا #أحاديث_رسول_الله وماذا كان يفعل حتى مع نسائه داخل بيت الزوجية، لماذا لم ينقل لنا على الأقل خطبة واحدة من تلك الخُطب؟! ألم تكن على مرأى ومسمع جميع المسلمين أنداك؟!
فأين هي إذاً؟
لماذا لم تُدوّن؟
أيهما أحق بتدوينه في كُتُب الأحاديث حتى يستفيد منها #المسلم:
حديث أن #الرسول أُعطي قوة أربعين رجلاً في الجنس أم خطبة من خطب رسول الله والتي فيها الحِكَم والمواعظ والدروس #الاسلامية؟!!
لماذا لم يُدوّن في كتاب #البخاري والذي يُعتبر (أصح) كتاب بعد كتاب الله، أيّاً من هذه الخُطب؟ (انتظروا الترقيع وفن اللف والدوران لهذه المسألة من المرقعين)
•الخلاصة:
التواتر ليس ديناً وليس معياراً للحقيقة ولا يُعطى صفة القداسة، فيه الصحيح وفيه الباطل، لأنه من فعل البشر والبشر بطبيعتهم غير معصومين.
إلّا إذا اعتبرنا أن أسلافنا #ملائكة غير معصومين!!