كتّابمفكرون

“تاريخ إثيوبيا القديم ، وصراع الحضارات”…


“تاريخ إثيوبيا القديم ، وصراع الحضارات”
تحتل إثيوبيا مكانة متميزة فى تاريخ القارة الإفريقية ، نظراً لكونها صاحبة أكبر حضارة إفريقية قديمة، والمعروفة بحضارة أكسوم ، ويرتبط تاريخ إثيوبيا القديم بتاريخ هذه المملكة الأسطورية ، والتى عاشت وإزدهرت لنحو عشرة قرون بدءً من القرن الأول قبل الميلاد حتى حوالى القرن التاسع الميلادى ، حين أسقطتها هجرات المسلمين .
نشأت أكسوم فى إقليم تيجراى بالقرب من سواحل البحر الأحمر، ولعبت دوراً هاماً فى تجارة العالم آنذاك ، حتى إعتبرت من القوى العظمى لزمانها ، فكان يقال هناك أربعة حضارات كبرى لذلك الزمن ، الفرس ، والروم ، والصين ، وأكسوم . ولقد إصطبغت حضارة أكسوم بالصبغة السامية نتيجة لهجرات العرب واليهود من اليمن إلى شرق إفريقيا خلال القرون الأخيرة قبل الميلاد ، وذلك بسبب سقوط الممالك الإسرائيلية فى الشمال ، وسقوط سد مأرب فى الجنوب ، ومازال علماء الأجناس يعتبرون الإثيوبيين من الشعوب السامية حتى اليوم ، نظراً لغلبة دماء المهاجرين الساميين عليهم . وقد أطلق اليونان القدماء على سكان أكسوم وشرق إفريقية تسمية الإثيوبيين ، أى محروقى الوجوه ، فأصبحت بلدهم تسمى إثيوبيا ، بينما أطلق عليهم العرب واليهود تسمية أحباش ، بمعنى مختلطى الدماء، نظراُ لإختلاط دمائهم بهم .
ولقد دخلت مملكة أكسوم الإثيوبية فى صراع مع مملكة كوش السودانية الأقدم منها عمراً، والتى كانت قد غزت مصر وكونت الأسرة الخامسة والعشرين حوالى سنة 730ق.م فى عهد ملكها بعنخى ، وذلك فى المرحلة الأخيرة من تاريخها ، عندما نقلت عاصمتها من نباتا إلى مروى ، وأسقطت مروى حوالى سنة 350 للميلاد ، بقيادة ملكها الشهير عيزانا ، وإنفردت بالنفوذ فى شرق إفريقية وحوض النيل.
وفى القرن الرابع الميلادى خضعت إثيوبيا ، أو بلاد الحبشة حتى ذلك الوقت ، للمؤثرات الرومانية المسيحية القادمة من مصر، فإعتنقت المسيحية القبطية ، وإنحازت للرومان فى سياستهم فى الجزيرة العربية والبحر الأحمر، و ألغى إمبراطورها عيزانا تسمية الحبشة ، وإعتمد بدل منها التسمية اليونانية القديمة ، إثيوبيا ، فى محاولة واضحة منه للبعد عن تراث الساميين.
وظلت مملكة أكسوم قوة عظمى فى إفريقية وحلقة وصل هامة فى التجارة العالمية بين الشمال والجنوب ، حتى قيام دولة العرب المسلمين فى المدينة خلال القرن السابع الميلادى ، ومانتج عنها من هجرات للقبائل العربية فى كل إتجاه ، وخاصة فى عهد الدولة الأموية ، مما عجل بسقوط أكسوم ، ونهاية الإمبراطورية الإثيوبية فى العصر القديم . لكن صدى التاريخ عاش حتى اليوم ، فى صراع الحضارات الباقى بين مكوناتها المسيحية والإسلامية واليهودية ، وبين مواقفها العدائية من الجيران !!!
copied منقوووول

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى