كتّاب

بعيدًا عن أن شنودة المسكين هذا رجع إلى حضن أبويه بالفتوى…


بعيدًا عن أن شنودة المسكين هذا رجع إلى حضن أبويه بالفتوى الدينية و ليس بالقانون أو الدستور المصري الذي ينُص على إحتكام المسيحيـين لشرائعهم ؛ لكن نشكر الله في جميع الأحوال ، نشكره من أجل تدبيره الصالح لكي يعيش هذا الطفل حياة كريمة و آمنة و مُستقرة ، و فرحتنا برجوعه إلى دار و بر الامان و الحب و الدفء والاحتواء تُنسِنا الطريقة التي رجع بها ، رجوع هذا الطفل لم يكُن انتصارًا لدين على دين آخر.. إطلاقًا ، و لا يُفكِر بهذه الطريقة إلا إنسان جاهل سطحي غير مُكتمِل العقل ، رجوع شنودة لو كان يُعّد انتصارًا ؛ فسيكون انتصارًا للإنسانية و الرحمة التي تغلبت و تفوقت على القانون ، فكان هدفنا هو رجوع إنسان سُلِب و نُزِع قسرًا و قهرًا من حضن أبواه ، تكاتفنا و تضامنا من أجل عودة شنودة الإنسان و ليس من أجل شنودة المسيحي فقط ، الديانة لا تهمنا في شيء و لم تكُن في اعتبارنا في يوم ؛ فنحن لا نبحث عن عددًا و هميًا على حساب تألُم و تعب و شقاء الآخرين ، فإذا وُلِد الطفل مُسلمًا و كبر و أراد المسيحية فليتفضل ؛ و إذا وُلِد مسيحيًا و أراد الإسلام فليتفضل ، فحرية الاعتقاد مكفولة للجميع ، و يقول القرآن الكريم بأن لا إكراه في الدين.. ولا خلاف أبدًا في ذلك ، فهذا الطفل البريء كان لا يُزيد الإسلام شيء أو ينقص من المسيحية شيء ، وإذا كان هذا الطفل مُسلمًا و حدث معه كما حدث مع شنودة كُنا سنفعل كما فعلنا مع شنودة وأكثر حتى يرجع داخل أسرة تُوفر له مستقبل و حياة أفضل ، الأديان خارج حلبات المصارعة و النزاع ، الأديان ليست طرفًا في هذه القضية التي أختُلِقت و أفتُعلِت من أجل الطمع الشيطاني الزائل ، فلم ينتصر الإسلام على المسيحية ، و لم تنتصر المسيحية على الإسلام ، فقط.. انتصرت الإنسانية و انتصر صوت الحكمة و العقل و المنطق و الحق و العدل و الرحمة ، فالعقل يقول أن يعيش هذا الطفل داخل أسرة مسيحية و يبقى مسيحيًا أفضل بكثير مِن أن يعيش مُسلمًا داخل ملجأ ثم يكبر و يُصبح غير سوي و فاسد يرتكب الجرائم انتقامًا من المُجتمع ، و أي إنسان سوي و طبيعي سيُفكِر بهذه الطريقة السليمة ، نُفكِر في مُستقبل و مصلحة طفل حتمًا سيتأثر بكل ما جرى له أفضل بكثير جدًا من التعصب الديني و الخوف على الدين الذي لم و لن يتأثر ، فالدين القوي لا يؤثر فيه شيئًا إن أعتنقوه أو تركوه الناس سيظل ثابتًا بقوة تعاليمه و مبادئه ، فلماذا كل هذا الخوف و الصراع إذًا؟! ، أبوي الطفل طيبون و أمناء لأقصى الدرجات ، فيكفي أنه ليس منهما و أحبوه و تمسكا به بهذه القوة و الإرادة حتى عاد إليهم مرة أخرى ، فمن يفعلون كل هذا حتمًا سيضعونه في أعينهما و سـيُربياه بأمانة و إخلاص أفضل تربية و سيجعلونا منه إنسانًا سويًا طيبًا مثلهم لا يُحب أو يميل للشر أبدًا ، فجزيل الشُكر لهما عن كل ما فعلوه و قاسوه و أحتملوه من أجل رجوع ابنيهما الذين لم يُنجباه ، فليعوضهم الله أضعاف أضعاف ويُطيل في أعمارهم حتى يفرحا بيه ، و تمنياتي للطفل بحياة سعيدة و هادئة و مُطمئنة ليس فيها قلق أو اضطراب ، الفرحة لا تسعني أبدًا.. حمدًا لله على سلامتك أيها الملاك البريء.. فرحّت قلوبنا جميعًا يا شنودة ، أطلب من الله من أجل سلامك النفسي حتى تتجاوز و تتخلص من كل الذي لقيته في فترة غيابك عن ما تربيت في أحضانهم ، بابا فاروق و ماما آمال.❤️

#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫6 تعليقات

  1. أ. فاروق ، أ. آمال
    تجسيد حرفي و عملي
    للمثل :
    ” الأب و الأم إلّي ربوا مش إلّي خلفوا ”

    ربنا يبارك حياتكم ويكمل رسالتكم مع شنودة.❤️

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى