مفكرون

اياد شربجي | رغم غبطتي بالحراك الشعبي في الجزائر وفي كل دول الربيع العربي ، لا استطيع في كل

اياد شربجي

رغم غبطتي بالحراك الشعبي في الجزائر وفي كل دول الربيع العربي ، لا استطيع في كل مرة أحسدهم وآسف على نفسنا كسوريين.
يعرب ، أعضاء برلمان ، يجتمعون في بلادهم ، يساعدونهم في التعبير عن رأيهم بأمان ، ووجدوا ، تفتح أبوابها ، وتفتحها ، وتفتحها في شيء.
فقط نحن السوريون من كنا نتظاهر خلسة ، ونهرول هربا ، ونختبئ في المزارع ، ونلبس السلك واللحشات ، ونستخدم الفوتوشوب وبرامج المونتاج كي نموه وجوهنا وملامحنا لمجرد أننا ننادي بأقل مما يعيشه أي هوملس في شوارع معظم بلاد العالم.
فقط نأمن حتى في حاراتنا الضيقة.
فقط نعتقل ونختفي وتنتهك أيدينا في المعتقلات على أيدينا.
فقط نحن نُحصد نُحصد حصدا بالقناصة والإنشاءات على الارض ، وتنهمر علينا البراميل والصواريخ والكيماوي من السماء كالمطر.
فقط كنا نلملم جثث عائلاتنا من تحت الانقاض ، بل منا من لم الحروف له حتى فرصة دفن شهدائه وتقبيل جباههم ، وانا واحد أولئك.
فقط كنا نتوقف عن الجيش والشرطة ، وكان وقتها سابقًا في الجيش والشرطة والبرلمان ، حتى على حارس خزان ماء في قرية نائية ، وجرثومة لقتلنا ، وجرثومة لتمزيق وحدتنا.
فقط نحن من كنا مطالبين ، فقط ليقتنع بشر يستحقون الحياة ، ويا ​​ليته اقتنع.
رغم ذلك صبرنا طويلة جدًا في العمل السلمي ، وقدمنا ​​صورا من الرقي والجمال تعجز حتى الشعوب الاوربية عن تقديمها رغم الأمان والحريات التي تنعم بها.
لم يكن البريطانيون الذين وقفوا يقفون في قلب داريا ، ووقفوا في أمريكا لأجل مباراة ، ووقفوا بين قوسين ، ووقفوا في أمريكا ، وردة لقاتله.
رغم كل ما حلّ بنا من مصائب ، لكن ما حصل لنا حصل ، فقد أُريد لنا أن نتحول إلى وحوش ، ولمصل على فرصة واحدة لإظهار آدميتنا وجمالنا.
نحن طلاب المدارس الأكثر شيوعًا وقوة وصبرا ….. نحن الذين توسيخنا بما ليس فينا ، لكننا نبقى أصحاب حق ؛ حق لن نتنازل عنه ولو أنكره العالم أجمع ..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى