كتّاب

مروان الغفوري | نقطة نظام! الأرقام لا توضح حقيقة ما يجري في العالم الآن.


نقطة نظام!
الأرقام لا توضح حقيقة ما يجري في العالم الآن. على العكس تحدث لبسا وأحيانا فوضى. خذوا هذه الأمثلة بليز:

١. سجلت إيطاليا قرابة ٥ آلاف حالة جديدة هذا اليوم، السبت. أغلب الحالات سجلت في إقليم لومباردي، مركز الوباء، كما أن ثلثي حالات الوفاة جاءت من الإقليم نفسه. لومباردي إقليم في شمال إيطاليا، مكتظ بالسكان (عشرة ملايين نسمة)، وهو مركز المال والموضة والحداثة.
منذ مطلع هذا الشهر انهارت كل المنظومة الطبية في الإقليم، بما فيها التدوين الطبي التقليدي، وعزل عن باقي البلاد. كل حالات الوفاة، بصرف النظر عن الأسباب، تسجل على فيروس كورونا (مرض كوفيد ١٩). هذا ما ألمح إليه السيد بوريللي، رئيس جهاز الحماية المدنية في روما، هذا اليوم. من حاصل ٨٠٠ وفاة بسبب كورونا حدثت هذا اليوم سجلت لومباردي لوحدها ٥٤٠ حالة تقريبا. الرقم ٨٠٠ تسبب في موجة هلع في كل العالم رغم كونه مخادعا وغير دقيق! إذ أن ٥٤٠ حالة وفاة في لومباردي هي إجمالي ما تمكن الموظفون البيروقراطيون من تدوينه دون ذكر الأسباب! إذن: كورونا!

٢. الصين هي الدولة الأولى الموبوءة في العالم، تليها إيطاليا، ثم أسبانيا، ثم أميركا، ثم ألمانيا. أخرجت إيران نفسها من السباق بأن توقفت عن ترديد الحقيقة. وتوقفت الصين عند الرقم ٨٠ ألف، وتحكمت بالمعلومات والبيانات. ونأت مصر بنفسها عن هذه الحفلة المميتة بأن دست رأسها في التراب.

٣. إذا أخذنا سجلا آخر: عدد الحالات المصابة بالفيروس لكل مائة ألف مواطن (وهو سجل أكثر دقة من حساب الأرقام بالنسبة للدول) سنجد أن الصين وأميركا ليستا ضمن أول عشرين دولة موبوءة في العالم. كما سنكتشف مفاجأتين أخريين: سويسرا هي ثاني أكبر دولة موبوءة في العالم بعد إيطاليا (٦٢ حالة/١٠٠ ألف نسمة). كما سنلاحظ أن البحرين وقطر ضمن أكثر عشرين دولة موبوءة في العالم (١٢: البحرين، ١٤: قطر، بواقع: ١٨ حالة/١٠٠ ألف، ١٦حالة/١٠٠ ألف بالترتيب). أي أنهما متقدمتان على كل من الصين وأميركا وفقا لنظام الحساب هذا.

م.غ.


مروان الغفوري | كاتب يمني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى