كتّاب

الكأس والشراب…


الكأس والشراب
فى الغناء المصرى الحديث
المشروبات الروحية، كالنبيذ والجعة، عرفها المصريون القدماء وكانوا يحتسونها فى الأعياد والأفراح، واستمرت حفاوتهم بها زمن البطالمة والرومان، وتذخر جداريات ولوحات تلك العصور بما يؤكد ذلك، وظلت تلك الحفاوة بالمشروبات الروحية حتى العصر الحديث، حيث عبرت عن ذلك عشرات الأغانى والموشحات، ربما اعتمادا على إباحة بعض الفقهاء الكبار شرب القليل منها، وربما بطريقة رمزية تعبيرا عن النشوة والسعادة
ففى موشح لمحمد عثمان:
ملا الكاسات وسقانى/ ياليل نحيل الخصر والقد
وفى الموشح القديم:
إملالى الأقداح صرفا “خالصة غير ممزوجة بالماء”/ واسقينها للصباح/ شربها تيها وعقبى/ ونورها كالبدر لاح
وفى موشح قديم آخر:
ياراعى الصبا فى حيك غزال/ قال خذ جبا واشربها حلال
وفى موشح ياشادى الألحان لسيد درويش:
و أطرب من في الحان أه/ وأحسبنا من ضمن الندمان/ يالاللى
ولسيد درويش أيضا:
نبه الندمان صاح، إن داعى الأنس صاحى/ وأملأ الأقداح واسقنى حتى الصباح
وله أيضا:
زارنى المحبوب فى رياض الآس/ روق المشروب وملالى الكاس
أما محمد عبد الوهاب فقد إحتفى بالشراب حفاوة عظيمة فى العشرات من أغنياته، وسنبدأ بالنهر الخالد من كلمات محمود حسن اسماعيل:
ظمآن والكأس فى يديه والحب والفن والجمال
والناس فى حبه سكارى هاموا على شطه الرحيبِ
آهٍ على سرك الرهيبِ وموجك التائه الغريبِ يانيل يا ساحر العيون
يا واهب الخلدِ للزمانِ يا ساقي الحبِ والاغاني/ هات اسقني واسقني ودعني اهيـم كالطير فى الجنان
سمعت فى شطك الجميل ماقالت الريح للنخيل، يسبح الطيرُ ام يغني ويشرح الحبَ للخميلِ
واغصنٌ تلك ام صبايا شربن من خمرة الاصيلِ
وفى قصيدته كليوباترا لعلى محمود طه يقول:
ليلنا خمرٌ وأشواقٌ تغني حولنا/ وشراعٌ سابحٌ فى النورِ يرعى ظلنا
كانوا فى الليل سكارى وأفاقوا قبلنا/ ليتهم قد عرفوا الحب قباتوا مثلنا
كلما غرّد كاسٌ شربوا الخمرةً لحنا/ يا حبيبي كل ما فى الليلِ روحٌ يتغنّى
يا ضفاف النيل بالله ويا خضر الروابي/ هل رأيتنّ على النهر فتىً غضَّ الإهاب
أسمرَ الجبهةِ كالخمرةِ فى النور المُذابِ
وفى قصيدته الجندول لعلى محود طه أيضا:
بين كأس يتشهى الكرم خمره/ وحبيب يتمنى الكأس ثغره
التقت عيني به اول مره/ فعرفت الحب من اول نظره
مر بي مستضحكا فى قرب ساقي .. يمزج الراح بأقداح رقاق
وفى أغنية أحبه مهما أشوف منه، لحسين السيد:
شغلني والأمل خاني وحير كل أفكاري/ سقاني الكاس و راح فاتنى
لا أنا سكران ولا داري/ بيظلم فيَ وبحبه/ وقاسي عليَ وبحبه
ولحسين السيد أيضا بفكر فى اللى ناسينى:
وروح أدور على ماضي كان لي فيهم حب زمان
اشرب لوحدي كاس فاضي دايما بفكر فيه مليان
ولاحمد شوقى وعبد الوهاب فى رائعته النيل نجاشى:
جات الفلوكة و الملاح و نزلنا و ركبنا/حمامة بيضا بفرد جناح … تودينا و تجيبنا
و دارت الالحان و الراح … و سمعنا و شربنا
صلح لى قلوعك يا ريس, هيلا هوب هيلا
أما أم كلثوم، فقد قلت حفاوتها بالشراب والخمر عن عبد الوهاب كثيرا ومع هذا، ففى الأطلال لإبراهيم ناجى تغنى:
اسقني واشرب على أطلاله .. واروِ عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً .. وحديثاً من أحاديث الجوى
ومن الشوق رسولٌ بيننا .. ونديمُ قدم الكأس لنا
هل رأى الحب سكارى مثلنا .. كم بنينا من خيالٍ حولنا
وتغنى لشوقى سلوا كؤوس الطلى:
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها/ واستخبروا الراح هل مست ثناياها
باتت على الروض تسقيني بصـافــيـه/ لا لــلـسـلاف ولا لــلــــورد ريـــاهـــا
ما ضر لو جعلت كأسي مراشـــفهـــا/ ولو سقتني بصاف من حـمـيـــاهــا
وتغنى لطاهر أبوفاشا:
حانة الاقدار عربدت فيها لياليها/ ودارالنـور والهـوى صاحـى
هذه الازهار كيف نسقيها وساقيها/ بها مخمووور كيف يـا صـاح
ولطاهر أبو فاشا أيضا:
يا صحبة الراح اهل الراح هل حانوا/ وهل تغنت على الحانها الحان
عهدى بها و كؤؤس الصفو مترعة/ بهن طاف على الكرى سكيران
لا يشرب الراح ، الا انه ثمل/ نشوان والكاس فى كفيه نشوان
وغنى عباس البليدى لحسن أبو عثمان:
يا صانع الكاسات ، اعملى كاس بنور/ اعملى كاس واسقيه بالفرح وابقي ارقيه من نظرة الحساد
شربت كاس الضنا اعملى كاس الهنا
ويغنى كارم محمود لعلى الشيرازى:
على شط بحر الهوى/ بحر الغرام ميتو أحلى من السكر/ للهوى غيته لو داقها راح يسكر
والشوق جمعنا سوا احنا وحبايبنا
كما يغنى من كلمات أحمد منصور، سمرا ياسمرا:
سحر الحاجب دا بيتعاجب ع الحلوين/ شفته بقيت من نارى ياسمرة،
تايه كده مش دارى ياسمرة/ وانت الكاس وشفايفك خمرة
ويغنى محمد فوزى:
دارى العيون داريها، السحر ساكن فيها/ الحب نام فى العيون صحى قلوب الناس
وقال فى وصف الجفون دى خمرة من غير كاس/ النظرة منها تسكر واللفتة منها تأسر
………………..
هذا غيض من فيض من مئات الأغانى التى احتفت بالكأس والشراب
وكل سنة وانتم وحبايبكم بالف خير وسعادة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى