كتّاب

الفتح الفرنساوى للمحروسة…


الفتح الفرنساوى للمحروسة
“3”
فى تلك الأيام كانت مصر تحت الإحتلال الإسلامى منذ 1200 سنة تقريبا، بداية من حكم الخلفاء الراشدين، إلى الحكم الأموى ثم العباسى، وحكم الأسرات، حتى وصلنا فى ذلك الوقت إلى الحكم العثمانى المملوكى تحت ظل الخلافة الإسلامية العثمانية.
وكان عدد السكان قد تناقص إلى حد مرعب، أقل من ثلاثة ملايين نسمة، 7 % فقط من القبط، وحوالى 130 ألف بدوى فى الصحارى، غير البدو المستوطنين القرى، وتزرع ثلاثة ملايين فدان، وتشكل المنسوجات خمس الصادرات، وبها 3600 قرية يتراوح سكانها بين 300 إلى 500 نسمة، وكل مجموعة قرى يستوطن فى مقابلهم قبيلة أو بطن من قبيلة بدوية تأخذ منهم الإتاوة، والقرية بها بعض صانعى الفخار ونجار وحلاق، وتنفق من مواردها على إمام المسجد، حتى فى ظل الفقر المرعب هذا كان كهنة الدين يمتصون دماء الجدود.
القاهرة كانت حوالى ربع مليون إلى 300 ألف نسمة، وكان سليم العثمانى قد خرب الصناعة فيها حين سحب مهرة الصناع والفنانين إلى الأسيتانة، ودمر أكثر من خمسين حرفة مصرية، وإن ظل حوالى 38 % من سكان القاهرة من الحرفيين، 33 % منهم يعملون بالتجارة،
20 % فى الأعمال الخدمية، 6 % فى الأنشطة الترفيهية.
ولعله من المفيد هنا أن نقرر أنه كان هناك فى العاصمة 30000 حمار، وهو وسيلة المواصلات الوحيدة أيامها، يعنى حمار لكل عشرة مواطنين تقريبا، مع الإحتفاظ بالبغال والفرسان للسادة والأشراف!!!.
وكان السقا هو رسول الغرام والقواد والصلة الوحيدة بين العاشقين.
وكان الجيش المصرى يتكون من حوالى عشرة آلاف مملوك، ينضم لهم أكثر من ثلاثين ألفا من الخدم والأتباع والمتطوعين، وربما ينضم لهم فرسان البدو البالغ عددهم 27 ألف فارس، ولو أضفنا النساء والأطفال يصبح مجموعهم حوالى 130 ألف بدوى، تقريبا نفس تعداد القبطى أو أقل قليلا .
ويشترك البدوى مع المملوكى والعثمانى فى احتقار المصرى، ويعبر عن هذا الإحتقار المثل البدوى: أديها للتمساح ولا اديها للفلاح، يعنى موت البنت أشرف من زواجها بمصرى!!!!!.
ويعبر عنه أيضا موقف المماليك الرافضين للزواج من مصريات، حتى يحتفظوا بنقاء عرقهم، وحين تحدث زيجة بين مملوك وبين مصرية وينجبوا يطلق على أبنائهم لقب ” ولاد الناس” ، وهو لقب نحسبه اليوم مدحا، فى حين أنه كان احتقارا منهم لابن المصرية الذى يظل “ابن ناس” أو ” خيخة” أو ” زيزة” كما كانوا يطلقون عليهم باعتبارهم رباية حريم ومن عرق دنئ وهو العرق المصرى!!!!.
كانت بمصر جاليات أجنبية أهمها اليونان، وأكثرهم ثراءا الإنجليز والفرنسيين، وكانت التجارة الفرنسية مع مصر بمبلغ خمسة ونصف مليون جنيه فى السنة، ولها 60 تاجر فى مصر يعيشون فى سكن خاص وخروجهم به مخاطر كثيرة لعداء السكان للأجانب وخاصة المسيحيين، وكثيرا ماشكوا للحكومة الفرنسية ظلمهم على يد المماليك الذى وصل فى عهد على بك الكبير إلى درجة إقتحام قداس للمسيحيين واختطاف رهائن وطلب فدية من قناصل الدول الأوربية……..
ولما كان المماليك هم سادة مصر فى ظل غياب الهيبة العثمانية، فقد تحالف معهم الإنجليز رغما عن السلطان العثمانى، بينما وقف الفرنسيين مع السلطان ضد الإنجليز والمماليك.
وكان يحكم مصر أيامها المملوكان مراد بك وإبراهيم بك بك باعتبارهما أقوى الفرق المتصارعة!!!!



يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫3 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى