مفكرون

#الصلاة_من_كتاب_الله…


#الصلاة_من_كتاب_الله

•عدد الصلوات
•أوقاتها
•كيّفيتها
•الصلاة الوسطى
•صلاة الجمعة

عندما نتحدث عن كتاب الله كمصدر تشريع دون أي كتاب آخر، ونستنبط منه أحكامنا وشرائعنا التي أمرنا الله بها، نواجِه من يُنكرون علينا هذا الفعل من التراثيين ويقولون: كيف تعلمتم الصلاة وأوقاتها وكيفيتها وعدد ركعاتها؟
ظنّاً منهم أن الله لم يفصّلها لنا في كتابه وتركنا هملاً!!! تعالى الله عما يقولون.
وهم بهذا يرددون أقوال كهنتهم دون تمحيص أو تدقيق، فهم لا يقرأون القرآن بتدبر، بل يقرأوه قراءة ببغائية من أجل كسب الحسنات فقط.
فالأكثر قراءة هو الأعلى مكانة في الجنة (كما في الحديث)!!!
لأن لسان حال هؤلاء هو: طالما أن الشيخ الفلاني والعالم العلّاني الذين أفنوا حياتهم في طلب العلم، قالوا أن الصلاة والزكاة والصيام والحج لم يفسّرها القرآن، فهم صادقون، لأن كلامهم دستور ولا غبار عليه ولا يحتاج مراجعة، لأن الطعن بكلامهم يعتبر زندقة وكفر بالله!!!
فهم لم يُكلّفوا أنفسهم بالبحث في كتاب الله وإكتفوا بالنقل وترديد مقولات الكهنة الذين نصّبوا أنفسهم وكلاء عن الله، فبدأوا يُكفّرون ويُزندقون بعباد الله ممن لم يوافقهم أفكارهم التراثية!!

•هل فصّل الله لنا الصلاة في كتابه؟
بدايةً أود أن أشير إلى أن هذا الطرح هو قراءتي لموضوع الصلاة من كتاب الله فقط وبتجرد كامل، بمعنى أنني أقرأ الآيات كمصدري الوحيد لإستنباط الصلاة بدون أن أسمح للموروث المعنعن لأن يؤثر في القراءة والنتيجة.
ولست بصدد إقناع غيري بما وصلت إليه، ولا يعني بتاتاً أن هذا الطرح صحيح وغيره خطأ.
موضوع الصلاة حسّاس جداً.

#أوقات_الصلاة
البداية المباشرة: الصلاتان اللتان ذُكرتا بالإسم تحديداً في كتاب الله هما:
#صلاة_الفجر و#صلاة_العشاء.
ماعدا ذلك لاوجود لما يسمى بـ #صلاة_الظهر أو #صلاة_العصر أو #صلاة_المغرب.
الآية التي تُفصّل أوقات صلاة الفجر والعشاء في كتاب الله هي:
قال تعالى (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل) هود 114
هذه الآية تتحدث عن إقامة الصلاة في:
1 طرف النهار الأول
2 طرف النهار الثاني
3 زلفى من الليل
لنتأمل..
•طرف النهار الأول يبدأ بإنقشاع ظلمة الليل وينتهي بإكتمال النهار، وإنقشاع الليل يبدأ من محو النجوم من السماء وبزوغ قرص الشمس إلى أن يكتمل بالشروق الكامل وليست كما تُصلّى الآن حيث أنها تُصلّى في ظلمة الليل!
•طرف النهار الثاني لا يعني دخول الليل!
لأنه لم يقل طرف الليل بل قال طرف النهار!
قال تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) الإسراء 78
هنا يُفصّل الله لنا طرف النهار الثاني بقوله (لدلوك الشمس) بمعنى (عند دلوك الشمس) ويستمر إلى أن يغسق الليل، بمعنى أنه يبدأ من نزول قرص الشمس إلى إكتمال غيابها وينتهي عندما يعشو الليل بظلمته فنبدأ برؤية النجوم، وهذا الوقت الذي نحن الآن نسميه بالمغرب لكن في كتاب الله أسمه العشي، والعشيّ ليس الليل.
قال تعالى (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا) الأنعام 76
أي عندما تمكّن الليل منه وغطّاه، بدأ برؤية النجوم بوضوح.
•ملاحظة هامشية: قال تعالى (أتموا الصيام إلى الليل) البقر 187
وليس إلى طرف النهار الثاني الذي يسميه الناس الآن بالمغرب والذي يسميه الله في كتابه العشاء، بالطبع هذا يخص موضوع وقت الإفطار في رمضان ولن نتطرق له الآن.
هنا نقف ونتمعن بحكمة الله من أن يجعل لنا وقتاً مخصصاً كاملاً للعمل في النهار (إن لك في النهار سبحا طويلا) المزمل 7
وكأنه سبحانه يدعونا للإستعانة به قبل ذهابنا لعملنا في الصباح ومن ثم عند رجوعنا إلى المنزل مساءً لنتواصل معه شاكرين وحامدين له على ما آتانا ورزقنا في يومنا.
•ملاحظة: أقول إستعانة لأن الصلاة إستعانة وليست عبادة (واستعينوا بالصبر والصلاة) البقرة 45
ويعلل الله في قوله (إن لك في النهار سبحاً طويلا) أي لا وجود للصلاة طول النهار، فالنهار كله لنا ولأعمالنا وأشغالنا.
•صلاة الزلفى من الليل هي صلاة تؤدى (زلفى من الليل) أي قريبة من الليل بمعنى إما قريبة من بدايته أو قريبة من نهايته، وقد أعطانا فيها الله عدة خيارات لأدائها لأن الله جعل الليل سباتاً وراحة، فالقيام به شديد (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا) المزمل 6
قال تعالى:
(يا أيها المزمل قم الليل إلّا قليلا نصفه أو انقص منه أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا)
وقال تعالى (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فإقرأوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم
1- مرضى
2- وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله
3- وآخرون يقاتلون في سبيل الله
فإقرأوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله ان الله غفور رحيم) المزمل 20
الآية تفصّل لنا ماذا نفعل في صلاة الليل، فالله تعالى يعلم أن منّا المريض الذي لا يستطيع أن يؤديها وهو قائم أو بسبب تعبه الشديد، ومنّا من يضطر أن ينام باكراً بسبب دوامه فلا يستطيع أن يؤديها ليلاً ومنّا من يقاتل في سبيله ليلاً ونهاراً، فإستبدلها بأن نقرأ ما تيسر لنا من القرآن.
•ملاحظة: هنا إشارة مؤكدة أن ما يجب أن نقرأه في الصلاة، آيات من كتاب الله لأن آيات كتاب الله هي نوع من أنواع ذكر الله الذي يتحقق في أمر الله هنا (أقم الصلاة لذكري) طه 14
أما التشهد والصلوات الإبراهيمية فلا أعلم من أين جاءوا بها!!!
قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل 👈صلاة الفجر👉 وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة!!! ومن بعد 👈صلاة العشاء👉). النور 58
1- صلاة الفجر.
2- الظهيرة.
3- صلاة العشاء.
لم يقل الله صلاة الظهر أو صلاة الظهيرة!!
صلاة العشاء ليست صلاة الليل وإنما صلاة الطرف الثاني من النهار وهي دالّة على العشيّ وليس الليل.
الصلاة تُقدّر بالوقت وتُؤدّى بإطالة أو قُصُر وليس بعدد الركعات، والدليل على ذلك، قوله تعالى:
(وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن 👈تقصروا👉 من الصلاة) النساء 101
فالقصر لا يأتي مع العدد وإنما مع المدة أو الطول، فإذا كانت الصلاة بعدد الركعات، لقال الله (فليس عليكم جناح أن 👈تُنقِصوا👉 من الصلاة) فالعدد يُنقص ولا يُقصر!!!
إذن نستنتج أن هناك 3 صلوات فقط بمواقيت معروفة وواضحة.
•صلاة الفجر (طرف النهار الأول)
•صلاة العشاء (طرف النهار الثاني)
•صلاة الليل في ظلمة الليل وفيها خيارات أن تؤديها بدون القيام والسجود بقراءة القرآن فقط.
•سؤال: لو أراد أي شخص أن يقيم الصلاة في أي وقت آخر، هل هذا خطأ أو مرفوض؟
الجواب: برأيي، بالتأكيد لا، فأنت تستعين بالله بطريقة إقامة الصلاة متى ما أردت، لكن لا يعني أداءك لها في وقت أنت إخترته أصبحت مثلها مثل الأوقات التي فصّلها لنا الله في كتابه. (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) النساء 103

•كيفية الصلاة.
الآية الوحيدة التي تتحدث صراحة عن رسول الله.
أكرر، تتحدث عن رسول الله.
قوله تعالى:
وإذا كنت فيهم واقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصوا معك وليأخذوا حذرهم واسلحتهم. النساء 102
الآية تشير بوضوح إلى أن هناك حالة خوف عند الصحابة الذين كانوا برفقة #رسول_الله من القتال الدائر، فأراد رسول الله أن يستعين بالله ليبعث الطمأنينة في قلوب صحابته فيتخذ قرار في أن يصلّي بهم.
لنتأمل ..
قال تعالى: (وإذا كنت فيهم) أي أن رسول الله كان بين صاحبته.
كيف أدّى الصلاة في كتاب الله؟ هي الآية التالية:
(فأقمت لهم) أي أن رسول الله بدأ بصلاة الجماعة بحركة القيام للصلاة.
نلاحظ إرتباط لفظ الصلاة في كتاب الله بالقيام إرتباطاً وثيقاً.
(فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم) لتقم الطائفة التي لم تصلي وتتأهب بالسلاح لحماية المصلين.
(فإذا سجدوا) هنا الإشارة للحركة الثانية في الصلاة وهي السجود، ثم نهاية الصلاة مع المجموعة الأولى ويتبادل الصحابة الأدوار في الحماية والصلاة مع المجوعة التي لم تصلي بعد.
•إذن: قيام ⬅️ سجود ⬅️ نهاية الصلاة، وانتهى الأمر بسجدة واحدة!
لكن يجب أن لا ننسى أن هذا الحد الأدنى للصلاة سببه حالة الخوف الذي تؤكده الآية التي تسبقها حيث قال تعالى: (واذا ضربتم في الأرض)
•ملاحظة مهمة: نتأكد من الآيات السابقة أن أداء حركة السجود هو نفس الأداء الذي نقوم به نحن الآن في صلاتنا بدليل أن الله قال (فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم) أي كونوا أمامهم لحمايتهم لأن نظرهم محجوب بسبب السجود!
نستنتج من الآية السابقة أن قصر الصلاة في الخوف سجدة واحدة، فكانت مؤشراً بأن هذا هو الحد الأدنى الإستثنائي لأداء الصلاة لأنه أقصر من الطبيعي.
•سؤال: ما هو الحد الأعلى؟
•الجواب: لم أجد أي إشارة في كتاب الله على أن هناك حد أعلى في أداء الصلاة.

•الصلاة الوسطى
قال تعالى (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركبانا) البقرة 238
لنتأمل سياق الآيات.
(حافظوا على الصلوات) أي حافظوا على إستعانتكم بالله بأدائكم الصلوات لله تعالى.
(والصلاة الوسطى) أي حافظوا أيضاً على إختياركم لأن تكون صلاتكم هي الصلاة الوسطية بمعنى المعتدلة بدون غلو في أدائكم لها، فلا تطيلوا في القيام ولا في السجود ولا تجعلوها خاطفة، ويؤكد هذا المعنى تكملة الشرح في كيفية الأداء حيث قال تعالى بعدها مباشرة: وقوموا لله.
كيف؟
الجواب: قانتين!
القنوت هو الإحساس بالخشوع تحديداً عند الوقوف بين يدي الله.
ويكمل الله حديثه عن الكيفية أيضاً بقوله في الآية التي تليها مباشرة (فإن خفتم)
فكيف نعمل؟ (فرجالاً أو ركباناً).
لكن أين الإنحناء أو ما نسميه نحن بالركوع؟!

•الركوع
نلاحظ أن كل الآيات التي تتحدث عن الركوع تتحدث عنه بأنه حالة أداء منفصلة تماماً لا علاقة له بالصلاة!
لنتأمل الآيات التي تتحدث عن الركوع:
أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين
أقيموا الصلاة (القيام والسجود) و آتوا الزكاة (الأنفاق) و اركعوا مع الراكعين!!
3 أعمال منفصلة!
يا مريم اقنتي لربك (أي كوني قانتة أثناء قيامك في الصلاة)
واسجدي (أكملي الصلاة بالسجود ثم) و اركعي مع الراكعين!
•ملاحظة:
قامت قانتة وسجدت لوحدها.
يعني أدّت صلاتها كما يجب، ثم ذهبت فركعت مع مجموعة الراكعين بعد ذلك!
(الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)!
لاحظ يقيمون الصلاة (القيام والسجود) ويؤتون الزكاة (الانفاق) وهم راكعون (في حالة الركوع لله)!
(التائبون العابدون الحامدون السائحون (الراكعون) (الساجدون) الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين)
لاحظ، الراكعون شيء والساجدون شيء آخر،! الملاحظ هنا أنه عندما يذكر الله الصلاة (الإقامة + السجود) لا يذكر معها السجود منفرداً ومعطوفاً على الصلاة، وأيضاً عندما يذكر السجود منفرداً لا يعطف عليه الصلاة (الإقامة + السجود) لأن السجود جزءً لا يتجزأ من الصلاة!.
بينما نلاحظ أن الركوع يأتي لوحده ومعطوفاً على كلمة الصلاة أو معطوفاً على السجود، مما يدل على أن المقصود بالركوع في كتاب الله هو ليس الإنحناء الذي نقوم به في صلاتنا نحن الآن، إنما هو شيء آخر!!
قال تعالى (وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا) ص 24
وخرّ راكعاً.
يقال ركَع الشَّخصُ: أي ذلَّ وإنحطّت حالُه.
الركوع هنا يعني: الذل.
يعني أدائهم للصلاة أو الزكاة وتقربهم من الله وهم في حالة خنوع وتذلل نفسي لله تعالى.
في هذه الآية يتضح لنا معنى التذلل أكثر في مصطلح الركوع.
قال تعالى (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون) التوبة 54
في الزكاة
كارهون ⬅️ راكعون!
في الصلاة
كسالى ⬅️ قانتون!
لاحظ قوله تعالى (ويل يومئذ للمكذبين وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) المرسلات 47-48
المكذبون لا يقبلون الركوع (التذلل) لله تعالى لأنهم أصلاُ مكذبين به.!
•الاستنتاج:
الصلاة التي صلّاها رسول الله في كتابه هي قيام وسجود فقط.!
إذا أردنا إقامة الصلاة في حالة الخوف، تقام وبسجدة واحدة فقط.
الصلاة في الأيام والأحوال العادية (الفجر والعشاء والليل) تستطيع أن تؤدي ما تشاء من سجدات، لكن حافظ على إعتدالك في أدائها وأقنت في قيامها.
الركوع المذكور في كتاب الله لا يعني الإنحناء الذي نفعله الآن في صلاتنا، بل معناه هو الدخول في حالة التذلل لله تعالى في التعامل مع الله في أي شيء كان.
•ملاحظة: لا يعني أن رسول الله صلّ قيام وسجود فإننا إذا إنحنينا لله كما نفعل الآن هو عمل مرفوض!
ما نفهمه هنا أن هذا ما ثبت عن رسول الله في كتاب الله الذي هو قطعي الثبوت والدلالة، ولا يوجد ما يمنعك أن تجلس عند السجود أو تركع أو ترفع من الركوع.
المهم أننا نعلم أن الحركتان الأصليتان اللتان أداهما رسول الله هما القيام والسجود.
•السؤال هنا: هل الصلوات الخمس التي نصلّيها الآن خاطئة؟
•الجواب: بإعتقادي لا، لأن الصلاة هي صلة التواصل بين العبد وربه، ولك أن تُصلّي ما تشاء، ولا يستطيع أحد أن يمنعك من التواصل مع الله.

•صلاة الجمعة.
صلاة الجمعة التي نؤديها الآن هي أحد الصلوات التي تُميّزنا كمسلمين بسبب العدد الكبير من الذين تهوي أفئدتهم إليها.
•السؤال المباشر: أين أجد صلاة الجمعة في كتاب الله؟
هل كانت هناك صلاة تسمى بصلاة الجمعة وتؤدى في هذا التوقيت من فترة الظهيرة؟!
أين أجد أي إشارة في كتاب الله أن رسول الله قد خطب في الناس في يوم الجمعة في صلاة الجمعة كما هو الآن؟
لأن صلاة مهمّة مثل صلاة الجمعة ولها خاصيّتها، فلا بد أن يذكرها الله في أكثر من موضع في القرآن!!
ما وجدته في كتاب الله من آيات تتحدث عن الصلاة في يوم الجمعة هو آخر ثلاثة آيات فقط من سورة الجمعة!!
وكان سياق الآيات يعطي مدلولاً مختلفاً تماماً عما يحدث الآن، حيث أنه كان مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً بالبيع والتجارة واللهو!
•لنتأمل:
1- يا أيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة.
من يوم الجمعة!!! ولماذا لم يقل لـِ صلاة الجمعة؟
من يوم الجمعة لا تعني إطلاقاً لـِ صلاة الجمعة!
نفهم من هذه الآية أنها نداء للصلاة بشكل عام في يوم الجمعة، وليس نداء بشكل خاص لصلاة محددة بعينها، وذلك لأنها لم تشير لها بالتعريف المباشر كما في صلاة الـفجر وصلاة الـعشاء.
فكأن الآية تقول: إذا نودي لأي صلاة من يوم الجمعة!
2- فإسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع.
وذروا البيع!! بإعتقادي هذا الجزء تحديداً هو المهم في الموضوع حيث أننا نفهم بأن هناك حالة إقبال شديدة على البيع تحدث في وقت إقامة الصلاة من هذا اليوم، لأنه أمرٌ صريح بترك كل ما يتعلق بإتمام عملية البيع.
3- فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله.
•سؤال: متى يحدث إنتشار الناس للإبتغاء من فضل الله؟
•الجواب: بالتأكيد في بداية نهار اليوم، أي في فترة الصباح!!
إذن الله يتحدث هنا عن صلاة صباحية! ولا يوجد لدينا صلاة صباحية في كتاب الله إلّا صلاة طرف النهار الاول (الفجر) وموعدها ليس في فترة النهار (الظهيرة)!
كل المؤشرات تدل على أن الصحابة كان عندهم سوق تجاري في يوم الجمعة، ومن الواضح أنه سوق يتمتع بحركة تجارة قوية، فكانوا ينشغلون بالتحضير للبيع من الصباح الباكر عند إنشقاق الصباح الذي هو موعد صلاة الفجر فيغيبوا عن حضور الصلاة مع رسول الله في هذا التوقيت الصباحي.
ويبين لنا الله تعالى حُبّ الصحابة لهذا السوق مما فيه من تجارة ولهو في الآية التي تليها ويصف ما كان يحدث حيث قال:
4- وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو والتجارة والله خير الرازقين.
لاحظ: إذا رأوا تجارةً أو لهواً إنفضوا إليها وتركوك قائماً.
وقد يكون تكرر تركهم للصلاة مساءً لنفس الأسباب أيضاً، فقد يكونوا لم يتواجدوا مع رسول الله مساءً في صلاة العشاء بسبب موعد إنتهاء السوق وإنشغالهم بإعادة بضائعهم إلى الخزائن بعد إنتهاء البيع والتجارة واللهو في هذا التوقيت من اليوم الذي هو طرف النهار الثاني فيتركون رسول الله قائماً في صلاته ولا يصلون معه لإنشغالهم.

•خطبة الجمعة.
أكثر ما يميّز هذه الصلاة أيضاً هو خطبتها، فقد ترسّخ إرث في عقلنا الباطن عن أهمية أجر حضور الخطبة باكراً للإستماع للخطيب (الإمام).!
السؤال المهم جداً والمباشر: أين هي خطب رسول الله في صلاة الجمعة!؟
الجواب المباشر: لا يوجد.
كيف لا يوجد؟
رسول الله جلس في المدينة أكثر من 10 سنوات ولو حسبنا عدد خطب الجمعة المفترض بأنه قام بإلقائها في هذه الصلاة ستكون 4 * 12 * 10 =480 خطبة تقريباً!
أين هذه الخطب؟!؟ لماذا أخفيت ؟! ولصالح من تم إخفاؤها؟
أليس من حقي كمسلم أن أبحث عنها وأطّلع عليها وأتمعن فيما تحتويه من حِكم ومواعظ قد يكون تَحدّث بها رسول الله!
ألم يكن على الأقل، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة المبشرين بالجنة (حسب الرواية) وغيرهم من الصحابة الكرام يجلسون في حضرة خطبة رسول الله؟!!
أمعقول أن يكون رسول الله له خطبة على الملأ أمام المسلمين كافة ولا أحد يعلم بها ولا نكاد نجد ولو خطبة جمعة واحدة له بإستثناء خطبة حجة الوداع!! بينما نجد في #الموروث ما كان يحدث بينه وبين زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، من تفاصيل خاصة في داخل بيته!!
ألا تُعتبر خطبة رسول الله أمام الملأ أقوى من أي رواية متواترة وصلتنا عن رسول الله! بينما على النقيض بُذلت جهود كبيرة للعناية بتدقيق أحاديث آحاد سمعها شخص أو اثنين أو ثلاثة أو حتى واحد عن الرسول فأصبحت تشريعاً يتلى الى قيام الساعة!!!
أين هي خطب:
•أبو بكر
•عمر
•عثمان
•علي؟!
ألم يكونوا يصلوا هذه الصلاة في هذا الوقت من الظهيرة؟
ألم يخطبوا في الناس أيضاً؟!
•الإستنتاج:
لا يوجد أي إشارة في كتاب الله تفيد بأن هناك صلاة محددة تُسمّى بصلاة الـجمعة مرتبطة إرتباطاً مباشراً بهذا اليوم تحديداً!
فالنداء كان لأداء الصلوات اليومية التي حدد أوقاتها كتاب الله، ولم يتحدث الله عن أي ساعة إستجابة محددة ولا عن أي فضل زائد لأي وقت عن آخر.
بل بالعكس يؤكد لنا الله أنه قريب منا ويستجيب لنا متى ما دعوناه.
قال تعالى (واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان) البقرة 186
بالإضافة إلى ذلك، لم أجد أي إشارة في كتاب الله تدل على أن رسول الله كانت له خطبة أسبوعية في يوم الجمعة، أو أي أمر إلهي له بإلقاء هذه الخطبة.
•سؤال: مع أننا لا نعلم تحديداً منذ متى بدأنا كمسلمين بأداء هذه الصلاة وبهذه الكيفية، فهل ما نفعله خطأ؟
جواب: برأيي لا أعتقد.
كما قلنا سابقاً لا يوجد ما يمنع الإنسان من التواصل مع ربه في أي وقت.
لكن المهم في هذا الأمر ألّا نتقوّل على الله بأنه فرضها في كتابه وبهذه الكيفية التي تؤدى بها الآن، وإلّا الحجة بالحجة فقط!
•إقتراح: لماذا لا نستثمر خطبة هذه الصلاة بشكل أفضل يفيدنا كمجتمع مسلم!!
ماذا يحدث لو إستدعينا في كل يوم جمعة لمهندس أو طبيب أو عالم فيزياء أو عالم فلك أو حتى أستاذاً في اللغة العربية أو بروفيسوراً للفلسفة لإلقاء مقالة صغيرة عن موضوع هو يقوم بإختياره بالتنسيق مع الإمام كل أسبوع على جموع المصلين ليفيدنا بطرحه في خطبة الجمعة!!
ماذا سيحدث لو فعلاً تم التعديل على الخطبة لنستفيد منها بهذه الطريقة؟

•الخلاصة:
هذا الكتاب الحكيم جاء مفصّلاً على علم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون، وهو منهاج حياة ونجاة للناس أجمعين، وها هي الآيات توضّح لنا أن القرآن الكريم فعلاً تبياناً لكل شيء، وليس كما يدّعي الذين في قلوبهم مرض من أهل التراث أن الصلاة غير مفصّلة في كتاب الله.

يتبع #الزكاة_من_كتاب_الله.

#نقد_الموروث
#شغّل_عقلك


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Hussein Alkhalil

الجدال والنقاش مع المغيبين مضيعة للوقت، قل الفكرة واترك له حرية التفكير، إن كان له عقل يفكّر.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى