مفكرون

أحمد علام الخولي | ولأننا نظن إمتلاكنا الحقيقة المطلقة فلا نسمح بأى إختلاف ونحوله لخلاف وصراع


ولأننا نظن إمتلاكنا الحقيقة المطلقة فلا نسمح بأى إختلاف ونحوله لخلاف وصراع ونننصب المشانق حول رقبة أى مختلف ونحاول قتله معنويا وإرهابه فكريا وحيث نعتقد أيضا أننا الأكثر يقينا والأكثر إيمانا والأكثر صوابا فلذلك نحن أيضا المجتمع الأكثر جهلا وتعصبا وأيضا الأقل بحثا وفكرا وإنتاجا وإبداعا لأن كلا منا يرى أن موروثه الدينى وعاداته وتقاليده ورؤيته الفكرية أو السياسية هى ما يجب أن تكون القوانين التى تحرك المجتمع كله !!

بمجتمعنا حيث نجح رجال الدين فى صنع ملايين المغيبين كروؤس حربة تتصدى لمن يحاول الإصلاح وحيث حصروا الله فى المؤسسات الدينية – هنا بمجتمعنا الذى تعود الخوف والإستـ///ــلام للوصاية والقمع الدينى الذى أسس لكل ما بعده من أنواع الوصاية فلا مجال للإختلاف الطبيعى أو حرية التفكير العلنية خوفا من القطيع الذى لا يهمه سوى إستقراره كما هو بحالته وجموده فيهاجم كل من يخرج عليه لئلا يفسد خموله وركونه

هنا بهذا المجتمع فى الوقت الذى تتسابق فيه 40 دولة من دول العالم الآخر لإنتاج مصلا لكورونا لإنقاذ شعوبهم بل وكل البشرية يدور سباقنا حول من الأكثر جهلا ووهما فنناقش إلى الأن قضايا الختان وقوانين الزواج والطلاق ولازلنا نتشاجر حول كيفية أداء طقس دينى كنسي بما فيه مصلحتنا ونجدد فرش مساجدنا بمليارات الجنيهات ونحن فى ازمة مالية ويقوم محامين برفع قضايا على بعض الفتيات يقمن بعمل فيديوها غنائية أو إستعراضية بحجة التعدى على وخدش الحياء المجتمعى فيما يحصل المتحرشون على براءة !! ونحول رأى فى رمز دينى أو سياسى إلى صراعا مجتمعيا كما حدث امس بعد تصريحات ساويرس عن عبد الناصر والذى أختلف معه فى كثير مماقاله عن ناصر ولكن يجب أن نفرق بين أمرين فحين تحدث سويرس عن تخفيض رواتب العمال فى بداية ازمة كورونا كنت أول من إنتقده ولكن أن نصادر حرية إبداء الرأى حول رمز او فكر فهذا مؤشر سئ للغاية ولا يصب فى مواجهتنا لكل أنواع الوصاية التى نتوارثها ونحاول التخلص من عبئها الثقيل

الواقع أن كورونا سينتهى مهما طال عمره ومهما كانت تبعاته ولكن لن تصبح الدول المتخلفة متقدمة ولا الدول الضعيفة ستصبح قوية وستظل الخرافة خرافة مالم نتفق ان العلم هو الملجأ والمنقذ وأن تحرير العقول لن يكون إلا بالتخلى عن الوصاية وعن العادات والأعراف والقوانين الدينية المنتهية الصلاحية وعن عقدة الخوف من الآخرين وجرأة الاعتراف بالمشكلة والخلل وصراحة وأمانة مواجهتها

Ahmed Allaam Elkholy

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى