كتّاب

أولاد علي عبدالله صالح وعبدالله بن حسين الأحمر، لا أتخيل كيف…


أولاد علي عبدالله صالح وعبدالله بن حسين الأحمر، لا أتخيل كيف يستطيعون النوم.
بالعقل والمنطق والفطرة، وبقليل من الكرامة والخجل، يفترض أنهم في جبهات القتال للثأر لكرامتهم مادام الوطن لا يعنيهم إلا باستعراضات المواكب والاستثمارات والتهام التلال والمال العام، كيف يستطيعون النوم في الفنادق الفخمة بعد أن نال غر ومراهق طاريء، من شرف أيامهم واقتحم حرمات بيوتهم وهدمها وصادر أموالهم الحرام، كيف ينامون بعد تلك الأمجاد والعنجهية، كيف يغضون عن الدم والأشلاء والجماجم المفقوشة، كيف يتنفسون وقد طأطأ عبد الملك الحوثي كل رأس في التراب، وسلبهم الجنابي والجاه، وتسيد على أتباعهم ومساقط قلوبهم ولبس حتى أكواتهم الرئاسية وشالات المشيخ.

أقول هذا بأسف كبير، لا شماتة ولا غل، أسأل وأنا أرى الذين كنتم تدهسونهم بمواكبكم الفخمة يناجزون الحوثي الذي سحقكم ويتصدون لجحافله بشجاعة واستبسال، أرى الذين أكلتم أموالهم ينكلون بالحوثي الذي أكلكم أنتم وأموالكم، أرى الذين لا يملكون إلا كرامتهم وهم يذودون عن ما بقي من كرامة للوطن الذي استنزفته أنانيتكم أربعين عاما.

كيف تنامون على العار، هل تضحكون وبأي وجه تقفون أمام الناس ومرايا منافيكم.

تنامون على رزم العملات الصعبة بوجوه لا تتعرق من ذل ولا تمتعر من عار، بينما يتوسد الأحرار الحجارة والرمل لاستراق غفوات بين غبار الحرب وتحت التماع الرصاص، وهم يحملون همّ الوطن الذي أضعتم، وهمّ أولادهم الجوعى الذين تركوهم في مخيمات النزوح بلا رواتب ولا خبز، وخرجوا إلى مواقع الشرف يطعمون الوطن بقلوبهم ويسقون التراب بدمهم غير عاتبين على بلد أعطاكم كل شيء وحين احتاج إليكم لم يجد إلا الذين بخل عليهم بالخبز والملح والدفء والسكنى.

كيف تنظرون في صورة آبائكم..
كيف يغمض أحمد علي جفنيه دون أن يرتجف وجدانه من برد ثلاجة الموتى التى تجمد والده في زمهريرها!
كيف يدلف حميد إلى الفيلا الفخمة في أقاصي الأرض بعد أن انهدت جدران بيت أبيه بالدينميت وبقيت صورة الشيخ عبدالله مكشوفة في عراء ليالي خمر الباردة!

*هذا الكلام يعني كل اللصوص والجبناء الذين أكلوا اليمن لحما ورموها عظما وهربوا إلى المنافي صاغرين بعد أن كانوا ملوكا جبارين.

ذات يوم قال أحدهم
أصون عرضي بمالي لا أدنسه
لا بارك الله بعد العرض بالمالِ
ولما عاش أبو فراس في رغد الإمارة والملك، قال:
لنا الصدارة دون العالمين أو القبرُ
أما أنتم، لم تموتوا أحرارا ولم تعيشوا كراما.

الله بس على قهر
ليت والله ومعنا قلوب مثل قلوبكم.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى